بروفيسر عوض أمين عباس ماجستير ودكتوراه في فلسفة التربية من جامعة كيندي ويسترن الامريكية السيد/ عزت ابراهيم استعرض الكتاب الذي ألفه فالي نصر عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز في كتابه الجديد «دولة يمكن الاستغناء عنها» "The Dispensable Nation: American Foreign Policy in Retreat" والجدير بالذكر ان السيد/ عزت ابراهيم تناول الكتاب بالعنوان السابق في صحيفة الاهرام المصرية بتاريخ 12 ابريل 2013 ص(10). ونظراً لأهمية هذا الكتاب للعاملين في المجالات الدبلوماسية ووسائط الاتصال نرى أن يطلع عليه الذين ذكرناهم بعاليه وقراء صحيفة الصحافة الغراء. تزخر المكتبة السياسية بمؤلفات كثيرة عن فترة السنوات الأربع الأولى للرئيس الامريكي باراك أوباما بعضها يتحدث عن رئيس استثنائي وظاهرة والبعض الآخر يتحدث عن رئيس ينحدر بمكانة الولاياتالمتحدة وآخرون يرونه رئيساً عادياً لا يرقي إلى العظماء في التاريخ الامريكي.. فقد استغرق الامريكيون في السنوات الأربع الماضية وقتاً طويلاً يتناقشون عن ماهية الرئيس الامريكي وهل ينتمي إلى المدرسة «الواقعية» أم إلى المدرسة «المثالية» يرى أن أوباما لا يمنح السياسة الخارجية أهمية كبيرة في حكمه بعد أن طغت الأجندة الداخلية والحملات الانتخابية على استراتيجية ادارة السياسة الخارجية في عهده ضمن قرارات كثيرة متعلقة بسياسات الفترة الأولى وبدايات الفترة الثانية من حكمه والتي استهلها قبل أقل من 100 يوم، ويقول نصر ان ما حدث في افغانستان ثم التعامل مع إيران يمثل إنصرافا عن الاهتمام بالشأن الخارجي. ويملك فالي نصر - هو بالمناسبة نجل زعيم الشيعة في الولاياتالمتحدة - رصيدا كبيرا في تقديم الاستشارات السياسية للمسئولين الأمريكيين واخرهم الدبلوماسي الراحل ريتشارد هولبروك المبعوث السابق في أفغانستانوباكستان - رحل عام 2010 - ويكشف أن هولبروك رغم تاريخه العريض وخبراته لم يحظ بلقاء منفرد مع الرئيس أوباما حتي رحيله وهو ما يدلل به علي أن الرئيس الأمريكي لا يطيق الاستماع إلي الأصوات الحادة ومنهم هولبروك المسمي ب"البلدوزر" وهو لم يكن ليعمل بالقرب من هيلاري كلينتون. فجاءت النتيجة خليطا عجيبا من التسريبات المهينة والتجاهل المؤلم وتجاهل في الرحلات الخارجية الكبيرة. ويعطي فالي نصر لمحات عن الصراعات المحتدمة في "البيروقراطية المحيطة بالرئيس الأمريكي في تلك المرحلة الحرجة فيقول ان مستشاري الرئيس كتبوا للرئيس سطرا في مقابلة مع الرئيس الأفغاني حميد كرازاي - بعد استبعاد هولبروك من الاجتماع - يقول فيه: "كل من هو في تلك الغرفة يمثلني، ومنحته ثقتي" وهو ما فهم منه أن الرئيس نفسه لا يثق كثيرا في المبعوث. واقع الأمر ان هولبروك كان يدير معارك دبلوماسية ويطرح حلولا دبلوماسية في مواجهة استغراق الرئيس ورجاله بدعم حركة "التمرد المضاد" ضد حركة طالبان! وتلك هي صراعات المسئولين دون الرئيس في أي بلد وهو ما يترك اثره علي قرارات وآراء القيادة. فما هو الموقف عندما يواجه الرئيس بدبلوماسي يكرس جل وقته للحلول الدبلوماسية للحرب الأفغانية وليس لاستمرار دوامة العنف والقتل والانتقام التي كان يراها غير مجدية ولن تصل إلي شىء. وقد كان علي