الطيور المهاجرة خارج الحدود، تجارب لها ألقها وتميزها وفي الاعلام يقدم السودان كل يوم للوسائط الاعلامية العربية والعالمية مواهب حقيقية تشكل اضافة نوعية وارقاماً مهمةً في سجل التميز. مصعب ابراهيم الحاج شاب سوداني مبدع، بدأ رحلته في تقديم البرامج مع الاذاعة العربية الناطقة بالعربية في لندن ونهار امس حرص على زيارة «الصحافة» بصحبة الاستاذ عاطف ابراهيم حيث اقتطع جزءا من اجازته القصيرة بالخرطوم للتحية والمجاملة، وانتهزنا فرصة الزيارة ووجهنا له بعض الاسئلة التي تتصل بعمله في الاذاعة العربية اللندنية. يقول مذيع الاذاعة العربية: انا مصعب ابراهيم الحاج تخرجت في جامعة ام درمان الاهلية تخصص «ترجمة» وبدأت تجربتي مع العمل الاعلامي في الصحف السودانية مثل صحيفة الصحافة والشارع السياسي حيث كنت انشر في الملاحق الثقافية مجموعة من قصصي القصيرة وكنت ازور لندن منذ العام 2002 بصورة مستمرة. وفي عام 2009 التحقت بالاذاعة العربية في لندن وهي اذاعة ناطقة باللغة العربية وتضم عددا من الاشقاء العرب ومن حسن الحظ ان رئيس مجلس الادارة سوداني هو الدكتور علي التاج الامام ونائبه رئيس مجلس الادارة ايضا سودانية هي الدكتورة بسمة حاج الصافي وهناك المخرج الاذاعي السوداني مبارك نور الدائم ومهندس الصوت عثمان احمد، وانا ادين لهؤلاء بالوقوف الى جانبي في مشواري القصير مع هذه الاذاعة. اقدم مع هذه الاذاعة برنامجين الاول اسمه «روائع ادبية» وهو يعرض مختارات من الادب العربي والعالمي والبرنامج الثاني اسمه «اقلام واعلام» ويستعرض مسيرة اعلام الفكر العالمي. تهدف اذاعة الاسرة الى ربط ابناء الجالية العربية ببريطانيا وإلى التعريف بقضايا الجالية وهمومها وتقديم برامج تستهدف جميع الفئات وهناك برامج تستهدف الشباب وقضاياهم وكذلك المرأة والطفل وهناك برامج دينية تقدم منهج الوسطية الاسلامي، وبالمناسبة الطرق الصوفية اصبحت تجد اهتماماً كبيراً من الغرب وهناك مسلم انجليزي اسمه احمد طومسون ينتمي للطريقة الشاذلية زار السودان والتقى بعدد من مشائخ الطرق الصوفية في السودان، وقد روى هذه التجربة في كتاب له «الرحلة الصعبة» وتحدث في الكتاب عن السودانيين واخلاقهم السمحة. وهناك برامج سياسية تهدف الى تقديم مختلف وجهات النظر مع تحري المصداقية وعدد من الاشكال البرامجية. لم نغفل السودان في هذه الاذاعة وقدمنا عددا من السياسيين والفنانين السودانيين وفي المستقبل نخطط لتقديم ملف عن السودان وعكس وجه الوطن المشرق. لم تواجهني صعوبات في اقامتي وعملي في لندن ويرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى الى الاخوة السودانيين الموجودين هناك ولا سيما الاخوة بالاذاعة العربية والذين اجد منهم كل تعاون واهتمام. وبالنسبة الى ادائي المهني فانني اعتقد ان عملي في الصحافة الادبية ساعدني كثيرا في عملي الاذاعي وهنا اريد ان اشكر الاستاذ مجذوب عيدروس الذي شجعني على السير في النهج الادبي وارشدني بملاحظاته القيمة وكذلك الناقد معاوية البلال. وان انسى لا انسى حكمة والدي العزيز ابراهيم الحاج وتوجيهاته التي كانت نبراسا لي اهتدي في كل ما اصادفه من شؤون الحياة، ومن وجهة نظري ان ثمة التقاء بين العمل الاذاعي والقصة القصيرة، فالاذاعة يكون لديك فضاء زمني محدود وعليك ملأه بالمعنى العميق واللفظ الانيق وكذلك في القصة القصيرة هناك فضاء مكاني عليك ملأه بما سبق. من التجارب الاذاعية التي اعجب بها تجربة الاستاذ عمر الطيب في اذاعة B.B.C وبالنسبة الى الاذاعة السودانية لا اسمعها وانا في ذلك مقصر. من الامنيات في الخاطر اتمنى الاهتمام بالتوثيق في السودان والذاكرة الشفاهية السودانية يجب ان تتحول مع الكنوز الابداعية والثقافية التي تستحق ان نبرزها في حلة رشيقة تليق بجمال الوطن العظيم.