تقرير: حميدة عبد الغني : تصاعدت شكاوى المواطنين من كثافة انتشار الذباب، مبدين مخاوفهم من ارتفاع معدلات الإصابة بالإسهالات وأمراض الجهاز الهضمي، في وقت كشفت فيه الدكتورة جيهان زين العادين عبد الوهاب، المسؤولة الطبية بمستشفي الخرطوم، عن تسجيل «105» حالات اصابة بالإسهالات التي وصفتها بالعادية عدا حالة واحدة دار الشك حول حدتها، غير أن النتيجة جاءت سلبية بعد تجهيز الكرنتينة، وفي شرق النيل كشفت الدكتورة محاسن فرح من مركز صحي إبراهيم شمس الدين، عن زيادة الاصابة بالإسهالات العادية، مشيرة إلى أن معظم المصابين من مناطق مرابيع الشريف والكرياب وما حولها، وعزت ذلك إلى كثافة الذباب. وطالب نقيب ضباط الصحة بالبلاد، أحمد إدريس أحمد، بتكثيف عمليات مكافحة البعوض، داعياً للإسراع بإخلاء النفايات من المناطق المتأثرة بالأمطار والسيول، مناشداً كل الجهات المختصة بالولايات المختلفة التدخل البيئي لزيادة وتيرة العمليات الحالية التي تهدف لإخراج تلك المناطق من دائرة «الاختطار الصحي»، مشيراً الى أن ولايتي الخرطوم والجزيرة الاكثر تأثراً، ودعا إدريس في تصريحات صحفية ضباط الصحة للقيام بحملات وقائية طوعية بكل الولايات، معلناً عن مشاركة الاتحاد بقافلة العون الصحي المتوجهة لولاية النيل الأزرق بها عدد من ضباط الصحة. ووجهت وزارة الصحة الاتحادية الولايات إلى تعزيز التدخلات الصحية البيئية بالبلاد بالتركيز على ردم المراحيض المنهارة، بجانب اخلاء النفايات من المناطق المتأثرة. ودعا مدير إدارة الرعاية الصحية بوزارة الصحة الاتحادية الدكتور طلال الفاضل المهدي، لدى ترؤسه الاجتماع اليومي لغرفة الطوارئ الصحية أمس بالوزارة خاصة ولايتي الخرطوم والجزيرة، إلى الاهتمام بدفن المراحيض المنهارة بالمناطق المتأثرة، بالإضافة للتركيز الصارم على التأكد من وفرة دواء الملاريا المجاني بكل المؤسسات الصحية بالولايات، وشدد طلال على جميع المؤسسات صرفه لكل مريض يأتي الى المؤسسات العلاجية، وناشد المواطنين الانتباه لضرورة الإسراع بعرض أنفسهم على أقرب وحدة صحية في حال ظهور أية اعراض للملاريا لهم او لاطفالهم، داعياً الجهات المختصة بالولايات لضرورة توظيف الأموال التي تم توفيرها وتحويلها في تعزيز تدخلات صحة البيئة بهذه الولايات خلال المرحلة الحالية لضمان سلامة المواطنين. وقالت مديرة إدارة الوبائيات بالوزارة دكتورة حياة في تصريح ل «الصحافة» إنه حسب المعلومات التي وردت بوجود شكاوى من الملاريا بالولاية، فإن الوزارة طلبت من جميع مديري برنامج الملاريا حصر إحصاءات الإصابة بالمرض وتوفير المعلومات بأماكن الانتشار للتأكد من صحة المعلومات، وتوقعت حياة ظهور نتيجة إحصاءات الملاريا. وفي ذات الأثناء اكتملت الترتيبات لانطلاقة حملة الرش بالمبيد ذي الاثر الباقى بولاية سنار صباح غدٍ، والتى تأتى تحت شعار «الرش بالمبيد ذي الاثر الباقى من أجل قطع دورة انتقال مرض الملاريا» بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية ووزارة الصحة بولاية سنار ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة الإنمائى. وأوضح مسؤول قسم المكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض حمودة تيوك أن الحملة تأتي فى اطار الجهود المبذولة لتقليل الملاريا ومعالجة الآثار السالبة للخريف وحماية المواطنين من خطر الإصابة بالمرض، مبيناً أن الحملة تنطلق من مدينة سنجة، مشيراً الى ان البرنامج القومى لمكافحة الملاريا كسب الجولة العاشرة للصندوق لعالمى المانح لرش ولاية سنار بمكون يشمل دورتي رش لمدة خمسة اعوام. وتستهدف الحملة «223» ألف منزل، اي ما يقارب مليوناً ونصف المليون من السكان بتكلفة مالية بلغت « 908 107 12» جنيهات، وتوقع حمودة تغطية المناطق المستهدفة بنسبة 95%، مطالباً المواطنين بضرورة التعاون مع فرق الرش باعتبار أن الرش من أهم استراتجيات مكافحة الملارياووهو وسيلة مجتمعية تستهدف الباعوض أثناء راحته داخل غرف النوم والبرندات والرواكيب، منوها بأن المبيد المستخدم آمن وموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية ولا يؤثر على صحة المواطن.