حق!. يركز فالي نصر انتقاده علي إدارة أوباما لملفات الشرق الأوسط ومنها طريقة التعامل مع بلد كبير مثل مصر حيث يقول ان أوباما قد إلتزم بسياسة "تراجع وانتظر" بعد اندلاع الإنتفاضة ضد النظام السابق. وهو النهج نفسه مع سوريا ودول الخليج اليوم ويري الكاتب أن الإستراتيجية الجديدة للبيت الأبيض في السنوات الثلاث الأخيرة قد أسهمت في تحول ما سمي ب"الربيع العربي" إلي "الصداع العربي" وهو محصلة طبيعية لسياسة "غسل أيادي أمريكا من مشكلات الشرق الأوسط" من أفغانستان إلي ليبيا وفي جميع المواقف التي مرت بها المنطقة بعد التقلبات الأخيرة كان ينظر إلي أوباما علي انه لا يجيد قراءة تطورات الشرق الأوسط جيداً. وفي تفسير سلوك أوباما في الشرق الأوسط يقول ان الرئيس الأمريكي قد وقع في منطقة خطرة من التفكير عندما أراد أن يعقد صفقة بموجبها تحتفظ بلاده ب"وجود محدود" في الشرق الأوسط في مقابل تركيز اكبر علي مشروعه الأهم - من وجه نظره - وهو زيادة الاهتمام بوجود أكثر عمقا في القارة الآسيوية وهو التوجه الإستراتيجي الجديد لإدارة أوباما للتحرر من الاعتماد علي الموارد الطبيعية في العالم العربي والاقتراب من مناطق نفوذ الصين ومنعها من تحقيق مزيد من التوسع في منطقة شرق آسيا وتخفيف "الخناق" الصيني علي باكستانوإيران وأجزاء أخري من الشرق الأوسط. وفي جبهة أخري، تريد روسيا أن تحصل علي رشوة - حسب فالي نصر - من خلال المشاركة في العقوبات المفروضة علي إيران في مقابل إطلاق يد موسكو للسيطرة علي طرق نقل الطاقة في منطقة آسيا الوسطي والحفاظ علي وضعها "الاحتكاري" في تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي - وربما تعظيم التفوق الروسي. وما يراه المحللون الأمريكيون في الطريقة التي يتعامل بها أوباما مع الملف الإيراني أن سياسته تؤجل حيازة طهران علي السلاح النووي ولكنها لا تمنع امتلاكها لتلك القدرات بمعني أن السنوات الخمس ربما يتم ترحيلها لتصبح عشر سنوات، وفقا لما يراه فالي نصر ولكن روسيا والصين خلال تلك الفترة يحتمل أن تطيحا بالولاياتالمتحدة من مناطق نفوذ إستراتيجي مهمة عالميا ويطرح نصر سؤالا ربما تراه استنكاريا عن موقع القوة الأمريكية تحت حكم أوباما فيقول "هل من الحصافة أن تقوم باحتواء إيران من خلال دعم خطط الصين وروسيا للصعود إلي القمة؟". علي سبيل المثال، فيما يتعلق بمناطق التمدد الروسي والصيني، يقول نصر انه لا يوجد بالكاد قطاع في الاقتصاد الباكستاني لا يوجد فيه موطئ قدم للصين، ويعتبر المسئولون والمجتمع الباكستاني الوجود الصيني مقبولا بلا تحفظات في مقابل عدم ترحيب كامل بالصديق "الإستراتيجي" الأمريكي، ومتوقعا أن يكون الشرق الأوسط اليوم في بؤرة اهتمام بكين. ويجيد نصر - حسب ما كتب في وقت سابق المحلل المعروف إدوارد لويس - إيجاد الروابط بين الأحداث وهو ما يراه مفتقدا اليوم في البيت الأبيض ويستند إلي معارضة السياسة التي ينتهجها البيت الأبيض حيال القارة الآسيوية فيقول "أمريكا ليست في حاجة إلي أن تقوم بتلك المهمة من حيث التصور Conceptually ولا يري نصر أن القوة النووية الإيرانية سوف يتبعها، علي سبيل المثال، سعي مصر والسعودية وتركيا لامتلاك قدرات نووية لمواجهة