يعتبر التلفاز احد اهم العناصر المكونة لشخصية الطفل ويذهب علماء الاجتماع الى ان المهارات والسلوكيات المكتسبة لدى الاطفال تبقى قوية وراسخة اذ جاء اكتسابها في ذروة الانفعال ، ووفقا لبحوث أكاديمية فان الارتباط بالتلفزيون في بعض المجتمعات الحضرية بالغرب بات اقوى من الرباط الاسري ففي حين نجد ان اللقاء الأسري الجامع في امريكا والذي يحدد الفترات التي يقضيها الأبوان مع اطفالهما لا تتجاوز الثلاث ساعات في الاسبوع وفي بريطانيا يرتفع عددها الى سبع ساعات بينما ترتفع في الشرق ما يؤدي لزيادة الاعتماد على التلفاز فازداد ارتباط الاطفال به في ظل تصاعد عدد الفضائيات الخاصة بالأطفال . في احدى المستشفيات بأم درمان وفي احدى غرف الجراحة حريمات ترقد احدى الامهات متأثرة باصابتها بجرج غائر نتيجة ضربة بمدية وجهها لها طفلها الصغير إثر مشاهدته لفيلم عنف وكان بطل الفيلم يقتل ضحاياه بواسطة المدية فتركزت أحداث الفيلم فى مخيلة الطفل وقام بتنفيذها على والدته البريئة ما الحق بها اذى جسيما تطلب بقاءها بالمشفى. تقول الدكتورة هندة حسين محمد إن مشاهدة الأطفال لبعض برامج التلفاز المعدة على اساس تربوي سليم ولفترات محددة لا ضير منها اما خلاف ذلك فهى تحرم الصغار من النشاطات الطبيعية والنمو السليم للمخ وأوضحت هندة أن مشاهدة برامج العنف قد يعرض الطفل لمؤثرات قد تكون بالغة السوء على نموه العقلى والوجدانى. وتدل الدراسات على أن مشاهدة الاطفال الصغار للتلفاز لفترات طويلة وخاصة قبل النوم تزعج نومهم الأمر الذى ينعكس سلبا على صحتهم وتضيف الدكتورة هندة أن هنالك دراسات أكدت أن الأفراط فى المشاهدة يؤدى الى عدم تركيز بالنسبة للاطفال ومن ثم يكون التحصيل العلمى والمهارات ضعيفة لديهم ومن الجوانب السلبية للتلفاز ما تتضمنه تلك البرامج من عنف االسلوك بصورة تضر بالتطور العاطفى للأطفال ولا يقف الامر عند ذلك بل يتعداه من خلال التعود على العنف وتسهيل اقترافه. وأكدت دكتورة هند أن ميل الأطفال لتصديق ما يرونه فى الشاشة يزيد من قوة الميول للعنف حيث لايفرقون بين الواقع والخيال ما يستوجب على الأهل حرمان الأطفال من مشاهدة البرامج المحتوية على مضامين غير مناسبة للاطفال. يأتي ذلك في وقت يتم فيه الاعتماد والاطمئنان على التلفاز كجليس للاطفال باعتبار ان التلفاز وسيلة تسلية لا ضرر منها هكذا ابتدرت صفاء ابوالقاسم الباحثة الاجتماعية قولها ماضية الى ان مشاهدة الاطفال للقنوات الفضائية يؤدى الى تنمية سلوك غير سوى خصوصا اذا كانت البرامج غير لائقة للاطفال لمشاهدة الفيديو كليبات وافلام العنف والافلام الفاضحة فيولد سلوكاً سيئا قد لا تحمد عقباه فى المستقبل وأبانت صفاء أن اندثار العادات والتقاليد سببه الرئيس البرامج غير الهادفة و الفضائيات مطالبة برقابة البرامج قبل جلوس الصغار الاطفال لمشاهدة التلفاز