٭ لا أحد يستطيع ان ينكر تدهور المسرح في السنوات الأخيرة، رغم المحاولات المستمرة من قبل المهتمين وأهل «الوجعة» لإعادته لسيرته الأولى. ٭ والسؤال الموضوعي، أين تكمن المشكلة، هل في النصوص المسرحية، ام الممثلين، أو ضعف التمويل، ام في الجمهور نفسه، ام إن ذلك يرجع الى انتشار وسائل الترفيه الأخرى وازدحام الفضاء بالقنوات. ٭ كلها أسباب، ولكنها تبدو غير منطقية لحالة القطيعة وغياب الجمهور عن العروض المسرحية التي تصحو من ثباتها في المواسم. ٭ والمشكلة الحقيقية تكمن في عدم احترام النصوص المسرحية لعقل المتلقي والمشاهد، وبعدها عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والنفسي الذي يعايشه محمد احمد السوداني. ٭ فالجمهور الذي يتسمر امام خشبة المسرح، يريد ان يرى احلامه وطموحاته، خيباته وحسراته، لأن المسرح لا بد أن يلامس جسد الواقع. ٭ ولكن بعض العروض المسرحية تبدو مسخاً مشوهاً ولا تحترم الجمهور «الناقد الحقيقي»، بعد أن تمت معالجة بعض القضايا بصورة نفعية بعيدة كل البعد عن الإبداع التلقائي، خاصة عندما تتدخل ايادي السياسة، لتزود البهار و«تكسر التلج» لتحقيق مطالب بين ليلة وضحها عبر بوابة المسرح، فيبدو النص المسرحي باهتاً و«مكلفتاً» ولا يخدم غرضاً، غير ان يجلب الشتائم للممثلين، «ايه العوارة البعملوا فيها دي، وايه البياخة دي» وغيرها من العبارات التي لا يحتملها «النص». ٭ فلا بد من وقفة، لمعرفة الأسباب التي أدت الى هجر الجمهور للمسرح. ونواصل. [email protected]