اللهم ارحم واغفر عبدك الفقير عبدالمنعم مكي القانوني الذي رحل عن الفانية بعد عناء مع المرض عمل بمؤسسة قطر للبترول ثم مستشارا بمؤسسة قطر للتربية والثقافة والعلوم أحد جيل النوابغ الذين شكلوا العلامة البارزة منذ السبعينات الروائي العالمي الطيب صالح والتشكيلي ابراهيم الصلحي والقانوني الفاتح عووضة والنطاس الزين النيل وبروف البيلي وميرغني حمور وخبير الاممالمتحدة د. حسن كشكش ود. عمر عبود ود .حسن ضرس وعبدالمنعم أحد مؤسسي الجالية السودانية المعروفين استقطبه الإعلامي حسن أبوعرفات لكتابة عمود" نقطة ضوء " بأول صفحة للجالية السودانية بصحيفة الشرق القطرية تناول بجوفها الشأن المجتمعي والقانوني وأطعمها بأنفاسه لتكون مؤسسة اجتماعية ثقافية جامعة لكل ألوان الطيف السوداني بالدوحة وبذل كثيرا من أفكاره ورؤاه القانونية للوائح والأنظمة وللمدارس السودانية يحب الأسفار وكنا كثيرا ما نأخذ منه ورفيقة دربة الحاجة ماريا خارطة للسياحة الخارجية كالهند وإيران حيث كان يوثق رحلاته بأسماء المدن والفنادق والأسواق التقليدية التراثية … رأس الجالية وكانت من أنجح الدورات التف حولها الكثيرون ووجدوا بها جسما حميما وأليفًا يعوضهم عن هجير الاغتراب، وكان المرحوم يؤمن بعطاء المرأة وبلملمة الاسر وخلال ترؤسه للجالية أقمنا سوقا خيريا مساهمة في قيام مقر للفرع النسائي للهلال الأحمر القطري وكانت فعالية ثقافية تراثية ناضجة و الأنجح وسط الجاليات العربية والأجنبية بقطر وحقق الجناح أعلى الإيرادات وتشرفنا بزيارة سعادة الشيخ علي بن جبر آل ثاني رئيس الهلال الاحمر القطري رحمة الله عليه، وكان مكي وراء تأسيس أول تجمع للمعايدة للاسر السودانية بنادي الغزال التابع لمؤسسة قطر للبترول حيث تتلاقى بعضها بعضا في انسجام ومحبة وكسانحة لكل من جاء الدوحة حديثا أطباء ومهندسين ومعلمين وصحفيين وعمال ان يتعارفوا ويلتقوا بالأسر ويتم تسهيل مبتغى الضيوف الجدد وبحسب عادات وتقاليد الزولات يجدوا أنفسهم وسط معارف وربما أهل وجيران في اول لقاء بنادي الغزال، وأنا أشد على يد رفيقة دربه الاخت ماريا وبجانبها ابنتها حديثة التخرج د. طاهرة وهم يستقبلون الاسر والأطفال أبديت فرحتي بهذه الفكرة الألمعية والتي هي بديل لطرقنا الأبواب ووضع ديباجة حضرنا ولم نجدكم فأخذتتي ماريا من يدي لأقول وجهة نظري لعبدالمنعم ويبدو ان بعض صانعي " خميرة العكننة " انتقدوا الفكرة وكتبت مقالا بصحيفة الشرق في فبراير 1997 شبهته بيرنار كوشنر وزير الصحة الفرنسي الذي ترك بلاد الحرية والنور لمتابعة مشفى أقامه بالسودان وكانت مبادرته صائبة بدليل استمرارها لأكثر من عشرين سنة ثم تحولت لفندق رامادا الدوحة قبل ان تفسدها بعض الأيادي الخبيثة وساس يسوس الذين لا يرون التحاما للحمة السودانية والتئامها للخير إلا سعوا لتفتيتها وبذر الفرقة والشتات بينها .. رحم الله الرجل الشهم الموسوعة القانوني ابن البلد الاصيل عبدالمنعم مكي والذي أبت نفسه إلا ان يكون حضورا ومشاركا وهو على الكرسي المتحرك ففجر وقتها ينابيع الفرح وأعاد للحضور سيرة معايدة نادي الغزال التي أنبت بذورها الطيبة وأسعدت أطفالنا وكل من جاء الدوحة زائرا أو مقيما … ما أحوج الجالية في هذا المنحنى المهم والوطن يؤسس لمسارات الديمقراطية والعدالة ان يسترشد بما رسمه الجيل الأول من المغتربين والذين توهجت وما زالت سيرتهم النيرة تشع كنواضر للفكر والعطاء و ظلت إضاءاتهم العلمية والعملية شعاعا وضاء وعلما لامعا يرفرف بين الجاليات وبروزنامة المؤسسات وفرجان وأحياء قطر الحبيبة المسطر في نجاحاتها ان الزولات رموزا إنسانية وهاجة أينما حلو . اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر [email protected]