لعبت دولة قطر دوراً مهماً في قضايا السودان السياسية والاقتصادية، وقد ظلت العلاقة بين الحكومة السودانية والقطرية طيلة حكم الانقاذ علاقة استراتيجية مميزة جداً ، وكانت قطر حضوراً في كل المحافل السودانية، والدور الذي لعبته الدوحة في قضية سلام دارفور وتقديمها الدعم المادي واللوجستي واستضافتها لعدد من مؤتمرات الصلح لاهل دارفور، واظهرت في تلك الفترة تعاطفاً وتعاملت مع ملف السودان بسياسة النفس الطويل، فقد شهدت العاصمه القطرية اول مفاوضات للحركات المسلحة وكللت باتفاقية الدوحة 2010م بين حركت التحرير والعدالة وحكومة السودان فعقب انفصال الجنوب تعرض السودان لأزمه اقتصادية كبيرة هزت أركان البلاد لولا التدخل القطري في تلك الأزمة، حيث قدمت قطر مجموعة من القروض واقامت عددا من المشروعات الاستثمارية في السودان وافتتاح الطريق البري الذي يربط بين السودان وارتريا وإنشاء عدة شركات اهمها شركة الديار القطرية وبعض الشركات في مجال المعادن. ان قطر اصبحت ممسكة ببعض الملفات السودانية خاصة سلام دارفور والتي خصصت له ميزانية خاصة وبنكاً باسم بنك تنمية دارفور مما ينذر بحدوث ما لا يحمد عقباه في قضية وحدة السودان الشمالي، خاصة بعد إنشاء سلطة اقليم دارفور واتخاذها من الفاشر مقراً لها أسوة بحكومة الجنوب قبل الانفصال . لذلك نجد ان حكومة السودان تكن كل المشاعر الطيبة للشقيقة قطر ونجد أن رأس الدولة الرئيس عمر البشير في كل خطاباته يثمن ويشكر الدور القطري واخرها خطابه في تدشين الخط الناقل لكهرباء مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل بطول 310 كلم، وبتمويل من دولة قطر وذلك بحضور سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن جبر آل ثاني مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي، ممثلا عن الحكومة القطرية، والسيد ناصرالهاجري رئيس مجلس إدارة شركة حصاد الغذائية، والسفير راشد بن عبد الرحمن النعيمي سفير قطر لدى السودان، والسفير ياسر خضر سفير السودان لدى قطر. هذا، وقد أعرب الرئيس عمر البشير في كلمة أمام الاحتفال عن شكره وتقديره لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو ولي العهد الأمين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولشعب دولة قطر لدورهم المقدر تجاه دعم قضايا السودان، مضيفا بأن قطر أعطتنا أكثر مما كنا نتوقع، وقدمت لنا أكثر مما طلبنا . . فلهم منا كل الشكر والتقدير على هذا الصنيع الذي لن ينساه أهل السودان، بجانب دورها المتميز والرائد في تحقيق السلام في دارفور. وأشاد البشير بحكمة وحنكة سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وصبره في معالجة ملف دارفور حتى أطلقنا عليه «عبد الصبور».