من كواليس حريق مخزن مصنع أميفارما الذى تم الأسبوع الماضي قصص اغرب من الخيال وقد تدخلت العناية الإلهية وجعلت الحريق يبعد عن المصنع ومنشآته مع أنه كان قاب قوسين أو أدنى. من أبطال الحريق صاحب(التنكر) الذى كان معبأ بالمياه ومر بالصدفة بمصنع أميفارما ساعة الحريق فنزل فى شهامة وساعد فى أطفاء الحريق واقسم انه لن يرجع حتى تتوقف آخر شرارة وقد اعاد الكرة كذا مرة بعد إعادة تعبئة التنكر بالمياه . ومن أبطال الحريق مطافئ الدعم السريع التى لبت النداء فى لمح البصر فور الاتصال بها من إدارة المصنع وكانت القوة الرئيسية فى اطفاء الحريق . ومن الأبطال العاملون بمصنع أميفارما فى حسهم الأمني العالي باخلاء المصنع والتعامل بحذر وانضباط . من خيرية حادث حريق مصنع أميفارما هذا التلاحم والحب الكبير وروح التضامن وقد عبر الجميع عن حزنهم واشفاقهم على الحريق الذى حدث فى مصنعهم . وهذه حقيقة فلم يكن مصنع أميفارما ملكا لأسرة الراحل رجل البر والإحسان محمد الأمين حامد فقط بل هو ملك الشعب السوداني الذى وجد هذا المصنع معه فى كل اللحظات الصعبة وهل هناك اصعب من لحظات الالم والمرض . كان بندول أميفارما يسكن الآلام بجنيهات معدودة وكانت المضادات الحيوية وأدوية الضغط والسكري ظلت اميفارما تحرص على الجودة والسعر المناسب فى زمن الجشع وتجارة الأزمات ولهذا كانت تستحق هذا التكريم الذى وجدته من الشعب السوداني وقد تدافع الجميع للمصنع ليسأل ويطمئن على مصنعه . والحمد لله أن الحريق توقف عند محطة المخزن الفرعي ولم يمتد للمخازن الرئيسية التى كانت تجاور المخزن المحروق ولم يمتد أيضا لبقية منشآت المصنع الذي كان أقوى من الحريق تحرسه دعوات البسطاء وتنير طريقه ابتسامات الأمل. الحريق فى جانب آخر سلط الضوء على أهمية الصناعة المحلية للدواء التى تجد تجاهل الدولة وتعمل فى ظروف بالغة الصعوبة تشتري الدولار من السوق الموازي وتفرض عليها تسعيرة غير عادلة وتغلق الأبواب فى وجهها حتى أصبح العمل فى صناعة الدواء يحتاج إلى معجزة كونية .