حسين الخليفة الحسن ( 1942-2020م ) خيرٌما فعلته السلطة الانتقالية المثقلة بالهموم هو تجميل وتحسين وجه السودان إقليمياً وعالمياً؛ حتى صار نجماً ساطعاً يملأ الأفق كبرياءً وبهاءً وإشراقاً ؛ فيا ولاة أمورنا أمامكم فرصة تأريخية ودروس وعِبَر تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ ووحدوا الصفوف وأشحذوا الهمم وانبذوا الجهوية والعنصرية والإثنية البغيضة والأنانية وحب الذات وتواثقوا على كلمة سواء بتشكيل حكومة انتقالية رشيقة ونزيهة وأمينة وقوية بلا محاصصة ومن الأكفاء والأخيار بها نعبر إن شاء الله وبها ننتصر وبها نتلافى الانزلاق ونخرج من النفق المظلم، وإلا ستغرق السفينة كما أنشد شاعر العرب: ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالكَها إنّ السفينةَ لا تجري على اليَبسِ. حفظ الله الوطن الحبيب. (عاشق الوطن حسين خليفة تلفون 0918215002) بهذه الكلمات الوضيئة المترعة بعشق الوطن وقلمه الوثاب وقريحته المتقدة وروحه الشابة رغم تقادم العمر ورهق السنين ختم المعلم الخبير "حسين خليفة الحسن" حياته وهو القائد التربوي والكاتب والمؤرخ والباحث وأحد أفذاذ معلمي جيل الستينات والسبعينات الذين حفروا طريقهم نحو المجد في صخور العطاء والإنجاز وتتلمذ على يديه المئات من العلماء والأدباء والأطباء والمهندسين الذين ملأوا الدينا وشغلوا الناس .. كان هذا دأبه وكان هذا ديدنه تتعدد كتاباته وتتنوع لكنها كلها تدور وتتمحور في أقانيم ثلاث (الوطن – الدويم – بخت الرضا)، فالوطن عنده معين لا ينضب وحبه الكبير وعشقه الأبدي الذي لا يفنى ولا يتبدد ولا يمل الحديث عنه مرشداً وناصحاً، والدويم مدينة الخير والجمال بلد شقيقه سر الختم الخليفة والمحجوب ورهطٌ من العلماء والساسة والمفكرين وعهود مشرقات بالعطاء والمنى أرض المولد والنشأة والدراسة ومهد الصبا والطفولة ما فتئ يتحدث بسحرها وجمالها وعظمة رجالها وكرم أهلها ،وبخت الرضا والبخت فيها وفي واديها ومعهدها العتيد أيقونة التعليم ومعقل العلم والعلماء والرمزية الخالدة في قلبه وقلب كل سوداني دائماً حاضرة معه في حله وترحاله؛ واليوم يشق عليَّ أن أكتب كلمات رثاء في حقه فقد اعتاد قراء "السوداني" على مطالعة عموده الراتب "همس الكلام" في كل ثلاثاء وشاءت إرادة المولى أن يختاره الله إلى جواره يوم الثلاثاء الموافق "1/11/2020م" كان فقده مفاجئاً ولسانه لا يزال رطباً يلهج بحب الوطن وعشقه والدعوة الصادقة إلى توحيد الكلمة ونبذ الخلافات بالحكمة والموعظة الحسنة؛ حتى ترسو السفينة على بر الأمان، لكن مشيئة الله كانت الغالبة؛ وبفقده فقدت البلاد وقبيلة المعلمين والمنتدى التربوي السوداني أحد حداة ركبه ومؤسسيه نجماً ساطعاً وقمراً منيراً.. مضى حسين الخليفة بعد رحلة حافلة بالعطاء إلى حياة أفضل مع الصديقين والأبرار، وترك لنا وطناً مثخناً بالجراح وحكاية لم تنته فصولها بعد؛ فنم غرير العين أيها المعلم الجليل ووداعاً … وداعاً فسفينتنا لا تزال تتوكأ على عصا الترحال ولم ترسُ على بر الأمان !!. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.