: غيب الموت الأسبوع الماضي الأستاذ جعفر محمد حامد ، وهو واحد من رواد القصة السودانية ومؤرخ ونقابي ... وهو رجل كما عرفته يحب أن يؤدي عمله في صمت ودون ضوضاء ولا صخب . ولد جعفر محمد حامد عام 1934م بالبسابير ريفي شندي ، وتلقى تعليمه بمدرسة امدرمان الصناعية الوسطى ، والتحق بالحركة النقابية ? وقد تجلى ذلك في كتابه « رجال وتاريخ « ... وقد صدرت الطبعة الأولى للكتاب ? الجزء الأول من دار البلد ? ثم الحق به الجزء الثاني ليصدرا معاً من وزارة الثقافة والشباب والرياضة بعد معاناة طويلة ، ورغم ذلك لم يسلم الكتاب من الأخطاء الطباعية . واحتوى الكتاب الذي يقع في 211 صفحة على سيّر ثمانية وعشرين شخصية من شخصيات السودان ، وقدم له الشاعر الكبير تاج السر الحسن ? الذي رحل مؤخراً عن دنيانا هذه . وقيمة كتاب رجال وتاريخ تأتي من أن الأستاذ جعفر قد عاصر من ترجم لهم ، وأن الكتاب الذي كتب في لغة سهلة ? بحكم أن الراحل جعفر محمد حامد عمل بالصحافة منذ عهد بعيد يمتد الى الخمسينات وقد توزعت أعماله على صحف : كردفان ، الرأي العام ، الصراحة ، السودان الجديد ، الأيام ، الناس ، الأضواء ، السياسة ، الانقاذ ، ومجلة السواعد . وفي الجزء الأول تناول شخصيات مثل اسماعيل الأزهري ومحمد أحمد محجوب ، وأحمد خير المحامي والبروف عبدالله الطيب واسماعيل العتباني ، وحسن الطاهر زروق ، وسليمان موسى والشفيع أحمد الشيخ ، وعبدالله رجب ، وحسن سلامة وعوض عبدالرازق والفاتح النور . وقد تحدث في مرافعه دافع فيها عن عوض عبدالرازق ، وأضاء جوانب سيرته ، وكذلك فعل مع حسن سلامة ، وهما من الشخصيات التي لعبت دوراً في تاريخ الحركة الوطنية في شقها اليساري. وفي الجزء الثاني تناول شخصيات منها : عرفات محمد عبدالله ، احمد يوسف هاشم ، حماد توفيق ، د. عبدالحليم محمد ، خضر حمد ، علي طالب الله ، محمود الفضلي ، مبارك زروق ، أحمد مختار ، علي حسن عبدالله ، لويجي أدوك ، سيرسيوايرو، بشير محمد سعيد ، محمد السيد سليمان وهنري رياض سكلا وقد أضاف الى معرفتنا لهذه الشخصيات جديداً من خلال عرضه لجوانب من هذه الشخصيات التي أسهمت في العمل العام وفي بناء السودان الحديث . وقد ارتبط الأستاذ جعفر محمد حامد بالمجتمع الأدبي والصحفي وكانت له صلة طيبة بالدكتور احسان عباس ? الناقد الأكاديمي الفلسطيني الذي كان يعمل بجامعة الخرطوم ، وقد رغب اليه في تقديم مجموعته القصصية « حب ودماء وحرية « التي صدرت عام 1960م وقد اعتذر د. احسان لأنه عادة لا يكتب مقدمات لكتب الآخرين . وسنقدم في « الصحافة « قراءة للمنجز الابداعي والنقدي للأستاذ جعفر محمد حامد ، ونشير الى أنه أصدر كتاباً عن محمد عوض الكريم القرشي « صداح حاضرة كردفان « ونسأل الله له الرحمة والمغفرة .