تفاصيل اللحظات الأخيرة من أديس أبابا!! ما سر الورقة التي مررت للرئيس البشير في منصة الاحتفال؟! لهذه الأسباب (....) غادر دينق ألور غاضبا! أديس أبابا: أحمد دقش هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته مسودات الاتفاق كانت في أيادي سكرتارية الوساطة الافريقية والسودان وجنوب السودان يتسلمان نسخة منها أمس الأول بغرض مراجعتها في صياغتها النهائية قبل التوقيع عليها يوم أمس، ولكن السودان بوفده المفاوض يبدي بعض الملاحظات المتعلقة ببعض الكلمات المستخدمة، وجانب جنوب السودان يطلب تعديلات جوهرية في صياغة الاتفاق المتعلق بالقضايا الاقتصادية، والوساطة الافريقية تؤمن على ملاحظات السودان وترفض تعديلات الجنوب وتقول إن ذلك مخالف للاتفاق الذي تم.. والاتفاق يسري بشكله الذي سلمته الوساطة للطرفين ووقعا عليه بالأمس. حديث التاريخ "إنها لحظة تاريخية في مسيرة بناء السلام، وندعو أجهزة الإعلام للتبشير بهذا الاتفاق ولعب دور إيجابي في دعم السلام بين الدولتين"... تلك العبارات ذكرها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في خطابه خلال الاحتفال بالتوقيع على برتكولات التعاون الشامل بين السودان وجنوب السودان بفندق الشيراتون بأديس أببا... وعبارة أخرى تقول: "إنه ليوم تاريخي في مسيرة السلام"، ذكرها رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت. وربما التركيز على تلك الجزئيات يأخذ الصدارة من بين عبارات الرئيسين الأخرى التي كانت مليئة بالرسائل والمعاني التي يدركها المتابع لمسار العلاقات بين البلدين، ولعل التصعيد والاتهامات التي تصدر عن كل طرف في مواجهة الآخر بين كل فترة وأخرى هي التي تجعل تلك العبارات مهمة، وبالرجوع الى الاتهامات الأخيرة التي تهدد السلام بين الطرفين نجد أن إيواء ودعم الحركات المسلحة المتمردة على الحدود وفي منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، أخذ الصدارة في الاتهامات وحتى في تأخير الاتفاق بين البلدين لجولات عدة. قبعة سلفاكير حالة من الربكة سيطرت على المكان وخوف مما تخبئه الأقدار من مفاجآت سيطرا على الحضور بقاعة فندق الشيراتون التي خصصت للتوقيع على الملفات بين البلدين أمس، وربما إذا سئل المتفاوضون الذين يمسكون بمسودات الاتفاق التي كانت جاهزة بين أيديهم عن زمن التوقيع لاستخدمت في إجابتهم (ربما)، وباقتراب الرابعة عصرا والتي كانت هي الموعد الثاني الذي حدد للتوقيع، بدأت الوفود الرسمية تدخل الى القاعة، وحينها فقط تأكد أن توقيعا سيحصل على اتفاقيات البلدين. فجأة ودون إنذار وقف كل الحاضرين داخل القاعة وتطابقت الأكف تصدر أصواتا عالية عند التلاقي، وحينها دخل الرئيسان المشير عمر البشير، وسلفاكير برفقة قادة الوساطة الذين تقدمهم الرئيس ثامبو امبيكي، وبهدوء طلب منهم مقدم البرنامج من جانب الوساطة الجلوس تمهيدا لبدء البرنامج، وحينها بدت المنصة واضحة للعيان، وطُلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادا على روح رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زناوي، وحينها خلع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت قبعته وأحنى رأسه الى الأرض. دلالات اتفاق توقيع الاتفاقية الأولى (الاتفاق على القضايا الأمنية) بعد دعوة وزيري الدفاع في البلدين الى المنصة وبرفقتهما أبوبكر عبدالسلام من جانب الوساطة، شكل دلالة كبرى لا يمكن الحديث عن تفاصيلها ولكنها كانت منظورة بالعين ومحسوسة سيما وأن الجانب السوداني كان في فترات سابقة يضع الاشتراطات بأن الملف الأمني شرط للتوقيع أو تنفيذ أي اتفاق يتوصل اليه الطرفان بأديس أببا. تبادل وزيرا الدفاع مواقعهما في منضدة التوقيع مع رئيسي الوفدين إدريس محمد عبدالقادر للتوقيع على بقية الملفات، وما أن وقعا على اتفاق الحريات الأربعة لمواطني البلدين إلا وقال متحدث باسم الاتحاد الافريقي من على المنضدة الرئيسية إن ذلك الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ بمجرد التوقيع عليه وإنما سيتم تنفيذه في مرحلة لاحقة، وحينما نهض رئيسا الوفدين للتلويح بالاتفاق للحضور نبه الكثيرون الوزير إدريس محمد عبد القادر بضرورة تعديل الاتفاق الذي رفعه مقلوباً ما جعل الأصوات تتعالى بالضحك. كثافة إعلامية الإعلام والصحافة حضرا إلى حيث مقر المفاوضات بكثافة في الأيام الأخيرة، بصورة جعلت إدارة الفندق تغير من الطريقة والمكان المخصص للصحفيين، حيث حددت لهم ثلاثة أماكن مختلفة، ولكن في اليوم الأخير (أمس) اتجه الجميع ومنذ وقت