سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حفيد النعيم ود حمد: لن أنسى «حفل» الأزهري ومقدمه «الدسوقي» ولقاء المهدي ومحاضرة الترابي في الرياض أمضى« 45» عاماً في السعودية و«ترجماته» تعرض يومياً على الملك
٭ خمسة وأربعون عاما من عمر مديد إن شاء الله قضاها الأستاذ أحمد موسى محمد حمد، مترجما في وزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية، حيث قضى الجزء الأكبر منها في إذاعة الرياض.. وضيفنا من أبناء «حلة النعيم» في محافظة الكاملين بالجزيرة، وهو حفيد النعيم ود حمد «جده لأمه» الذي اشتهر بكرمه الحاتمي الذي خلده الشاعر المشهور في شمال غرب الجزيرة «بابا» بقصيدته المشهورة «أحيا سنن البرامكة». ٭ يروي حمد حكايته فيقول: بدأت عملي مع تسعة مترجمين وقع عليهم الاختيار للعمل في وزارة الإعلام السعودية، من بين 150 شخصا جرى اختبارهم في الخرطوم عام 1964م، وبعد الوصول إلى المملكة، كانت بداية العمل في جدة، في مكتب الصحافة العالمية التابع للوزارة. ٭ ماذا كان دوركم آنذاك؟ - كنا نقوم بترجمة ما يكتب عن المملكة في الصحافة الغربية، وتلك الناطقة بالانجليزية وكان عملنا يرفع يوميا لجلالة الملك عن طريق وزير الإعلام، وكان يرأس المكتب الأستاذ الشاعر الراحل مرسي صالح سراج، الذي اشتهر بالنشيد الشهير «هام ذاك النهر»، الذي شدا به وردي ورددته من خلفه الملايين. وكان الأستاذ مرسي صالح سراج مريخيا من الطراز الأول، وعندما مرض مرضه الأخير، أصر وزير الإعلام السعودي حينها الشيخ جميل الحجيلان، على أن تتولى الدولة علاجه، فسافر على نفقة الحكومة السعودية إلى لندن، حيث وافته المنية هناك، رحمه الله. ٭ من كان معكم خلال تلك الحقبة؟ - كان معنا في المكتب الأستاذ حسب الرسول آدم شقيق الشاعر الراحل الهادي آدم، وبعد تأسيس إذاعة الرياض انتقلنا للعمل بها لفترة زادت على الأربعين عاما. ٭ ما أبرز الذكريات؟ أذكر زيارة للدكتور حسن الترابي، وهي أولى زياراته للرياض، حيث ألقى محاضرة في معهد العاصمة، وأذكر شقيقه البروفيسور المهندس دفع الله الترابي الذي كان يعمل في جامعة الملك سعود، والأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد القيادي الإسلامي البارز الذي عمل في معهد الإدارة العامة بالرياض، والأستاذ أحمد سعد عمر القيادي الاتحادي المعروف، الذي ترشح في الانتخابات الأخيرة لمنصب والي الخرطوم، والبروفيسور الأمين دفع الله الذي كنا نلتقيه في الإحساء حيث كان يعمل في جامعة الملك فيصل، وأذكر خبراء الفاو السودانيين بوزارة الزراعة السعودية، ومنهم: د محيميد، ود. هاشم عبد المنطلب، ود. عبد الرحيم هاشم، والزملاء في الإذاعة: سيف الدسوقي ومحمد العبيد وإدريس البنا، ومحمد حامد، وعبد الرحمن حسن، وحسبو آدم، وعبد المنعم عبد الحميد وعبد القادرالجمري، وعوض الله محمد عوض الله. ٭ ما هي أبرز الأحداث التي بقيت في الذاكرة؟ في الذاكرة زيارة الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري للرياض، وكانت في الستينيات، وقد أقيم له حفل استقبال في فندق زهرة الشرق، وتشرفت بدعوة لحضوره، وأذكر أن مقدم الحفل كان الأستاذ سيف الدسوقي، وكذلك دعينا لحضور حفل استقبال أقيم للسيد الصادق المهدي، في أولى زياراته للرياض، وكان رئيساً للوزراء، وكانت أيضا في ستينيات القرن الماضي، وطبعا تمت دعوتنا لأن السودانيين كانوا محدودي العدد. ٭ ماذا تقول بعد هذه السنوات في الغربة؟ - أولاً هي خطى مشيناها، وهو أمر حياتي ليست للإنسان إرادة في اختياره.. ثانيا: كما يقول أديبنا الراحل: لقد تعلمنا الكثير وغاب عنا الكثير. ثالثا: الحمد لله أننا خدمنا بإخلاص، وكنا نحمل إرثنا الوطني السوداني في الدواخل، رابعا: المملكة بلد الحرمين لا شك في أنها وبكل المقاييس بلاد يطيب فيها المقام، والحمد لله من قبل ومن بعد. ويدعو ضيفنا في ختام الحوار الجهات المختصة للاهتمام أكثر بالمغتربين الذين هم سفراء الوطن، وقد قدموا الكثير، وضحوا بالشباب وقضوا أجمل سنوات العمر خارج الوطن، وأحسنوا لأهلهم ووطنهم، ولا بد من الاهتمام بهم، والعمل على تقديم المحفزات لعودتهم.