جاء بصحيفة «الصحافة» الغراء بتاريخ 03 مايو 0102م العدد (5606) بالخط العريض الخبر الهام الآتي نصه: (مجموعات سلفية تقرر التخلي عن التكفير والتطرف) تفاصيل الخبر تقول: عقدت لقاءات في الخرطوم بحضور رئيس التيار السروري تواثقت مجموعات سلفية على التخلي عن التكفير والغلو في الدين والابتعاد عن التطرف، الشيخ الداعي السروري محمد سروري بن نايف زين العابدين، الزيارة غير معلنة وتم اللقاء مع المجموعات التي يرأسها الشيخ محمد عبد الكريم المجمع الاسلامي بالجريف غرب، والشيخ عبد الحي يوسف مسجد الدوحة بجبرة، والدكتور علاء الدين يوسف عميد كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الخرطوم، وسليمان أبو نارو أمين جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة، حمدت الله كثيراً لهذا الخبر السار والذي أثلج صدري وبالطبع صدور عدد كبير من الاباء والامهات وكذا المجتمع بأسره. إن أبرز دعاة السلفية بدعائمها الثلاث (العقيدة، الفقه، السلوك) هو شيخ الاسلام ابن تيمية ومدرسته وخلفه العالم الفذ تلميذه النجيب ابن القيم، وقد خلفا تراثا في خدمة السلفية، واتسم عصرهما بالطابع التجديدي، وقد أبلى ابن القيم في المدافعة عن الاسلام والمسلمين، ثم جاءت مدرسة محمد بن عبد الوهاب السلفية بالسعودية، ثم الشيخ محمد رضا بمصر صاحب مجلة المنار وتفسير المنار، ثم الشيخ السروري الذي انشق على الاخوان المسلمين.. هذا هو التسلسل وإني لأعلم الذي جند الشيخ عبد الحي يوسف لحركة الاخوان المسلمين بالديوم الشرقية. إذن غالبية المجموعات التكفيرية من نسل الاخوان المسلمين. إن ظاهرة الغلو، والتطرف، والعنف والارهاب (ولكن ليس بالمصطلح الغربي الأمريكي) ظواهر غريبة عن الدين الاسلامي، دين السماحة، والمحبة، والسلام والوئام. إن ظاهرة التكفير قديمة قدم الدنيا تختفي تارة، ثم تظهر، وبالطبع لها دوافعها ولكن ليس لها ما يبررها خاصة ظاهرة العنف والتكفير التي إنكوى بنارها أهل السودان، وما تلك الحوادث العظام كقتل المصلين في ليل رمضان وفي صلاة التراويح بمسجد الجرافة، وما يسمى بالخليفي الذي قتل بلا رحمة انصار السنة بمسجدهم وليس اليهود الغاصبين ولا الملحدين أعداء الدين انما صب جام غضبه على عمار المساجد والتي قال فيها المولى عز وجل (في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال) وأخيراً قتل الامريكي وسائقه بالرياض. قال لي أحدهم وهو يطلق عبارة التكفير يميناً وشمالا، قال اصحاب الطرق الصوفية جلهم كفار، وقادة الأحزاب السياسية وبدأ بالترابي كافر، قلت له الرجل يحفظ كتاب الله وداعية ما الذي كفره؟! قال: انه انكر معلوم من الدين بالضرورة، وكذلك الصادق المهدي كافر، والميرغني كافر قبوري، وكذا أصحاب الطرق الصوفية مبتدعون يعبدون القبور.. وظل الشاب يكفر ويكفر حتى وصل الى صاحب الظلال الشهيد سيد قطب.. قال لي: عندنا عشرة أدلة على كفر سيد قطب.. قلت له لكن يا بني: سيد قطب له مؤلفات منها تفسير القرآن (ظلال القرآن) ثم من الذي قال لكم ذلك.. قال: مشائخنا.. وهم أهل علم معتمدون.. فقلت له: وحينها تراني قد أفلست.. اذا كان كل هؤلاء كفار حتى سيد قطب.. فان الشيخ الذي كفرهم ايضا كافر (أعوذ بالله)!! الحديث: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما فان كان كما قال والا رجعت عليه) رواه البخاري ومسلم. تذكرت قصة الشاعر المرهف التجاني يوسف بشير وقصته مع مشايخ المعهد العلمي بأمدرمان والذي كان موغلاً في التشدد مع تقديرنا لدوره الرائد وتاريخه الناصع تخرج فيه علماء أجلاء قدموا للأمة علماً نافعاً وتطور حتى صار جامعة (الجامعة الإسلامية حالياً الصرح الشامخ). فذاع في هذا الجو خبر كفر التجاني