٭ فقدت الدراما المصرية احد اهم اعمدتها الفنية الاصيلة والجاذبة.. غادر عكاشة الفانية عن عمر يناهز (69) عاما بعد ان ترك بصمة حقيقية على الشارع الفني المصري الذي منحه الراحل احلى واجمل المسلسلات ذات الحبكة الدرامية الراقية التي تحكي الواقع تماما وتنقل ما يدور فيه مما يجعل المشاهد يلتصق كثيرا بشخوص أسامة التي تخرج من قلب المجتمع على اختلاف طبقاته فتعكس الحياة بكل تفاصيلها في شوارع وازقة الامكنة التي اختارها عكاشة لتحمل محتوى ومعنى مسلسلاته اجبرت المشاهد على الجلوس في كرسي المشاهدة لساعات يتحرك فيها الزمن سريعا لتبقى الصورة موجودة وعالقة في ذهن المشاهد حتى لحظة التواصل القادمة في أسامة اعاد الدراما مجدها القديم بموهبته الفذة التي استطاع ان يوظفها بعمق وحنكة في اخراج مؤلفات ستظل خالدة في وجدان الشعب العربي الذي ارتبطت في ذهنه دراما أسامة بليالي الحلمية التي كلما شاهدناها نتذوق طعما جديدا في كتابات الراحل الذي بذّ الجميع بتفرده الدرامي وغوصه داخل المجتمع المصري مما اكسبه معرفة خاصة بالتركيبة الاجتماعية والتي تناولها بصدق وواقعية فأضفى (نكهة) خاصة على اعماله الدرامية ميزته عن غيره وذلك من خلال التطبيق الحقيقي للفكرة وربطها بالدور الذي يجب ان يؤديه الممثل والذي دائما ما يكون (الممثل المناسب في الدور المناسب) مما يعني دقة الاختيار والقدرة على اكتشاف بواطن الممثل الذي (يليق) بالدور تماما ويتقمصه ليخلق صداقة بين الشخصية والممثل الذي يختاره أسامة برؤيته الثاقبة لما وراء الاشياء وهذا يدل على ذكاء الراحل الذي اضاف الكثير من الجماليات للدراما المصرية. ٭ اهتم أسامة بابراز قيم المجتمع في تناوله الدرامي كما خلط الفن بالسياسة فأضفى بعدا ثالثا على الدراما وبرز عميدا لها تحتل مسلسلاته المساحات الارحب في الفضائيات المختلفة وتشكل عامل جذب ثر لمختلف الاعمار التي عشقت اسلوب التناول الدرامي الساحر للراحل الذي ارتبط اسمه بالتفرد والتميز. ٭ كان الوصول الى عقل ووعي المواطن هو غايته من خلال مواضيعه الدرامية اذ كتب على امتداد سنوات حياته اجمل المسلسلات التي لم تتشابه قط اذ كان لكل مسلسل موضوع مختلف يحكي واقعا مختلفا ويعكس صورة شفيفة للمجتمع الذي يبحر عكاشة في ثناياه. ٭ رحل (ابو الدراما المصرية) وخلّف وراءه ثروة فنية هائلة مجدته (هرما) اضافيا لاهرامات القطر الشقيق .. رحل وهو في قمة عطائه وفي (جرابه) الكثير من الحبكات الدرامية.. والسيناريوهات الرائعة التي اراد لها ان ترى النور ولكن (لكل اجل كتاب) اذ جاء اجله بعد تاريخ حافل بالعطاء والجمال.. وداعا أسامة أنور عكاشة.. ٭٭ همسة: اسرجت خيلي إليك.. يا امرأة الشموخ الذي اشتهى يا امرأة العطاء والكرم الحفي يا امرأة تغير وجه الدنيا لوجه جديد بهي..