في ثمانيات القرن الماضي حدث خلاف بين إدارتي الهلال والمريخ مع اتحاد الخرطوم المحلي لكرة القدم الذي كان يترأسه سعادة الفريق محمد الحسن يوسف ويتولى منصب السكرتير الاستاذ محمد الشيخ مدني وذلك بسبب لائحة توزيع دخل مباراة القمة في دوري الأشبال فرفض الاتحاد تعديل اللائحة فرفضت إدارة الناديين أداء المباراة رغم حضور الجمهور الذي امتلأ به ملعب استاد الخرطوم حيث كانت قمة الأشبال لا تقل أهمية عن قمة الكبار فقام الجمهور بإحداث شغب في الاستاد وتم حرق سيارة الأستاذ محمد الشيخ مدني. في اليوم الثاني مباشرة عقد الاتحاد اجتماعا طارئا أصدر خلاله قرارا شجاعا بشطب أشبال الهلال والمريخ وإيقاف ممثلي الناديين في الجهاز الأستاذ فتحي ابراهيم عيسى من المريخ ومحمد حمزة الكوارتي من الهلال لمدة عامين ووقتها كان رئيس الهلال الراحل المقيم الطيب عبدالله بينما يرأس المريخ الراحل المقيم عبد الحميد الضو حجوج فوجدت القرارات التأييد الكامل من الوسط الرياضي ودعما كبيرا من الإعلام الرياضي وتقبل الجميع القرارت بكل روح رياضية واكتمل الموسم بدون الهلال والمريخ وبعد عام وباسترحام ووساطات أعيد الفريقان ورفعت العقوبة عن فتحي ومحمد حمزة بعد قضاء نصف المدة. هكذا كانت الاتحادات المحلية والاتحاد الوطني يتعاملون مع الأندية لفرض الانضباط دون مجاملة بمبدأ القانون يسري على الجميع وليس هناك كبير أمامه وحتى في عهد الدكتور كمال شداد عشنا كيف كان يتعامل الاتحاد مع الهلال والمريخ وأضرب مثلا بانسحابهما عن أول منافسة لكأس السودان فرفض الاتحاد الضغوط وحتى وساطة وزير الشباب والرياضة في ذلك الوقت السيد جشوة داوال. كل الاتحادات في العالم تحرص على تطبيق اللوائح وتعدل فيها لمزيد من العقوبات ونتابع الآن في أروبا حرمان الجماهير ومعاقبة الأندية في حالات الهتافات العنصرية والكل يعلم القرار الأخير الذي أصدرته لجنة الانضباط بالاتحاد الافريقي في حق فريق النجم الساحلي التونسي بإبعاده من ربع نهائي دوري أبطال افريقيا بسبب شغب جمهوره في مباراته أمام الترجي مع حرمانه من المشاركة لموسمين. ولهذا تابعنا الاجتماع الأخير لمجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم وتوقعنا أن تصدر من خلاله قرارات قوية في حق الهلال والمريخ وجماهيرهما بعد الأحداث التي شهدتهما مباراتي الفريقين الأخيرتين ولكن للأسف صدر بيان إنشائي وكالعادة حول الملف الى لجنة الانضباط التي لا يعرف متى تجتمع. كنا نتوقع أن يصدر الاتحاد قراره عقب الأحداث مباشرة ولكن للأسف تنصل عن مسئوليته ونقول لو كان أصدر عقوبات منذ مباراتي كأس السودان والدوري في الموسم قبل الماضي لما حدث ماحدث الآن. لن ينصلح الحال إن لم يملك الاتحاد الشجاعة ويتخلى أعضاؤه عن العاطفة والميول لأن غالبية الأعضاء عبارة عن مشجعين بدليل الخلافات التي تشهدها كل الاجتماعات. ابعدوا سياسة الموازنات واردعوا كل من يخرج عن الانضباط.