تقرير..إبراهيم عربي: الأوضاع العامة في جنوب كردفان كما وصفها والي الولاية المكلف آدم الفكى محمد الطيب أنها تعيش فى ظل أجواء سلام، وأن الحرب أدخلت مجتمع الولاية فى أوضاع معقدة ،عبر عنها أمير منطقة البرام العقيد الركن كافى طيارة البدين قائلا الحكومة فى الغرفة والتمرد فى البرندة بينما يقول آخرون الحكومة والتمرد فى غرقة واحدة ، إلا أن جنوب كردفان رغم ذلك تعيش هذه الأيام فى ظل أجواء سلام تزينها بشريات الخريف التى إزدادت فيه الرقعة الزراعية الحكومية المطرية للعام الجارى من 4 ،1 - 4 ،5 مليون فدان لمختلف التركيبات المحصولية، كما يقول مديرعام وزارة الزراعة بالولاية الدكتور إدريس موسى آدم ، بينما تؤكد مصادر الصحافة أن حاملى السلاح من أبناء الولاية الذين يقاتلون الحكومة أنفسهم قد إنخرطوا فى أعمال نفاير زراعية فى كل مناطق سيطرتهم ،فى وقت إتجهت فيه أنظار أهل جنوب كردفان صوب لقاء قمة الرئيسين البشير وسلفاكير بالخرطوم ومايمكن ان تخرج به القمة من نتائج إيجابية تعزز أجواء السلام التى خيمت على محليات الولاية المختلفة ، سيما وأن جنوب كردفان الأكثر إرتباطا وتأثرا سلبا وإيجابا بالعلاقة بين البلدين أمنيا وإقتصاديا وإجتماعيا بل وجدانيا . إلا أن الأوضاع ذاتها جاءت فى ظل حراك سياسى انعقدت فيه شورى حزب المؤتمر بالولاية فى حاضرتها كادقلى فى ظل أجواء سلام وشورى حزبية واسعة إفتقدتها المنطقة طويلا مورست فيها ديمقراطية حقيقية بالتصويت غير العلنى عبر صناديق الاقتراع تم خلالها استكمال هياكلها ،وتشير فى حد ذاتها إلى تلك الإصلاحات الهيكلية التى شدد عليها والى الولاية على أن تنطلق من خلال شورى الحزب الحاكم بولايته موشحة بالشفافية والمؤسسية، قائلا ما دايرين زول بعد دا يتخطى الوزارة او المحلية فى قضية تخص ايا منهما، وانتخبت الشورى انيس عبداللطيف رئيسا لها من بين اربعة مرشحين نافسوه وعيسى احمد حسين مقررا لها فيما احتفظ النواب الثلاثة بمقاعدهم من بينهم الشيخ ادم الخليل بمناصبهم نوابا للرئيس عقب استكمال عضويتها لتصبح 148 عضوا، وتم تصعيد احد عشر آخرين للمكتب القيادى بذات الممارسة الديمقراطية ، وصفها فايز عباس، امين دائرة كردفان والنيل الابيض بالمؤتمر الوطنى بالممارسة الشورية التى ظل يبحث عنها الحزب، وقال انها نادرة وستصبح تحديا ونموذجا لولايات السودان الاخرى . من جانبه، كشف والى جنوب كردفان فى حديثه لالصحافة أن الولاية قد أكملت مشاوراتها على كافة مستوياتها بشأن تشكيل حكومة الولاية التنفيذية والتشريعية، وقال إن المكتب القيادى بالولاية أجازها وسوف يتم إعلانها الإسبوع الجارى عقب مشاورات مع المركز ،بينما أكد الوالى فى ذات الإطار حل حكومته وتكليف المعتمدين بتسيير الأعباء فى محلياتهم والمديرين العامين بتسيير أعباء وزاراتهم ، وقال إن حكومته الجديدة ستتكون من 8 وزارات و4 مستشارين و16 معتمدا و4 معتمدي رئاسة و2 مجلس اعلى و48 عضو مجلس تشريعي، ورئيس ونائب واحد له و5 لجان بمشاركة 12 حزبا ومن نصيبها ثلاث وزارات هى الصحة ، الثروة الحيوانية ،الثقافة والاعلام ،والمجلس الاعلى للحكم المحلى والموارد البشرية و2 من المستشارين و3 معتمدي رئاسة و10 أعضاء تشريعيين ونائب الرئيس ورئاسة لجنة واحدة ،بينما ستكون وزارات المالية والاقتصادى والقوى العاملة ،وزارة التربية والتعليم ،والتخطيط العمرانى والموارد المائية والزراعة والرعاية والشؤون الاجتماعية والمجلس الاعلى للشباب والرياضة،و2 من المستشارين ومعتمد رئاسة و16 معتمدا لمحليات الولاية المختلفة ورئيس المجلس التشريعى ورئاسة 4 لجان من نصيب المؤتمر الوطنى . إلا أن مصادر رفيعة كشفت للصحافة عن إتجاه قوى لحل المجلس التشريعى المنتخب لجنوب كردفان لعدة أسباب منها أن عضوية المجلس المشار إليه54 عضوا منهم 32 للمؤتمر الوطنى و22 للحركة الشعبية قطاع الشمال جاءوا عبر الإنتخابات التى رفضت نتيجتها الحركة بحجة إنها مزورة وغير نزيهة وبسببها إندلعت الحرب فأدت لتمرد 22 عضوا لم تفلح نداءات السلام إلا إنحياز