تظاهر العشرات من عناصر حزب التحرير «ولاية السودان» أمس، احتجاجاً على افتتاح احدى اكبر سفارات الولاياتالمتحدة الاميركية في المنطقة، وطالبوا الحكومة باغلاق السفارة التي شيدت بضاحية سوبا، وطرد ممثليها من الخرطوم. وتجمع المتظاهرون في منطقة بالقرب من السفارة الاميركية الجديدة بسوبا جنوبيالخرطوم، وردد المحتجون شعارات مناهضة ضد اميركا، منددين بالجرائم التي ترتكبها ضد المسلمين، كما رفع المتظاهرون لافتات ترفض التطبيع مع واشنطن وتطالبها بالخروج عن السودان. وقال الناطق الرسمي باسم الحزب بالسودان ابراهيم عثمان أبوخليل، ان ما قام به الحزب يعبر عن رفضه للوجود الاميركي في السودان، لان اميركا دولة عدوة للاسلام والمسلمين وجرائمها لاتخفى على احد. واتهم ابوخليل واشنطن بأنها تسعى لفصل الجنوب،وتنفذ مخططاً لتفتيت السودان، وقال ان السفارة التي تريد ان تفتتحها بالخرطوم هي اكبر سفارة لها في المنطقة، وزاد «ستكون وكرا للخيانة والتآمر والتجسس على بلادنا، لذلك نرفض وجود سفارة اميركية في السودان، وهذه هي الرسالة التي اردنا ان نوصلها». وكانت الشرطة قد تدخلت لمنع المتظاهرين من الوصول الى مبنى السفارة، وبقي المتظاهرون في ميدان قرب المبنى قرابة الساعة حيث خاطبهم ابوخليل وعضو المجلس محمد هاشم قبل ان تنفض المسيرة بهدوء. يشار الى ان حزب التحرير ينتشر في اكثر من دولة وهو يدعو لاحياء دولة الخلافة الاسلامية. ويقع المقر الجديد الذي اشترته أمريكا في مساحة 40 ألف متر مربع بضاحية سوبا، جنوبالخرطوم، ويبعد 40 كلم عن وسط العاصمة ويصنف على انه اكبر مقار السفارات الامريكية في المنطقة. وحضر افتتاح السفارة الجديدة بسوبا وكيل الخارجية الأمريكية لشؤون الإدارة الأمريكية باتريك كنيدي ومساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية جون تارسون وعدد من المسؤولين. إلى ذلك ابدى حزب المؤتمر الوطني استغرابه لزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية للسودان في وقت تكتنف فيه العلاقات السودانية الأميركية «درجة من الغموض». ووصف زيارة المسؤول الامريكي بغرض افتتاح مبنى السفارة الأميركية الجديد بالخرطوم، بأنها زيارة لمسؤول اميركي رفيع المستوي. وقال أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني مصطفى عثمان إسماعيل، للمركز السوداني للخدمات الصحافية، إن هذه الزيارة لمسؤول رفيع للسودان تتعارض مع الغموض الذي شاب علاقات الخرطوموواشنطن منذ استلام أوباما للإدارة الأميركية في العام السابق، مضيفاً ان الزيارات السابقة للمسؤولين الأميركيين اقتصرت على مبعوث أوباما أسكوت غرايشن ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبيت الأبيض. وأوضح إسماعيل ان زيارات المبعوثين الأميركيين السابقين للسودان لم تستطع عمل شئ واضح وجدي في قضايا العلاقات الثنائية، في الوقت الذي لازالت العقوبات على السودان قائمة، والسودان مازال في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب في نظر الحكومة الأميركية. واضاف، ان واشنطن لا زالت تستهدف السودان عبر المؤسسات الاقتصادية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبعض المؤسسات الإنسانية كلجنة حقوق الإنسان في جنيف، و»أيضاً على مستوى مجلس الأمن الدولي نجد أن أميركا هي المستهدف الأول للسودان». و قال إسماعيل إن هناك عقوبات في أشد القسوة تمت ممارستها على السودان، في إشارة منه إلى الحرب في الجنوب، وزيادة توتر الأوضاع بإقليم دارفور، وتأثير هذا العقوبات على توتر العلاقات مع دول الجوار في وقت يمضى السودان في نهايات إنفاذ اتفاقية السلام الشامل التي تبقى عليها عدة أشهر. ودعا إسماعيل القائمين على أمر الدبلوماسية السودانية، الحرص على أن يظل السؤال القائم والأساسي لزيارة المسؤول الأميركي لماذا تحاصر الإدارة الأميركية السودان سياسياً واقتصادياً والى أي مدى سوف يتم صياغة علاقات ثنائية جديدة بين البلدين في المستقبل.