يوسف بشير وكان ذلك في عام 6391م وهو بهتان وضعه الزملاء له، ربما يكون حسداً، فأنشد أبياته المحفوظة: قالوا وأوجفت النفوس وأوجمت وهاج وماج قسور غابه كفر ابن يوسف من شقي واعتدى وبغى ولست بعابئ أو آبه قالوا أحرقوه بل اصلبوه بل انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه اذاً هي قديمة.. قال أحد التكفيريين: المجتمع كله كافر.. والدليل على ذلك المجتمع لم يكفر الحكام ومن لم يكفر الكافر فهو كافر.. ثم اردف قائلاً: هؤلاء تولوا الحكام والله سبحانه وتعالى يقول: (ومن يتولهم منكم فانهم منهم). استميح القارئ عذرا أن انقل فتاوى وآراء للفقيه العالم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه القيم (الصحوة الاسلامية من المراهقة الى الرشد) يقول فيه: الارهاب ان تستخدم العنف في من ليس بينك وبينه قضية وانما هو وسيلة لارهاب الآخرين وايذائهم بوجه من الوجوه، ويدخل ذلك في خطف الطائرات فليس بين الخاطف وركاب الطائرة قضية ولا خلاف بينه وبينهم انما يتخذهم وسيلة للضغط على حكومة معينة لتحقيق مطالب له كاطلاق مساجين او دفع دية او نحو ذلك والا قتلوا من ركاب الطائرة، كما يدخل في ذلك احتجاز الرهائن لديه لا يعرفهم ولا يعرفونه ولكن ان يتخذهم وسيلة لتحقيق مطالبه او يقتل منهم من يقتل كما فعلت جماعة ابو سياف في جنوب الفلبين وغيرهم، ومن ذلك قتل السياح في مصر كما حدث في مذبحة الاقصر وغيرها لضرب الاقتصاد المصري للضغط على الحكومة المصرية، ومن ذلك ما حدث في 11 سبتمبر 1002م بنيويورك وواشنطن من اختطاف الطائرات المدنية بركابها من المدنيين الذين ليس بينهم وبين خاطفيها مشكلة او نزاع واستخدموها آلة هجوم وتفجيره بمن فيها للضغط والتأثير على السياسة الامريكية، وكذلك ضرب المدنيين البراءة في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وفيهم اناس لا علاقة لهم باتخاذ القرار السياسي ومنهم مسلمون وغيرهم، واذا كنا ندين العنف بصفة عامة فنحن ندين الارهاب بصفة خاصة لما فيه من الاعتداء على اناس ليس لهم أدنى ذنب يؤخذون به، وقد اصدرت فتوى منذ عشرة اعوام بتحريم خطف الطائرات.. كما أفتيت بتحريم حجز الرهائن والتهديد بقتلهم.. كما أصدرت بيانا عقب احداث 11 سبتمبر دنت فيه هذا العمل ومقترفيه ايا كان دينهم او جنسهم او وطنهم.. ثم قال الشيخ يوسف القرضاوي: نرفض الارهاب الذي يعني ترويع الآمنين وقتل البراءة بغير حق ولكنا لا نعد ابداً للارهاب من يدافع عن وطنه وحرماته ومقدساته فمن الظلم ان يسمى هذا ارهاباً.. بل هو دفاع مشروع) هذا هو رأي الشيخ يوسف القرضاوي المعتدل الوسطى. وهنا لي ملاحظة: أتفق معه في ادانة حادثة برجي التجارة وخطف الطائرات واستغلالها كسلاح بما فيه من ارواح بريئة.. فلنعتبر بما حدث بعد هذه العملية هو الغضب الامريكي الذي استعملت فيه الآلة الأمريكية الضخمة في افغانستان في حرب غير متكافئة بقال وحمير وقطع سلاح نارية بدائية وطائرات بدون طيار.. وطائرة (B52) العملاقة والتي دكت الكهوف والمنازل على أصحابها وحيواناتها فكان عدد القتلى لا يعلمه الا الله وكذا الجرحى والمعاقين ناهيك عن البنية التحتية المعدومة اساسا جراء الحرب الأهلية الشرسة بين اخوان الامس أعداء اليوم.. هذا اذا صح ان من قاموا بالعملية هم من شباب العرب المسلمين. طرفة: يحكى أن الطائرات التي نفذت ضرب مصنع الشفاء قالوا لقائدها اضرب معك امبدة.. فحلقت الطائرات فوق أمبدة.. فوجدوا غالبية منازلها من الطين والرواكيب.. أمثال حي كرور فحلقت الطائرات فوقها، قال الكابتن للرئيس الامريكي: الحمد لله وجدناها مضروبة.. هكذا كانت افغانستان.. ولكنها ضربت على ضربها وخرابها.. فتفتق الجرح النازف أصلاً.. ونواصل