الأمر الذي لا يعلمه الجميع أن هناك علاقة حب كبيرة بنيت على الاحترام والتقدير كانت تجمع بين الراحلة د.عفاف الصادق وزوجها الفنان أبو عركي البخيت، و ظل حبل الود والحب متصلاً بينهما، وكانت سنده و عضده و ثوب سترته في أحلك الظروف التي مرا بها ومن بينها عندما تم إيقافه من الغناء ليصبح عاطلاً بلا مهنة كانت وقتها زوجته د.عفاف تعمل في الإذاعة السودانية، وكان يقوم بايصالها كل صباح وينتظرها حتي وقت انتهاء الدوام، لم تشعره يوماً بأنها تضجرت من الواقع الذي تبدل ووصل بهما مرحلة الفقر بل كانت أكثر صبراً وهو ما أكدته في مواقف مختلفة، إلى جانب عفتهما بالرغم من حاجتهما في ذلك الوقت للمال حتى يأسسا بيت الزوجية ولكن فضلا أن يبنيا حياتهما بالبسيط وهما على قناعة تامة بأن الرزق من المولى عز وجل و فوق كل ذلك عرف عنها ثقافتها الكبيرة و حنكتها و قوة شخصيتها و طيبة قلبها. (2) لم تكن الراحلة د.عفاف الصادق مجرد امرأة عادية في حياة رجل بل كانت كتلة من إبداع لا متناهي فإلى جانب عملها وتميزها في العمل الإذاعي كانت تجيد نظم الشعر الجميل لما تمتلكه من دواخل عامرة بالحب والصدق فكان أن كتبت لزوجها الفنان أبو عركي البخيت عدداً من الأغنيات من بينها (الجميل السادة) التي وجدت القبول، وكذلك تغني لها أبو عركي البخيت بأجمل الأغنيات، ومن بين تلك القصائد كتبت د.عفاف و هي تجاري كلمات أغنية (اخاف أسأل) التي صاغ كلماتها الشاعر حسن السر والتي تقول فيها : (أنا برضي بخاف...يشيلوا الناس عقاب اسمي...ويقولوا عفاف...كلام الريدة ذوب ناس ...ملك قلبي البلاك ما شاف...ويبقى الناس...كلامهم ديما داش عفاف...كأنه بلانا مافيش حد...عرف الريدة اتفنن...وزاد أوصاف تقول بس غيرنا ما فيش زول...ضاق الحب عاش في حياته...فرهد وشاف...وبرضي بخاف). (3) إحساس الحب المتصل دوماً بينهما جعلهما لا يتركا مساحة للفرح تخصهما إلا ويحتفيا بها ومن بين تلك المناسبات الجميلة التي احتفيا بها أمام الجميع تبادلهما التهاني بمناسبة عيد زواجهما حيث كتبت وقتها د. عفاف على صفحتها الرسمية بالفيس بوك إلى زوجها الفنان أبوعركي قائلة: (الشكر لله على نعمة عركي...وشكري لأيام وهبتني من براحاتها ألوانا ندية شهي المذاق ..ندي الملمس ..حفي العطاء ..لأيامي معك مذاق متفرد...وطعم له لون الماء وانسياب ضفائر السحب حين يمشط جدائلها رذاذ المطر فيغني وقعها أغنية لقصة سطرناها ولم تكتمل ..كان احتفاء لا بانقضاء أيامه يحسب... ولا بمرور السنين تطفئ شموعه مضيئة هي أيامنا...رائعة هي أيامنا. ..شمعاتها فلذاتنا وإحساس لن تمسه عواصف الزمان... وكنه لم تستوعب سره العقول...كل عام أنت متكئ وملاذي ورجائي...وكل أقوالي أمام الله)، في الوقت الذي جاء فيه رد الفنان الإنسان أبو عركي البخيت برسالة تحمل ذات معاني الحب و الحنين كتب فيها قائلاً: (من قبل أكون وإنتِ تكونين في رحم الغيب كنا أجنة..ربنا بارك في أرواحنا و بمبدأ حبنا شكلنا..غصنين يانعين من الخضرة من شجرالجنة اتفرعنا ..كل سنة ونحن أكثر تماسكاً في هذا الزمن و إلى الأبد).