السودان في قبضة اليسار.. وبين مطرقة اليمين المتطرف وسندان الوسط الطائفي! حمل الفيل وتمخض فأراً .. وهاهي الثورة تأكل ثوارها.. وتسخر من شهدائها.. وتفتح الأبواب لعرابي التمكين الجدد! المشهد مخيف ومحتقن بالفتن والمؤامرات.. وطموح الثورة والثوار أصبح متواضعاً بالأزمات المتجددة.. الدواء.. الغذاء.. الوقود.. والكهرباء … قفز الانتهازيون على صهوة الخدمة المدنية دون خبرة او كفاءة.. ومازال الجيش يمتلك ما يملك.. وما لله لله.. وما لقيصر لقيصر.. وما أشبه اليوم بالبارحة! فقدنا الوسيلة التي أساءت الإنقاذ استخدامها! وهي الله والطريق الهادي المستقيم .. منشغلون بأفكار وأيديولوجيات لتغيير الأنماط وقلب النظام الاجتماعي، في الوقت الذي نحتاج فيه للتغيير بإصلاحات حقيقية .. Reform State .. متحفزون لعقد شراكات وتحالفات خارجية في الوقت الذي نحتاج فيه للالتئام وعقد السلام ورتق النسيج الداخلي بين أبناء الوطن وتحديد الهوية السودانية.. (نشحد) باسم الثورة والديمقراطية الوليدة.. وفي نفس الوقت نستعرض للعالم إمكانياتنا البشرية والطبيعية الاستثنائية والهائلة!! ماذا تريدون يا حكومة؟ فقط العبور؟؟.. وهل يعني العبور فقط انتقالكم الى المرحلة الدستورية القادمة (بضبانتكم).. أم ان هناك توجها جادا.. محايدا وصادقا لحل مشكلات المرحلة والعبور بنور الكفاءات.. قفزاً على بحر الايدولوجيات الراكدة!.. وبترتيبات وإصلاحات حقيقية.. في شكل برامج وخطط تنمية شاملة ومستدامة؟ ما يهم محمد احمد السوداني هي برامج وخطط الوزارات والإدارات القومية الواضحة! وليس خطط وأهداف الاحزاب والاطراف المتناحرة! ما يهمه ائتلاف الرأي الداخلي وليس الإملاءات الخارجية! ونعم يهمه جداً العبور! ولكن ليس على سفينة نوح.. فهى تحتاج لثلاثين عاما أخرى!! وكل ثورة وأنتم بخير.