ودع قوم سيب الخرطوم قوم بارحا يا مسافر جوبا تقبل جاي شجرة الباباي تداعب في غصين الشاي تقبل هون شجرة البن هاي هاي وفي صباح الامس بارح الجميع الخرطوم في رحلة البحث عن الوحدة حيث قاد الوفد مهندس اتفاقية السلام الاستاذ علي عثمان محمد طه ومجموعة من الوزراء من اجل توقيع عقود لمشاريع الوحدة قدرت قيمتها ب200 مليون دولار واستقبلتهم جوبا كعادتها باسمة مستبشرة بالوعد والامنية التي بدت قريبة المنال في تلك اللحظة الاستثنائية من تاريخ الوطن ولسان حالها يردد بارادتنا نحن ووحدنا من نستطيع بناء وطن تشرق شموسه في حلفا ويمتد ظلها ليشمل كل ربوع الوطن الكبير يسموا في جبال توتيل ويتربع علي عروش الحب في جبل مرة ويلف لاوي الوحدة علي خصر مرتفعات البحر الاحمر هكذا كانت اللحظة والامنيات التي ظهرت علي وجوه الجميع الذين غطاهم الارتياح . وسحب الفنان النور الجيلاني البساط من تحت اقدام الجميع وهو يغني انس همومك فرحا وودع قوم سيب الخرطوم قوم بارحا حيث بارح كل من الفريق سلفاكير ميارديت مقعده وترك مقعده جانبا ليشارك هو والاستاذ علي عثمان محمد طه الفنان النور الجيلاني التغني باسم جوبا، ولكنه كان تغنيا باسم كل السودان ولجميع اهله الذين ضاقت بهم ساحة الاحتفال واتسع معهم الحلم الكبير بان هذا الوطن كان وسيظل عصيا علي التمزق والتشتت والانفصال حيث اتحدت الايادي مابين سلفا وعلي وتراقص الجميع علي انغام الوحدة التي عبرت عن نفسها في صوت الجيلاني وكأنما ينادي صه ياكنار وضع يمينك في يدي واذا ادخرت للصباح بسالة فاعلم ان اليوم انسب من غد، يوم للوحدة في مدينة جوبا رفع لواءه النور الجيلاني وهو يغني كأنما لم يغن من قبل وكيف لايتم ذلك وهو يفعل في المدينة المعشوقة له ولكل السودانيين ابتسامة سلفا وضحكة طه وصوت الجيلاني ورقصات كمال كيلا وحضن جوبا الدافئ كلها عوامل تؤكد علي ان الباباي سيتجاوز مداعبته لغصن الشاي ويتجاوزه نحو اشجار النخيل ويمنح التبلدي الحياة عبر ذرات مياه النيل ويرسم العبارة الخالدة السودان الوطن الواحد ماكان حتما سيكون وطنا واحدا وموحدا .