مساء الاثنين حينما فتحت الاجواء البرية والجوية والبحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر تناقل الكثيرون الخبر بعضهم بحذر وريبة وآخرون بتفاؤل وفرح والذي تعزز بلقاء دافئ وعناق حميم الثلاثاء 5 يناير 2020م بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والشيخ محمد بن سلمان بمهبط مدينة العلا بالمملكة. العربية السعودية والتي يبدو أنها اختيرت بعناية شديدة لتكون بقعة لالتحام منظومة دول مجلس التعاون الخليجي بعد ثلاث سنوات ونصف من الخصام والتنافر والحصار سيء السمعة والذي بأي حال من الأحوال لم يكن فال خير علي أى طرف لما يربط أهل الخليج بعضهم بعضاً لحمة الدم والنسيج الاجتماعي المتغلغل في العظم هذا إذا تجاوزنا المحيط الجغرافي المتداخل والأرضية المشتركة في مفاصل الحياة ..والشراكات الاستثمارية الضاربة الجذور بين دولها والمصالح التجارية المتشابكة. القمة التي كسرت الحواجز وقفزت للاهداف بالعلا شدت انتباه المحيط العربي والإقليمي والدولي فدول الخليج تتمازج ضمن الحراك القوي اقليميا وعالميا وتشكل ارقاما لا يمكن تخطيها ضمن المنظومة العالمية ومتغيراتها وهي بقعة فاعلة ومؤثرة في الميزان الاقتصادي و السياسي العالمي الاقليمي العربي والاسلامي وأياديها طويلة في الفعل الانساني والنهضة والتطور العلمي . فترة الحصار والتي امتدت لثلاث سنوات ونصف بالتمام والكمال كان أقساها أنها طعنة أخ وقريب ولكن بفضل الله وجهود الخلص من نفس جسد الخليج دولة الكويت بقيادة طيب الذكر الشيخ صباح الأحمد والذي استطاع رأب الصدع وتهدئة الخواطر وقيادة جهود مكوكية أوصلت السفينة لمرسى العلا الذي ستنضج بنوده بتروٍ ورؤية واضحة خاصة وان فترة الحصار لا أعاد الله سيرتها جعلت من كل بقعة ودولة من دول مجلس التعاون الخليجي تسعى للتميز والتقدم وسد الثغرات وبناء القدرات المحلية والتشابك وفي كل الاتجاهات مما يجعل من القدرة على بناء وشائج أكثر متانة ورصانة وقوة لكيان مجلس التعاون الخليجي في ثوبه المتجدد أكثر حظاً وضرورة ملحة لإعادة بوصلته للأمام . فهذه الدول اليوم ليست هي دول الأمس فقد تدفقت مياه كثيرة وعميقة خلال هذه الازمة محليا وعالميا مما يحتم وضع هذه المنظومة في قواعدها الصحيحة وتنقيح مساراتها لاستخلاص المفيد فالعالم مجراته تتحرك بأسرع من سرعة الصوت والجبهات التي تهدد الاستقرار أكثر من التي كانت بالامس وميزان اقتصاديات الدول تتغير والسياسة ايضا تتمحور والقدرات ايضا تنضب وتشح .. وما عاد القرب الجغرافي وحده هو الذي يحتم الضرورات فالعالم اليوم كما يعلم الجميع صار بيتا واسعا مفتوح الساحات وتتحكم به ضغط الأزرار وتكنلوجيا المعرفة .. وها هي جرثومة كورونا ما زالت خفية تهز عروش أعتى البلدان وأقواها …وكادت كوفيد 19 تركعها وتخرجها من مسارات التقدم والرقي .. مبروك هذا الصلح والذي حدث الناس عن صفاء السريرة وعزيمة أبناء اللحمة الواحدة لتجاوز العقبات ومخاض عسير لبناء كيان اكثر قوة ينفع ولا يضر ويعزز اقتصادها الذي تاثر كثيرا بجائحة الحصار البغيض . إعلامية كاتبة [email protected]