: * لم اكن اعتقد ان (السلابية) التي كنت امل من تناولها في وجبات الافطار المدرسية بقريتي (دغيم 23) الواقعة بمدينة حلفا الجديدة ستلازمني حتى الجامعة، لكن اللافت في الامر ان سعر (السلابية) في الجامعة كان اكثر من سعر الخبز نسبة للاقبال المتزايد عليها . * و(السلابية) لمن لا يعرفونها هي (الفطيرة) بلغة اهل الخرطوم لكننا في لهجتنا النوبية نسميها (سلابية) نسبة لرقتها، وهي فطيرة منزلية الصنع على صاج لايتجاوز عرضه اكثر من 120 سم مربع وتوضع على حطب محصول العدسية بعناية فائقة. * وكم كنت اكثر اشفاقا على (السلابية) التي تعرضت لهجمة شرسة من مجموعات (الهوت دوق والبيرقر واللحوم الحمراء والبيضاء ) وهي تنوء بحملها بعد ان كانت تتوسد صحنا مليئا بالروب البلدي (الزبادي)، مضافا اليها بعض السكر ان تطلب الامر لحظة قدومنا من المدرسة الى المنزل قبل ان تتوسط الشمس كبد السماء . * واكثر ما ساعدنا على معايشة (السلابية) او (الفطيرة) دون عناء ان منازلنا كانت (تتجشأ) بمحصول القمح المنتج بمشروع حلفا الجديدة في لحظات الصبا، وكان من السهل اعداد وجبة كاربة بالمنزل دون اللجوء الى البقالة او الدكان حيث (الانعام) التي (ترقد وتركلس ) في زاوية المنزل وتوفر الحليب لمن شاء الى ذلك سبيلا . * واليوم تبقى (السلابية- الفطيرة ) وجبة مطلوبة في كافة الموائد لكن بالاعتماد على القمح المستورد من وراء البحار بعد ان كان منتجا يصنع من قمح منتج على بعد امتار من منازلنا.