طهران أو غيرها مشيرا إلي أن اليابان وكوريا الجنوبية لم تقدما علي حيازة السلاح النووي رغم قيام كوريا الشمالية بتطوير قدراتها من الأسلحة الفتاكة. وبالمثل، لم تقم سري لانكا بتقليد الهند في السباق النووي وبالتالي ما هو السبب أن يكون الشرق الأوسط منطقة خارج التوقعات في شأن حيازة الأسلحة النووية وإن كانت المقاربة ربما ليست دقيقة في جميع الحالات. في مقابل التصور السابق، يري آخرون أن الفترة السابقة من حكم أوباما قد شهدت تطورات إيجابية لإعادة توجيه السياسة الأمريكية والدبلوماسية وانحساراً في الحروب الخارجية وتصحيحاً لأخطاء الرئيس السابق جورج دبليو بوش إلا أن هناك فشلا في التواصل من جديد مع إيران وعدم السعي بجدية لوقف حمامات الدم في سوريا حيث جرت عملية تعطيل للأدوات الدبلوماسية التي تحدث أوباما نفسه كثيرا عن ضرورة تفعيلها، وتعد عمليات الطلعات الجوية لطائرات بدون طيار ضد خصوم الولاياتالمتحدة في اليمن وغيرها مثالا علي تغليب القوة علي الدبلوماسية وربما يكون السبب أن البيت الأبيض رأي أن هناك خطورة أن ينظر إلي الرئيس الديمقراطي الشاب علي أنه "لين" في السياسة الخارجية. وعلي عكس البروفيسور فالي نصر، يقدم الخبير المعروف توماس مان في كتابه Obamians أو الأوباميون نسبة إلي الرئيس الأمريكي صورة أكثر تعاطفا مع إدارة أوباما حيث يري أن الولاياتالمتحدة اليوم لم تعد تملك كل مفاتيح الحلول للقضايا العالمية ولم تعد يدها تطول كل جنبات الكرة الأرضية مثلما كان الحال في عقود سابقة وهي تركة ورثها أوباما عن سابقيه ولم يعد ضامناً وحيداً لبقاء أمريكا علي سنوات عن صعود طبقة من المحافظين الجدد في عصر جورج بوش وصلت بالقوة الأمريكية إلي أقصي مداها بعد حرب العراق التي فشلت الولاياتالمتحدة من خلالها في فرض صورة القوة الوحيدة أثر الإخفاقات المتتالية في بلد سعت واشنطن إلي أن تقدمها صورة للديمقراطية الجديدة التي تنشدها بمواصفاتها حتي لو كانت علي أسنة الرماح! في الوضع الجديد تحت إمرة طبقة جديدة من السياسيين الجدد في حكم أوباما تدرك واشنطن أن هناك حدودا للقوة الاقتصادية وحدودا لقدرة الولاياتالمتحدة في السيطرة علي القوي العالمية الجديدة مثل الصين والهند والبرازيل. ويركز توماس مان في مقابلاته في الكتاب عن عدم توافر "المال" الكافي من أجل تمدد الولاياتالمتحدة من جديد بينما هناك أموال طائلة في قبضة المنافسين وعلي رأسهم الصين ويري أن أوباما يملك قدرات ومهارات سياسية جيدة في ظل ظروف مقيدة لإدارته فيما يري أن الرئيس الأمريكي يكتسب كل يوم خبرات جديدة تؤهله لقرارات أفضل في المستقبل. ورغم مبررات "توماس مان" إلا أن هناك نقدا لطريقة صنع القرار في الإدارة الأمريكية حيث يقول "في الغالب، تري أن الخطب السياسية تخرج من نصف الدماغ. بينما القرارات تخرج من النصف الآخر" في إشارة إلي عدم الإتساق في كثير من قرارات الإدارة الأمريكية الحالية. ويوضح توماس مان أن خطابات أوباما في مناسبات عدة في بداية حكمه قد قدمت أفكارا ورؤي لم يتم البناء عليها ومنها خطابه ببراغ لتحرير العالم الإسلامي من أنقرة وتلاه خطاب جامعة القاهرة وخطابه بمناسبة الحصول علي جائزة نوبل للسلام، وهو الخطاب الوحيد