نذ أن بدأت لجنة تفكيك التمكين ومحاربة الفساد إقامة مؤتمرات صحفية منتظمة إعادة إجلاس المشاهدين لمتابعة قراراتها المدهشة تارة والموجعة تارات والتي لم تدع للكثيرين القدرة على جلب النوم لجفونهم وراحة البال لقلوبهم التي أرقها السهر والسهاد لأن رسالة لجنة محاربة الفساد " سيصرخون " خرمت آذانهم وجفلت أحلامهم وغادرهم الأمان .. الكثيرون يعتقدون أن هذه اللجنة هي الوليد الشرعي والبار بأهله جحافل صانعي ثورة ديسمبر المجيدة من شباب وكنداكات وشيب وقطعاً فإن الكثيرين أيضاً بردت اشتعال قلوبهم نتيجة الضيم الذي لحق بهم خلال الثلاثين عاماً من حكم حكومة مقطوع الطارئ … وقطعاً كثيرون أيضاً يحفرون الحفر ويخربشون بأظافرهم المسمومة لسلبها أنفاسها وإعاقة مزيد من مؤتمراتها لكشف المستور لعموم أهل السودان … وبالأمس تم تسمية الخبير الاقتصادي عبدالحفيظ كودي مديراً للإدارة العامة بوزارة المالية المسؤولة عن كل الأموال والعقارات والشركات والمزارع والأراضي التي تم استردادها بواسطة لجنة تفكيك التمكين .. إن النصف الأهم الذي سيملأ كأس الشهد والعسل ليس هو كشف التلاعب في الأموال العامة وخرق القوانين والأنظمة فديوان المراجع العام كان بين الفينة والأخرى تأتي بين مضابط تقاريره السنوية ما يقول هذا وذاك وتدور الدوائر والأيام والسنوات وتطوى صفحات التقارير .. أما قيام لجنة يترأسها خبير تابع لوزارة المالية تصب في مواعينها كل الأموال والعقارات الشركات المزارع والأراضي والميادين والحيشان وربما الذهب والمراكب والطائرات ليتم غربلتها وتنظيفها وتنقيحها وفتح ملفات توثيقية منضبطة بتفاصيلها وقيمة أصولها الحقيقية فهذا شأن يؤطر للشفافية ..والمصداقية والوطنية. من المهم لذات المشاهدين الذين جلسوا متحلقين أمام التليفزيونات انتظاراً لقرارات لجنة التمكين وإعلان ما وضعت أياديها عليه من فساد استشرى تدميراً في جسم الاقتصاد وتمكيناً طال أيضاً ما يمكن تصنيفه بمؤسسات وطنية ظل الكثيرون يتفاخرون بها هذا إذا تجاوزنا الخطوط الجوية والبحرية السودانية وشركات الاتصالات بل وصل لكشف الغطاء عن فساد موجع ومر طال ما يعرف بالشقق الفندقية وفندق الهيلتون والنقل النهري شريان الحياة بين سوداننا وجنوبنا وكلنا إخوان وغيره يجعلني أكاد لا أصدق نعم الكثيرون كاد هذا الملف يصيبهم بالصدمة القاتلة ألهذا الحد كانت الأموال والأصول العامة رخيصة … الإدارة التي أنشئت بالأمس مسؤولياتها متعاظمة تتجاوز توثيق هذه الثروات والمنقولات بأحدث الطرق العلمية والبدء في تكوين لجان كفؤة ومتخصصة لتقييم أسعارها الحقيقية والعمل عبر لجان مناقصات مبرأة وقادرة من كفاءات وطنية بأذرع محكمة لإعادة تدوير إيراداتها إلى مواعين الاقتصاد الوطني وقطاعنا الإنتاجي من زراعة نمتلك فيها قيمة مضافة عالية وتعديناً يبشر بالخير الوفير وخدمات تساهم في انسياب رؤوس الأموال والاستثمارات للوطن دون عقبات. من المهم إعطاء هذه الإدارة صلاحيات واسعة ودعمها بكفاءة موثوقة لأن تسمية الخبير كودي الذي سبقت أمانته الصارمة وكفاءته العلمية والعملية سيبرد القلوب لإعادة إدارة هذه الأموال بأحدث ما وصلت إليه الشفافية والتجرد ويبقى الوطن في حدقات العيون ويا " كودي " أبقى عشرة كما تقول سيرتك. إعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر