شاركت قطر كوسيط فى عدد من الأزمات الدولية الكبرى، ومنها أزمة إقليم دارفور والانقسام بين فصيلى فتح وحماس الفلسطينيين، كما ساهمت قطر بفعالية فى انتفاضات الربيع العربى، وساهمت بدعم الشعوب فى ليبيا ومصر وسوريا. احترفت الدوحة لعبة المحاور خلال السنوات الماضية، مع سلوك سياسي يحافظ على العلاقات مع كافة الأطراف. فقد كانت على علاقة وطيدة بإيران وسوريا وحركة حماس وحزب الله، وما كان يعرف ب»محور الممانعة»، ولكنها كانت في الوقت عينه ضمن الدول الخليجية النشيطة في «محور الاعتدال» المواجه له، مع استضافتها لقاعدة عسكرية أمريكية كبيرة. ولكن مع بدء ما يعرف ب»الربيع العربي»، ظهر تحول في الموقف القطري، وخاصة حيال العلاقات مع سوريا وحزب الله، فقد دعت الدوحة علنا إلى رحيل الأسد ودعم المعارضة التي تقف ضده، لتتفق بذلك مع المواقف الخليجية والسعودية، لتتحمل بذلك انتقادات واسعة من إيران وسوريا وحزب الله. ورغم صغر حجمها العسكري، إلا أن قطر كانت الدولة الأولى التي عرضت طائراتها لحراسة مناطق حظر الطيران التي فرضتها الأممالمتحدة في ليبيا. كما أن زيارة الشيخ حمد إلى قطاع غزة قبل أشهر لفتت الأنظار، حيث كان أول رئيس يزور المنطقة منذ تولي حماس للسلطة، إضافة إلى إعلان حزمة التطوير في غزة بقيمة 400 مليون دولار، علاوة على تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري بقيمة 100 مليون دولار الشهر المنصرم. ولم تكتف قطر بهذا، بل قامت بعرض مليارات الدولارات كمساعدات لمصر، التي تعاني من تداعيات الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك، كما قدمت مساعدات مالية إلى تونس وسط انقسامات حول الموقف من الدوحة ودورها السياسي.