سقطت حكومة الإنقاذ وبدأت اللعنات تلاحقها من أقرب حلفائها الذين اتضح في نهاية الامر أنهم انتهازيون ليس الا واصحاب مصالح ، هم الذين تربوا على يديها (واكلوا من لحم اكتفائها ) من أحزاب وأفراد استفادوا استفادة قصوى وتنكروا لها بعد سقوطها وهذا حال ضعفاء النفوس لا يهمنا . محور الحديث قبل وإبان السقوط ركز على فشل الانقاذيين وانه لا حل سوى سقوطها والاتيان بكفاءات لاحزبية التي نراها اليوم.، وبعد استلام حكومة الكفاءات الحزبية والتي لاتخلو من المحاصصات والترضيات بدأت شماعة (الدولة العميقة)، ( دا خراب ثلاثين سنة ) وبعض من الاسباب الواهية اثناء عجزهم عن حل الضائقة التي اكد بعضهم أن الازمة في ادارة العهد البائد . الشي الذي اتى بعد ذلك طلب يد المعونة من الخارج والداخل آخرها مؤتمر الاقتصاد وقبلها ( القومة للسودان ودولار الكرامة) تخبطات ادارية وسياسات اقتصادية أدت إلى ما نحن فيه اليوم من أزمات متواصلة ناتج عنها صفوف في كافة اتجاهات المعيشة وارتفاع مستمر للأسعار ، كل ذلك أمام مراءة الكفاءات وتمنيا نزولهم في شوارع الخرطوم وبقية ولايات السودان لترى بأم عينها الازمات وندرة النقل العام التي لا تحل بأخذ بعض الواقفين لساعات طويلة وحملهم في عربة الوزير وغيره بل تحل بعيدا عن العاطفة والتسبب في الدولة العميقة بوضع سياسات وخطط بدءا بقصيرة المدى والاسعافية والاهم من ذلك متابعة ومراقبة تلك الخطط مابين السقوط والتغريدة حلول واهية لم ولن تغني من جوع.. والحل هنا بالاسراع في اتخاذ سياسات جديدة ومنهجية لدعم الانتاج والاعتماد على الموارد الذاتية التي اعتمدت عليها الحكومة في دفع تعويضات ضحايا الارهاب . كل السياسات وما نفذ منذ السقوط والى هذه اللحظة هل تم تقييمه بدءا بالسقوط ومرورا بدولار الكرامة وغيرها أم فقط تجريب لسياسات وتحصيل حاصل ؟ وسؤال يطرح نفسه هل الازمات ومشاكل الاقتصاد التي نحن فيها اليوم تُحل سياسيا بدعم حزب او شخص ورفع اسهمه الى اعلى دون ان يقدم شيئا لوطنه ام في الانتاج ومواكب العمل وليس المليونيات والمواكب والهتافات؟ التغريدة تلك الاسطر التي انتظرها بعض من المواطنين وفرح بها ،وعبرت المكونات السياسية الفاشلة عن فرحتها التى لم تنجح حتى في تقديم روشتة ناجحه لحل ازمة واحدة، فرحت بتغريدة وليس بقرار نهائي يخضع لكثير من التفاصيل والتبعات وحتى اذ افتضرنا انه قرار نهائي هل ستمطر علينا الدول الاوربية وامريكا دولار وذهبا ام اعتمادنا على ذاتنا فقط الذي سيجعلنا اغنياء ولا نمد ايدنا لغيرنا؟ الفرحة المزعومة من البعض ، كان بالامكان أن تكون منذ ولادتنا نفرح أولا وأخيرا بإنتمائنا للإسلام ثم انتماء لاكبر بلد افريقي من حيث المساحات الشاسعة ومواردها الضخمة ونحزن جدا لعدم استفادتنا منها رغم الخبرات والكفاءات الحقيقية التي ستخرجنا من الازمات وترفع اقتصاد الوطن للامام. وكما نحزن ايضا لفساد انفسنا وطمعها والجشع المتواصل لذاتنا نود القول "ما لم نغير ما بأنفسنا والسياسات الداخلية وتقوية الداخل وعدم الانصياع لأي أوامر من الخارج لن نتقدم. وسيظل التذبذب وعدم الاستقرار الاقتصادى للبلاد مستمرا . كما ان السياسات الخارجية والتعامل مع الدول الاخرى ما عدا دولة الكيان الصهيوني التي هي عدو لمعتقداتنا ودين الإسلام ، غير ذلك نرحب بأي دول اخرى في التعامل وتبادل المنافع دون الإضرار بعزة وكرامة الوطن والاهم من ذلك عدم السعي لارضاء الآخرين مقابل دنيا زائلة حتى لا نقل من قيمة هذا الوطن الغني بموارده المختلفة وعزيز بأهله وشعبه.