إنها الديمقراطية التي كلفتمونا بحمايتها .. نعيدها إليكم لتقوموا على حمايتها بأنفسكم!! بهذه الكلمات البسيطة – القليلة العدد .. كبيرة المعنى – خاطبت المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) الشعب الألماني في بداية انتشار جائحة الكورونا، تكلف شعبها بتولي مسئولية استثنائية، وهي هنا القيام بواجب حماية الديمقراطية بنفسه ولنفسه .. وتنفيذ سلطة الرقابة على الذات .. وحتى يتم بلوغ أهداف معينة وبوسائل واستراتيجية مكافحة وطنية معينة! .. إستراتيجية بدأت قومية، ومع الاقتراب من الهدف أصبحت ولائية ، ثم محلية، ثم فردية بعد الفك التدريجي للحظر .. استراتيجية مرنة ومتحركة(flexibel and agile) تعتمد على الفرد (الناخب الحر) في تطبيق إجراءات الوقاية من العدوى وخطورة ومكافحة تفشي الوباء وارتفاع عدد الضحايا! ومن النموذج الألماني نجد ان الدولة بادرت بالتفاعل السليم والصحيح مع الجائحة، وذلك باعتمادها على وعيّ الفرد ودوره في المكافحة .. كما قامت بدور التوعية الفعالة في المجتمع لتحمل هذه المسئولية الفردية .. ثم وفرت أماكن العزل والاحتياجات الطبية والسريرية ومراكز الطوارئ والطاقات البشرية .. قامت بتغطية احتياجات الناس بل تعويضهم دون استثناء وبروقراطية لسد هذا النقص .. ثم فرضت الحظر! ثم وضعت هدفا (واحدا) .. وهو هنا ان يكون معدل (reproduction) إعادة إنتاج ال(Covid 19 ) أقل من (واحد لواحد) وهو الآن (0,78) في برلين ما يعني ان عشرة أشخاص مصابين ينقلون العدوى لسبعة أشخاص معافين! فما هو الهدف او ال(Benchmark) الذي يعتمد عليه في التقييم في الحالة السودانية؟ من الصعب إخضاع السودان لتوصيات ال(WHO) او أي إجراءات مكافحة معيارية .. ما لم يفهم العامة كلام السيدة ميركل وهو هنا : في أسلوب تداول الإشراف على الديمقراطية بين الحاكم والمحكوم .. وما لم يُسمع كلام وزير الصحة السوداني وطاقم إدارته وهو هنا في: التباعد الاجتماعي – التباعد البدني – لبس الكمامات – العطس والكحة في معزل -اتباع إرشادات الوقاية والتبليغ! وقبل كل شيء قول الرسول(صلى الله عليه وسلم) : (اعقلها وتوكل).