العضو النسيم حماد لمسيرة السلام ، فيما إفتقد الحزب الحاكم 3 من أعضائه وعلى رأسهم رئيس المجلس إبراهيم بلندية ،فيما أطاحت عودة ولاية غرب كردفان بما تبقى من شرعية ليذهب 14 عضوا غربا ، فماتبقى من عضوية فقط 19 عضوا بجنوب كردفان ويمثلون 18% من جملة عضوية المجلس وهذه كفيلة بأن تسقط شرعية المجلس والمشورة الشعبية كما تراها قيادات بالحزب الحاكم وفق الدستور الجديد المتوقع صدوره قريبا ،إلا أن الأمر فى مجمله سيكون على طاولة قيادات المركز للإفتاء فيه . بينما جسدت مباراة المريخ العاصمى وهلال الجبال التى إنتهت فى كادقلى منتصف الإسبوع الماضى بالتعادل حضرها الوالى بكامل أركان حربه وفى ظل أجواء خريفية وإمكانيات مذهلة وصفها حارس المريخ الحضرى قائلا أستاد أبهة وفندق بداخله والحكومة ومشجعين وأجواء وكورة فى كادقلى مش ممكن! فيما زينت أعلام الهلال والمريخ أجواء كادقلى ،إلا أن قيادات الولاية تقول إنها كانت تتعشم أن يكون جمال الوالى ونفر من القيادات التى إرتبطت بالمريخ حضورا بكادقلى لتقف بنفسها على الأوضاع الأمنية والتنموية والمجتمعية فى جنوب كردفان . وليس ذلك فحسب بل أجواء السلام ذاتها تنطلق من خلال المبادرة التى اطلقها والى جنوب كردفان « السلام من اجل التعليم والصحة» ، وقال إن خدمات التعليم والصحة والتنمية من اولويات حكومته ،فيما خرج إجتماع مشترك للوالى مع المنظمات الوطنية والوكالات الأممية بإتفاق لإفتتاح 3 مراكز تقنية بكل من كادقلى والدلنج وابوجبيهة لإستيعاب الفاقد التربوى لتدريب قابلات وفنيين فى الميكانيكا والكهرباء والحاسوب ، فيما لازالت مفاجآت والى جنوب كردفان المهندس آدم الفكى تترى فى هذا الاتجاه كاشفا للصحافة عن خطة لاعادة تكوين مجلس الحكماء مابين 30 - 35 من العلماء والخبراء والمستشارين واصحاب المشورة والحل والعقد يعمل على بلورة الافكار والاطروحات وقيادة المبادرات ،فضلا عن تكوين مجلس للسلام ليعمل على تلبية اشواق وتطلعات انسان جنوب كردفان لاكمال بناء السلام الذى اصبح مطلب الجميع، وان يعمل المجلس على بناء وتقوية النسيج الاجتماعى ووضع التحوطات والتحسبات اللازمة والتى تحول دون وقوع او نشوب الازمة . إلا أن والى جنوب كردفان عاد مشيدا بالقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى المساندة لها ، وجدد فى ذات الوقت الدعوة للحركة الشعبية للجلوس للحوار من أجل أحلال السلام بالولاية، قائلا كل من أراد السلام عليه العودة لأن السلام هو الخيار الأفضل وزاد قائلا حلا بالايدى افضل من السنون فى اشارة منه الى ان اية حلول تصنعها ايادى السلام افضل من الحرب واستمراريتها ، فيما إتفق معه رئيس المجلس التشريعى الهادى عثمان أندو ونائب رئيس المؤتمر الوطنى صباحى كمال، ونفر من قيادات الأحزاب السياسية بالولاية، بأن السلام مسؤولية كافة أبناء الولاية بكافة توجهاتهم السياسية، مطالبين الحركة الشعبية بتقديم رؤى واضحة تجاه السلام، وقالوا إنها رغبة وتطلعات أهل جنوب كردفان . فيما جاءت مبادرة السلام التى دفع بها عضو المؤتمر الوطني عوض الله الصافي لدى إجتماع الهيئة البرلمانية لنواب الحزب الحاكم بالمؤتمر الوطني جاءت تعزز ذات أجواء السلام التى إنطلقت ،وقال الصافى إن مبادرته لتطوير وقف العدائيات سيتم تسليمها الى والي جنوب كردفان ليتبناها بشكل رسمي بجانب كتلة نواب الولاية بالبرلمان، معلناً دعوة جميع الاحزاب السياسية للمشاركة في المبادرة قبل عرضها علي قادة قطاع الشمال والدفع بها الى منبر التفاوض، فيما قال عنها القيادى بالمركز سلمان سليمان الصافي إن المبادرة تسعى لإستثمار أجواء السلام التي اعقبت زيارة رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت، واعلان قطاع الشمال وقف اطلاق النار، فيما إتفق كل من الفريق شرطة جلال تاور وعفاف تاور وآخرين من القيادات المركزية مع رؤى صاحب المبادرة الصافي، مؤكدين على ضرورة اشراك ابناء الولاية في التفاوض حول المنطقة ، قائلين «نحن أهل المصلحة ولابد من اشراكنا في عملية التفاوض» .