الذي تضمن إشارات فعلية عن سياسة استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات ضد أعداء الولاياتالمتحدة. في كتاب كيم غطاس عن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في الفترة الأولي من حكم أوباما ويحمل عنوان "وزيرة الخارجية The Secretary"، تقدم الصحفية التي رافقت الوزيرة السابقة في رحلاتها الخارجية وفي مبني الخارجية ممثلة لهيئة ال بي بي سي البريطانية صورة غير مكتملة عن السياسة الخارجية في عهد أوباما إلا أنها توفر سجلا من القصص والطرائف عن السيدة كلينتون وحواراتها مع المسئولين الأجانب مثلما حدث في لقائها مع سياسي باكستاني عندما قال لها "لدي اعتراف. لقد ألقيت حجرا علي مقر السفارة الأمريكية في لندن أثناء حرب فيتنام" وتصل كيم غطاس في كتابها إلي أن هيلاي كلينتون علي قناعة بأن أمريكا لم يعد في إمكانها أن تتصرف بمفردها في شئون العالم أو أن تقدم علي تغيير منفرد وهي ما يبدو الحكمة المستقاة من غالبية الكتب الجديدة عن السياسة. والله من وراء القصد خارج النص: أيها السادة في سوداننا العزيز البعض يطالب بإجراء انتخابات في ظل حكومة مؤقتة أليس هذا يدعو للضحك، الأطفال في بطون امهاتهم يعرفون جيداً انه لم يبق لاجراء انتخابات في ظل الحكومة الحالية إلا سنة تقريباً... ونقول لهم أيضاً هل لديكم الامكانات اللازمة لاجراء انتخابات مبكرة الانتخابات كما نعلم تكلف مبالغ ضخمة والشعب السوداني البطل المغلوب على أمره لا يستطيع أن يساهم في اجراء الانتخابات مبكراً والكل يعلم ان الشعب السوداني البطل يعاني من مشاكل عديدة لا يمكن تصورها مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والعلاج وعدم توفر المال لأطفالهم لتعليمهم بالاضافة إلى متطلبات شهر رمضان المعظم. أيها السادة اتقوا الله أنتم هدفكم الوحيد تحقيق مصالحكم على حساب الشعب السوداني الذي ضحى ويضحي يومياً مثل أزمة المواصلات وعكورة مياه الشرب..!!!! ونقول للذين يزايدون انهم الوحيدون الذين يعملون من أجل تطبيق الشريعة الاسلامية ونقول لهم أيضاً ان الشريعة الاسلامية مطبقة منذ أربعة عشر قرنا ويزيد ولو كنتم جادين في نشر الاسلام في كافة دول العالم بدل من أن تتقوقعوا في منازلكم المكيفة وعرباتكم الفارهة!!!! أن يوعوا المواطنين في مختلف دول العالم لا سيما في الدول الافريقية والآسيوية ولكنكم بكل أسف أعطيتم فرصة نادرة لاسرائيل والولاياتالمتحدة لمحاربة الاسلام وما يجري في جنوب البلاد من محاربة الدول الغربية للاسلام يؤكد صدق ما ذهبنا إليه. ونقول لأولئك الذين يجمعون توقيعات المواطنين لاسقاط النظام وهذا يدعو للأسف لأن مثل هذا لم يحصل في كافة دول العالم والشعوب يضحكون علينا في السودان. بتفريطكم بثلث البلاد ونقول للأخ الرئيس عمر البشير عليك أن تعمل على تحقيق الوفاق وأنت جاد في هذا وبكل أسف بعض المسؤولين في الدولة لا ينفذون قرارات السيد الرئيس. واتحاد العمال يتمسك برفع الحد الأدنى للأجور بأثر رجعي كما قال الرئيس في يناير 2013. وكان من المنطق والعدل أن تصرفوا الأجور بدون تأخير. أما حكاية تكوين لجان فهذا يدعو للأسف فقرار الرئيس وموافقته هو واجب التنفيذ لكل العاملين في الدولة.