مبكر إلى القاعة التي تقع أسفل المبنى الفخيم، ليجهزوا أماكن كاميراتهم باكراً. عند بداية مراسيم الاحتفال وجد المصورون أنفسهم يلتقطون الصور بسهولة ويسر، ولكن بعد وصول الرئيسين البشير وسلفاكير الى المنصة الخاصة بالتوقيع النهائي على الاتفاق تعالت وبصورة مفاجئة أصوات قوية وصرخات من الخلف وبلغات مختلفة تطلب من البعض الجلوس وعدم التشويش على الصور التي يلتقطونها، ولكن الهواة الذين يصورون بأجهزة الهاتف المحمول وجهاز (الآي باد) لم يأبهوا لتلك الأصوات. ضرورات حسم رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت كان بحسب البرنامج الموضوع أول المتحدثين، حيث بعث بالعديد من الرسائل أثناء خطابه وعله قصد بها مجموعات داخلية في بلده وأخرى خارجية مجاورة وثالثة دولية. وعلى الجانب الآخر وحينما قدم الرئيس البشير للحديث وقبل أن يصل الى المنضدة التي يتحدث من عليها وصل اليه أحد قادة الوفد الحكومي المفاوض مسرعا وسلمه وريقة صغيرة لم يدر أحد ما تحمله، ولكن البعض ذهب في اتجاهات التحليل سيما حينما استرجعوا كلمات سلفاكير التي تحدث فيها عن قضية الحدود وطالب بضرورة حسم قضية المناطق المختلف حولها والمدعاة، والأخيرة ترفض الحكومة السودانية النقاش فيها الآن وتقول إن من الواجب إنهاء الخلاف حول المناطق المختلف حولها ومن ثم النظر في المدعاة إن كانت موجودة من الأساس، أما النقطة الثانية التي أثارت رغبات المحللين فتلك التي تخص رسالة سلفاكير لمواطني أبيي من دينكا نقوك حينما قال لهم إنه متأكد من أن استفتاء وشيكا سيجري على تبعية المنطقة. غضبة ألور وفي اتجاه ذي صلة بقضة أبيي فإن تسريبات كثيفة حصل عليها الصحفيون سيما يوم أمس الأول حينما كان اجتماع القمة الرئاسي منعقدا حيث تداولت مجالس الصحفيين أن (شكلة) وخلافات متعمدة أحدثها القيادي بوفد الجنوب المفاوض دينق الور والذي تنحدر أصوله من منطقة أبيي، وقيل إن تلك الخلافات والحديث دون استئذان خلال اجتماع القمة الرئاسي من دينق الور كان الغرض منه عدم السماح للجانبين السوداني وجنوب السودان بالتوصل الى اتفاق والتوقيع عليه دون حل كامل لقضية أبيي، وتقول التسريبات والحسابات إن تلك القراءات من جانب دينق الور يريد من خلالها ألا تخسر حكومة الجنوب كروتها التي يمكن أن تستخدمها في الضغط على السودان لتقديم تنازلات بشأن أبيي، ولكن التسريبات أيضا تقول إن الرئيس البشير واجه تلك المحاولات بلغة حادة وحسم مباشر، ما جعل دينق الور لاحقا يغادر العاصمة الاثيوبية ولا يحضر أو ينتظر التوقيع على بقية الاتفاقيات حينما تمت إحالة قضية أبيي إلى مجلس السلم والأمن الافريقي، والبعض هنا في أديس أببا أبدى مخاوفه من وجود مجموعة في وفد الجنوب تقف مناوئة للاتفاق الذي تم، وأن تؤثر عليه حينما يصل الى محطة التنفيذ. غير منظور ملف الأمن من الملفات التي ترتبط من وجهة نظر الحكومة السودانية ووفدها المفاوض بكل القضايا الأخرى، ما أعطاه اهتماما وزخما كبيراً، ولكن الإشارات التي يحملها ذلك الملف كثيرة وكبيرة وتكاد لا تنتهي، ويبدو أن الجانبين سيما السوداني حرصا على بث رسائل كثيرة ومبطنة حول تلك القضية، حيث علمت (السوداني) أن ملف القضايا الأمنية وتمسك السودان بضرورة فك الارتباط السياسي والعسكري بين الجنوب وقطاع الشمال قد حظي بنقاش مستفيض وعلى مستويات عليا بين الجانبين، والمصادر تقول إن صراحة ووضوح سيطرا على النقاش حول تلك القضية ما جعل الاتفاق الأمني بين الدولتين ينص على مبادئ تخاطب تفاصيل المشكلة خارج أوراق الاتفاق الموقع بين الجانبين سيما حينما ينص في الاتفاق الأمني على وقف العدائيات وعدم دعم وإيواء الحركات المسلحة المتمردة على الطرف الآخر، وسحب كل طرف لقواته الموجودة في أراضي الطرف الآخر. تلك القضايا حال تنفيذها فإنها تعني بشكل مباشر فك الارتباط السياسي والعسكري بين الجنوب وقطاع الشمال وكذلك تزيل اتهامات الجنوب للسودان بدعم مجموعات متمردة داخل أراضيه. قفشات: * (السوداني) حرصت على معرفة ما كان يفعله قادة الوفدين خلال الساعات التي قضاها الطرفان بعد التأجيل غير المعلن لزمن التوقيع على الاتفاق بينهما، حيث علمت أن نكات كانت تتبادل بين قادة الوفدين تقصيرا للوقت وتجسيرا للخلاف وتقريبا للمسافات. * طائرة الرئيس البشير والوفد المرافق لم تقلع من مطار (بولي الدولي) بأديس أببا بسبب سوء الأحوال الجوية في الخرطوم، وحينما تحسنت الأحوال الجوية في الخرطوم، ساءت في أديس، ما أعاد الرئيسان البشير وسلفاكير للاجتماع واللقاء مجددا مساء أمس.