٭ يحسب للمدرب البرازيلي كاربوني انه حرص مبكرا على تجهيز كل نجوم المريخ بمن فيهم الشباب ولم يعمل كغيره من المدربين الذين يكتفون بالاهتمام بعدد محدد من اللاعبين مع اهمال كامل للبقية وقد كان كاربوني عند كلمته عندما قال في اول تصريح له انه لا يمنح اي لاعب قدسية مهما تكن نجوميته او شهرته وانه سيعتمد المستوى وسيحترم اللاعب المنضبط. وقد طبق كاربوني منهجه ونجح بدرجة الامتياز في تجهيز كل نجوم الفريق وجعل جميعهم في مستوى الجاهزية التي تجعل ايا منهم يملك القدرة على اداء الواجب والقيام بالمهمة على اكمل وجه «وهذا ما حدث» اذ ان كل اللاعبين في كشف المريخ وجدوا فرصة المشاركة بمن فيهم «علاء الدين بيت المال وعبد الرحيم امبدة ومصطفى جعفر» وهذا ما منحهم الثقة واكسبهم حساسية اللعب ونالوا شرف ارتداء الشعار. ٭ النظام الذي انتهجه كاربوني جعل للمريخ «سناما ومخزونا وافرا من اللاعبين» وهذا ما جعل المريخ لا يتأثر بالغيابات العديدة والمتكررة والتي شملت ابرز نجوم الفريق ، ونذكر ان المريخ قد فقد في اول مباراة في الممتاز امام هلال كادقلي نجميه الراحل ايداهو ووارغو بسبب الطرد وكان كلتشي موقوفا اضافة لنصر الدين الشغيل وهيثم طمبل وبلة جابر للاصابة وبرغم ذلك لم يشعر احد بغياب هذه المجموعة وقد لعب المريخ بعدها في الحصاحيصا ونجح في تحقيق الفوز على النيل بثلاثية. ٭ في اول مباراة افريقية في هذا الموسم امام سانت جورج دفع كاربوني باللاعب حمد الشجرة في لقاء الذهاب باديس ابابا وقد اعتبر البعض انها مغامرة الا ان الايام اكدت على صحة قرار كاربوني وعمق وجهة نظره ومن بعد ذلك اصبح المريخ يلعب كل مباراة بتشكيلة جديدة وبرغم ان هناك من رأى ان هذه سلبية وكان الحديث عن فشل البرازيلي في الوصول لتشكيلة ثابتة الا ان كاربوني كان يرد بأن كل اللاعبين عنده اساسيين وجميعهم في مستوى الجاهزين التي تمكنه من تحقيق المطلوب. ٭ وبقراءة لمشوار المريخ في هذا الموسم نجد ان كشف المشاركة شمل كل اللاعبين عدا نصر الدين الشغيل والذي كان يتعالج بالامارات وهذا الوضع جعل كل اللاعبين على اهبة الاستعداد وجميعهم تواق للمشاركة وخلق نوعا من التنافس واباد كل مظاهر الغرور والتوقف التي عادة ما يمارسها اللاعب السوداني عندما يشعر بأنه اصبح نجما مؤثرا ومحبوبا ويكفي الاشارة هنا الى ان كاربوني بات لا يهتم بالنجومية ووضع اي لاعب عند حده حيث سبق وفي مرات عديدة ان ابعد مثلا حافظ اكرم طارق مختار سفاري قلق العجب راجي وارغو كلتشي عبد الحميد موسى الزومة بلة جابر لاسانا كاسروكا النفطي، كل هؤلاء سبق وان غابوا عن التشكيلة ولم يتأثر المريخ والدليل هو ان المريخ لم يتعرض للخسارة طوال هذا الموسم الا مرة واحدة من بين خمس وعشرين مباراة افريقية وتنافسية دورية وتعادل ثلاث مرات، اثنان منهما خارج الارض امام سانت جورج والغزالة وفاز في اثنتين وعشرين مباراة. انها لغة الارقام التي لا تكذب ولهذا نرى ان كاربوني يستحق الاشادة ونحن هنا ليس بصدد الدفاع عنه ولكن الامانة تفرض علينا ان نعترف له بأنه نجح في ان يكون كل نجوم المريخ اساسيين واي مجموعة منهم قادرة على القيام بالمهمة والدليل ان كل المريخاب وبرغم ظروف الغيابات بسبب الاصابات المنتشرة وسط النجوم الا انهم يباهون ويفاخرون ويعلنون التحدي بفريقهم ونقولها «بالفم المليان» ان اي فريق في الكون اذا تعرض للنقص الذي اصاب المريخ لما صمد بل كان سينهار وامامنا تجارب اقوى واشهر واعتى الفرق العالمية فجميعها يعتمد على عدد معين من اللاعبين بل هناك نجوم فيها لو غابوا لتأثر الفريق «فمثلا فريق برشلونة يعتمد بنسبة كبيرة على وجود ميسي ويشكل المهاجم روني نسبة كبيرة في قوة مانشستر فيما يعتمد ليفربول الانجليزي على «جيرارد» والاهلي المصري يعتمد على عماد متعب ووائل جمعة وفي السعودية يشكل محمد نور رقما كبيرا في فريق الاتحاد فيما يعتبر الحارس عصام الحضري العمود الفقري للمنتخب المصري وفي الهلال مثلا فان غياب هيثم مصطفى والمعز او عمر بخيت من شأنه ان يترك فراغا كبيرا ونذكر هذه الامثلة من باب الاشادة بمدرب المريخ المستر جوزيه لويس كاربوني والذي حطم «وهماً واعتقادا» اسمه النجومية وها هو المريخ يفقد وفي مباراة مصيرية وهامة امام الترجي كلا من ايداهو بسبب الوفاة وكلتشي وطمبل وعبد الحميد السعودي وسفاري والحارسين الاساسيين حافظ واكرم ونصر الدين الشغيل وسعيد مصطفى ولتأكيد القوة فقد وضع كاربوني كلا من العجب ووارغو في دكة الاحتياطي وبرغم ذلك فقد ادى المباراة وكان الافضل والاحسن والاقرب للفوز لولا تدخل عوامل اساسية اخرى وهي التحكيم. ٭ بالامس تحدثت مع الاخ كابتن مجاهد محمد أحمد عن الوضع في المريخ فجاء رده بالعبارة «ما في مشكلة والمريخ سيظل كما هو عملاقا قويا ولن يتأثر حتى وان اصيب سبعة عشر لاعبا منه واكد ان اي تشكيلة ستؤدي الواجب وتحقق المطلوب». ٭ واخيرا نقدم التحية لكاربوني وهو يعمل على تأسيس كل اللاعبين ويجعل من المريخ قوة ضاربة برغم الاصابات ونرى انه يستحق الثناء والاشادة وهو يتصدى لدلع وغرور ودلال اللاعبين ويبعد كل من يتطاول او يرى في نفسه انه اصبح نجما كبيرا ومؤثرا.