الضعين : صديق رمضان: وسط تضارب حول ارقام الضحايا، شهدت ولاية شرق دارفور مواجهات مسلحة الاول من امس اودت بحياة اكثر من خمسين قتيلا، بينما قدر مصدر طبي عدد الجرحي بمائة وخمسين ،واعترفت حكومة الولاية بوجود اضطراب امني وعدم استقرار في الاجزاء الشمالية. وفيما يعتقد البعض ان مواجهات مسلحة شهدتها قرية مجيلس بمنطقة عدولة الجبلية التي تقع الي الشمال من حاضرة الولاية بمحلية عسلاية، استمرت لمدة ثلاث ساعات وحصدت عشرات الارواح التي قدرها والي شرق دارفور بأكثر من خمسين قتيلا ،وخلفت المئات من الجرحي، يعتقدون انها قد وقعت بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا،الا ان مستشار الوالي والقيادي بقبيلة البرقد،صديق عبدالنبي، يشير في حديث ل(الصحافة) الي ان المعارك العسكرية التي دارت كانت ثلاثية الاطراف ،وان الطرف الاول تمثل في تحالف حركة الربيع العربي المسلحة مع قبيلة العقاربة الرعوية وهي احدي بطون المعاليا ،ويقول ان الطرف الثاني كان فزع قوامه المئات من قبيلة الرزيقات ،ويرجع عبدالغني الذي تقود قبيلته(البرقد) مبادرة صلح بين طرفي النزاع،اندلاع المواجهات المسلحة الى قيام حركة الربيع العربي المتمردة بخطف 500 رأس من ماشية تعود ملكيتها لافراد من قبيلة الرزيقات ،وانهم اخبروا الرعاة بأنهم ينحدرون من العقاربة واذا اراد اهل الماشية استعادتها فعليهم ان يلحقوا بهم،وزاد:خلف هذا الامر غبن وسط الرزيقات الذين تجمعوا في فزع بمنطقة ام جعاب ،وسعي والي الولاية لنزع فتيل الازمة وتحرك في كل الاتجهات حيث عمل على تهدئة الفزع حتى لايدخل في اشتباكات. وقال انه في هذه الاثناء نجح معتمد محلية ابوكارنكا عثمان قسم الذي ينحدر من قبيلة المعاليا في استعادة 150 رأسا بعد مفاوضات ،وانه كان من المتوقع ان يتم تقييم المتبقي من الماشية على ان تدفع نقدا وذلك لابعاد شبح الحرب الذي كان يخيم على الاجواء،واردف:وجد هذا المقترح قبولا من الرزيقات الذين مارسوا للامانة سياسة ضبط النفس واستجابوا للمبادرة حتى لايقع احتراب قبلي. ويشير عبدالنبي الى ان حركة الربيع العربي المحتمية بقبيلة العقاربة اعتدت على تجمع فزع قبيلة الرزيقات بقرية مجيلس ثالث ايام العيد، ودارت معركة استعملت فيها اسلحة متطورة،وقال انها استمرت لمدة ثلاث ساعات،اوقعت اعدادا كبيرة من الموتى والجرحى،ويكشف المستشار صديق عبدالنبي عن جهود كبيرة تبذلها حكومة الولاية حتى لايقع نزاع مسلح بين الرزيقات والمعاليا خاصة في شرق الولاية ،واردف»تمدد الحرب الى شرق الولاية ستكون عواقبه وخيمة وخسائره فادحة»،وللحيلولة دون حدوث ذلك دخلت حكومة الدكتور عبدالحميد موسى كاشا في اجتماعات متواصلة مع زعماء القبيلتين ،ويعرب عبدالغني عن امله في ان تنجح جهود حكومة الولاية ولجنتي البرقد برئاسة مصطفى يوسف والوفد الاهلي الذي جاء من نيالا بقيادة الشرتاي ابراهيم عبدالله ،في نزع فتيل الازمة،مناشدا المركز بضرورة التدخل لاسناد حكومة شرق دارفور حتى لاتتفاقم الاوضاع. من ناحيته يبدي رئيس هيئة شورى قبيلة المعاليا الشيخ مردس جمعة ،بالغ اسفه للاقتتال الذي جرى عصر الاول من امس ،ويصف في حديث ل(الصحافة) المعركة الحربية التي جرت في مجيلس بالامر المؤسف ،معتبرا القاتل والمقتول في النار،مؤكدا انهم ضد الذي وقع من اقتتال ،وقال:نحن والرزيقات اخوة و(جيران) وماحدث ماكان ينبغي ان يقع ،واعتقد ان عدم توقيع الاخوة في قبيلة الرزيقات على وثيقة التعايش السلمي قبل فترة ،خلف حالة من الاحتقان و الانفلات ،ومن ثم المعركة المؤسفة التي وقعت الاول من امس. ويناشد رئيس شورى المعاليا الحكومة القيام بأدوراها الحقيقية ،مبديا دهشته من مشاركة اعداد كبيرة من العربات الحكومية في نزاع الاول من امس ،واضاف:اين الدولة ،ولماذا تقف مكتوفة الايدي حيال مايجري من اقتتال يخلف المئات من الضحايا؟ ،ومتى تتدخل لفرض هيبتها ؟.نحن لانريدها ان تنتظر كما جرت العادة الى حين انتهاء المعارك القبلية لتقوم بالصلح وتحديد الديات،بل نريد منها ان تحول دون انزلاق الاوضاع الى الهاوية،ورأى مردس جمعة ضرورة ان تتم محاسبة قيادات القبيلتين من الدستوريين والسياسيين والادارة الاهلية لعدم قدرتهم على ابعاد شبح المواجهة المسلحة الذي كان يلوح في الافق منذ فترة طويلة،ويكشف عن ان عدد الموتى لايمكن حصره،وقال «الناس ماتت مثل الحشرات»،ويعتقد رئيس شورى المعاليا بضرورة تعيين والٍ ينحدر من المؤسسة العسكرية والا يكون من ابناء الولاية حتى تنصلح الاحوال بشرق دارفور . بالمقابل، يصف رئيس شورى قبيلة الرزيقات، محمد عيسى عليو، ماحدث بالمواجهة الحربية بين حركة متمردة وقبيلة الرزيقات ،ويقول في حديث ل(الصحافة) عقب وصوله امس الى الضعين ان سماء الولاية ملبدة بالغيوم وان الاجواء غير طبيعية ،في اشارة منه الى تداعيات معركة ثالث ايام العيد ،معتبرا سرقة 500 رأس من الماشية استفزازا لقبيلة الرزيقات،وقال ان الهجوم الذي تعرض له افراد قبيلته كان بأسلحة ثقيلة حصدت اعدادا كبيرة من الارواح ،مشيرا الى ان افرادا من قبيلة العقاربة دخلوا في حلف مع الحركة المسلحة،واعترفوا بسرقتهم للماشية التي اعاد منها معتمد ابوكارنكا الثلث،كاشفا عن التزام الرزيقات بالهدوء وضبط النفس طوال ايام الازمة، الا انهم رغم ذلك تعرضوا للهجوم. واصدرت هيئة شورى قبيلة المعاليا بيانا تلقت (الصحافة) نسخة منه ،اشارت خلاله الى ان هناك عملية اعتداء على اراضي القبلية في منطقة كليكلي ابو سلامة ،وكشف البيان عن ان المعاليا وسعيا للتواصل و التعايش بالمنطقة تداعوا لمؤتمر الضعين الذي عقد في نهاية شهر رمضان المنصرم استجابة لنداء السلام ،و كشف البيان ان الرزيقات رفضوا التوقيع علي مقررات المؤتمر،وواصلوا التصعيد ضد قبيلة المعاليا بتوزيع بيانات ومنشورات عدائية، واعلانهم عدم الاعتراف بأرض المعاليا ،وانهم قاموا بطرد ابناء المعاليا الموظفين والمواطنين من داخل مدينة الضعين . واعلنت القبيلة في بيانها رفضها الاستمرار كمكون اصيل لولاية شرق دارفور في ظل عدم الاعتراف بأراضي المعاليا التاريخية، وابانت عن سعيها مع السلطات الاتحادية لتكييف وضعها الجديد في اطار الحكم الفدرالي ،كما اكدت قبيلة المعاليا في بيانها رفض التواصل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي مع كل اجهزة حكومة الولاية في ظل الاستهداف الذي تتعرض له ،وعملية الاستيلاء على اراضيها. من ناحيتة، كشف والي شرق دارفور، عبدالحميد موسى كاشا عن وقوع اكثر من خمسين قتيلا جراء مواجهات امس الاول ،ونفى في حديث ل(الصحافة) ان يكون ماحدث من مواجهات مسلحة كان بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا،وقال ان المواجهة كانت بين حركة مسلحة متمردة وقبيلة الرزيقات بعد ان استولت الحركة على 500 رأس من الماشية التي تخص الرزيقات،معترفا بوجود حالة احتقان وعدم استقرار بالولاية،الا انه اكد ان حكومته تبذل مساعي حثيثة لاعادة الاوضاع الى طبيعتها.