اعلنت المحكمة الجنائية الدولية ان اثنين من قادة المتمردين المشتبه بارتكابهما جرائم حرب في دارفور وصلا أمس، الى لاهاي بعد ان سلما نفسيهما طوعا للمثول امام المحكمة. وقالت المحكمة في بيان ان «عبد الله ابكر نورين (بندة) ،وصالح محمد (جربو) اللذين يشتبه في ارتكابهما جرائم حرب في دارفور وصلا طوعا أمس الى المحكمة الجنائية الدولية». واضاف البيان ان «باندا وجربو يواجهان ثلاثة اتهامات بارتكاب جرائم حرب قد تكون وقعت في اطار الهجوم الذي وقع في 29 سبتمبر 2007 على بعثة الاتحاد الافريقي في قاعدة حسكنيتة العسكرية بشمال دارفور. وكانت الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية والمكونة من القاضية سيلفيا شتاينر رئيسة الدائرة،والقاضي سانجي ماسينونو موناجينغ والقاضي كونو تارفوسير ، قداصدرت امر تكليف بالحضور للمتهمين وفق طلب المدعي العام الذي أودعه بتاريخ 20 نوفمبر 2008 في سجلات الحالة في دارفور بالسودان والذي التمس فيه من الدائرة إصدار أمر بالقبض على عبد الله باندا أبكر نورين. ورأت المحكمة أن القضية المرفوعة ضد بندة وجربو تندرج في نطاق اختصاص المحكمة، وأن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأنه في الفترة التي تشملها تهم المدعي كان هناك نزاع مسلح مطول غير ذي طابع دولي في دارفور بين حكومة السودان وعدة جماعات مسلحة منظمة، بما فيها حركة العدل والمساواة، وأن باندا وجربو كانا على علم بالظروف الوقائعية التي تثبت وجود النزاع المسلح المشار إليه،كما أن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن الهجوم على موقع الجماعة العسكرية في حسكنيتة نفذته قوات منشقة عن حركة العدل والمساواة، تحت قيادة باندا وبحر إدريس أبي قردة ، بالاشتراك مع القوات التابعة لجيش تحرير السودان - قيادة الوحدة، التي انشقت عن حركة تحرير السودان، تحت قيادة صالح محمد جربو . ورأت المحكمة انه استناداً إلى المواد التي قدمها المدعي العام، هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن المهاجمين، خلال وبعيد الهجوم على حسكنيتة قتلوا اثني عشرة جندياً من جنود بعثة الاتحاد الأفريقي ، وأصابوا ثمانية جنود اخرين بجروح بالغة، ودمروا منشآت اتصالات ومهاجع ومرآبات ومواد أخرى تابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في السودان، واستولوا على ممتلكات تابعة للبعثة . وقالت المحكمة ان هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن هدف الهجوم يمكن أن يُعتَبر موظفين أو منشآت أو مواد أو وحدات أو مرآبات مستخدمة في مهمة من مهام حفظ السلام ، وأن قوات البعثة لا تشارك مشاركة فعلية في الأعمال الحربية - وكذلك المنشآت والمواد والوحدات والمرآبات المستخدمة في مهمة البعثة كانت تستحق الحماية التي توفر للمدنيين أو المواقع المدنية بموجب القانون الدولي للنزاعات المسلحة، وأن باندا وأبا قردة وجربو كانوا على علم بالحماية التي كان يستحقها موظفو البعثة وكذلك المنشآت والمواد ، وبذلك تكون جريمة الحرب المتمثلة في تعمد توجيه هجوم على موظفين أو منشآت أو مواد أو وحدات أو مرآبات مستخدمة في مهمة من مهام حفظ السلام قد ارتُكبت.