التقاه: عبود عثمان نصر: يعتبر الفنان الشعبي محمود علي الحاج من الجيل الذي سعى لإرساء دعائم الغناء الشعبي، فهو قد تشرب من أغاني الحقيبة التي أسهمت في تشكيل وجدانه وموهبته منذ بداياته الأولى، حتى خلق لنفسه لونية خاصة أهلته لأن يصبح من الفنانين البارزين في مجال الغناء الشعبي، وتدرج حتى وصل إلى رئاسة اتحاد فن الغناء الشعبي لدورتين متتاليتين.. وعبر هذا الحوار نقف على تجربته في مشواره الفني الطويل. ٭ صورة مقربة؟ محمود علي الحاج من مواليد قرية القدواب شمال محلية بربر بولاية نهر النيل عام 1950م. ٭ شكل البدايات؟ منذ الخامسة من عمري بدأت أحس بقربي واهتمامي بالفن، وذلك من خلال الاستماع للراديو في ذلك الزمان تحديداً والاستماع لأغاني ابراهيم عوض والعاقب محمد حسن والكاشف وحسن ضرار وغيرهم من رموز الغناء والطرب في السودان. ٭ مرحلة النضوج واكتشاف الذات؟ نقل والدي الذي كان يعمل محاسباً في مديرية الدامر إلى الخرطوم عام 1956م، والتحقت بمدرسة ود نوباوي الأولية ثم الأهلية الوسطى أم درمان، وفي السنة الثانية من الوسطى بدأت موهبتي تتضح معالمها، وبدأت أردد أغاني المرحوم محمد أحمد عوض التي أعطتني الثقة حتى دخلت الحياة العملية، ولكي أمارس هوايتي في الغناء اتجهت إلى مدينة عطبرة وكانت تعج بحركة الغناء في مختلف ضروب الفن، فقد كان بها العطبراوي وعبد الماجد عجمي وأحمد الفحل وجعفر أحمد وغيرهم، وبعد النضوج واكتمال التجربة التحقت بدار الفنانين بعطبرة واكتسبت العضوية، وكنت في الحفلات أردد أغاني الفنان محمد أحمد عوض، حتى تمكنت من انتاج أول عمل خاص بي وهو أغنية «لسه صغيرة تبت دابا» للشاعر الشاذلي العيدروس، وهذه الأغنية أعطتني مفتاح الدخول للإنتاج الخاص واكتمال الموهبة الفنية. ٭ كيف تم التحاقك باتحاد فن الغناء الشعبي؟ التحقت باتحاد فن الغناء الشعبي بالخرطوم، وقد تأسس الاتحاد عام 1964 بأم درمان، وكنت من أوائل الفنانين الذين اكتسبوا عضوية هذا الكيان. ٭ الإذاعة السودانية؟ تقدمت للإذاعة السودانية لاجازة صوتي ولكن لم تتم الاجازة إلا بعد ستة أشهر بعد عدة جلسات استماع، وكان على رأس اللجنة الموسيقار برعي محمد دفع الله، ولك أن تتخيل هذا التدقيق في اجازة الأصوات، مما يعني انه لا مجاملات ولا وساطات فقط موهبتك هي التي تتيح لك الاجازة من عدمها، وبعدها سجلت العديد من الأغنيات الخاصة بي التي تجاوزت الستين أغنية أبرزها «منتهى الآمال» للشاعر محمد علي عبد الله «وأنا في هواك ضحيت» للشاعر حسن مصطفى الماحي «ومالك مجافي الناس» لبابكر الطاهر «وقصة الريدة القديمة» للشاعرة آمنة خيري، وسجلت للقنوات الفضائية أعمالاً كثيرة. ٭ آخر أعمالك الغنائية؟ آخر عمل هو أغنية «زولي الوفي» للشاعر عبد العال السيد، وهي مسجلة في إذاعة أم درمان، ولدي أغاني وطنية كثيرة منها «ثورة الأحرار» و «أرض الجنوب». ٭ أصوات شبابية نالت إعجابك؟ على سبيل المثال أقول محيي الدين أركويت وشبارقة، أما بالنسبة للأصوات النسائية بعد حنان النيل وسمية حسن حسب رأي لا يوجد صوت نسائي نال إعجابي. ٭ أنت الآن رئيس اتحاد فن الغناء الشعبي في ماذا تفكرون؟ العمل في الاتحاد يسير بصورة طيبة بتعاون الجميع، ولدينا أمسيات فنية ومنتديات يقدم فيها الزملاء إبداعاتهم القديمة والجديدة، أما الأهم فهو الإعداد لليوبيل الذهبي لاتحاد الغناء الشعبي بعد مسيرة طويلة، وتبدأ الاحتفالات في مطلع 2014م بالعديد من الفعاليات والليالي الغنائية والندوات، وسنقوم بتكوين لجنة عليا لوضع خريطة الطريق لهذا اليوبيل بما يتناسب وعظمة الغناء الشعبي. ٭ رعاية المبدعين؟ يوجد جهاز بهذا الاسم وهو عنوان فقط لا يقدم ولا يؤخر، وليس هناك دعم للمبدعين الذين يعانون قسوة الحياة والزمان، والحمد لله على كل حال، والتكريم بعد الممات لا يجدي. ٭ أغنية حقيبة محببة إلى نفسك وأخرى من أعمالك؟ من أغاني الحقيبة ارتاح كثيراً لأغنية «يا ليل ابقالي شاهد»، أما من أعمالي فأغنية «مالك مجافي الناس» ولها وقع خاص في نفسي، وهي أيضاً وجدت قبولاً من كل الشعب السوداني بكل شرائحه. ٭ مشاركات خارجية؟ غنيت للجاليات السودانية في أوروبا وآسيا وإفريقيا وكل الدول العربية ما عدا تونس والجزائر والمغرب. ٭ برنامج «أغاني وأغاني»؟ لدى رأي في هذا البرنامج، فمقدمه يتجاهل بعض الفنانين ويكثر من الأخطاء في المعلومات التي يقولها عن تاريخ الغناء في السودان، وهذه مشكلة.