في زيارةً هي الثانية من نوعها يتوجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان اليوم "الأربعاء" إلى دولة قطر بدعوةٍ من أميرها الشيخ تميم بن حمد، حيثُ تستغرق يومًا واحدًا. وتأتي هذه الزيارة عقب زيارة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، في أواخر يناير حيثُ كانت أولى الزيارات لوفدٍ حكومي سوداني إلى قطر، عقب سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في ال11 من إبريل 2019م، وعقب توترٍ في العلاقاتِ بين البلدين في السابع عشر من إبريل 2019م، ولعل مفارقة التاريخ أن يشهد إبريل بداية توتر العلاقات، وبداية انتهاء ذلك التوتر. اهتمام الدوحة "السودان يتطلع لأن تكون علاقاته مع قطر في مسارها الطبيعي" هكذا قال وزير الخارجية السوداني السابق عمر قمر الدين في تصريح بعد أول زيارة لوفدٍ حكومي سوداني رفيع إلى قطر ترأسه النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان "دقلو". وقتها قال قمر الدين إنّ الوفد السوداني أجرى مشاورات لربط عمليتي سلام "الدوحةوجوبا"، حتى تكتمل حلقات السلام الشامل في السودان. واليوم "الأربعاء" تأتي زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، للمضي قُدمًا وفق تحليلات لإعادة مسار العلاقات بين البلدين ، حيثُ شهدت توترًا عقب سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير. تأثير إقليمي الكاتب الصحفي محمد مصطفى جامع قال في حديثه ل(السوداني) إن زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان تمت بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد. ويرى جامع أن الزيارة تعكس اهتمام الدوحة بالعلاقات مع السودان، إذ يتمتع السودان بثقل وتأثير إقليمي جعلهُ محط أنظار العالم بما فيها القوى الكبرى، متوقعًا أن تحظى الزيارة بأهمية كبرى وتناقش عُدّة موضوعات مثل تعزيز الاستثمارات القطرية في السودان والمساهمة في تنفيذ اتفاقية سلام جوبا والعلاقات العسكرية المتطورة بين البلدين. وتقدر الاستثمارات القطرية بالسودان بنحو 3,8 مليارات دولار، حيثُ تحتل الدوحة المرتبة الخامسة بين الدول الأجنبية التي تستثمر في البلاد. ويشير جامع إلى أن العلاقات السودانية القطرية مرت بنوعٍ من الفتور في أواخر عهد النظام السابق ودخلت مرحلة من البرود بعد الثورة نسبة لتقارب المكون العسكري وبعض المدنيين مع المحور الإماراتي السعودي. وأضاف: صحيح أن العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوموالدوحة لم تنقطع تمامًا، لكن لم تكن هناك زيارات متبادلة خاصة من جانب السودان، فأول وفد سوداني رسمي زار الدوحة كان بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان "دقلو" نهاية يناير الماضي. إعادة علاقات من جانبه قال الخبير العسكري اللواء أمين إسماعيل مجذوب إنّ زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان تأتي بعد انقطاع طويل دام ثلاثة أعوام حيثُ كانت هناك تداخلات أدت إلى هذه القطيعة أهمها زيارة وزير الخارجية القطري إلى السودان التي حدث بها خطأ برتوكولي. يُذكر أن السلطات السودانية رفضت في إبريل 2019م استقبال وفد قطري برئاسة وزير الخارجية القطري، وتسببت تلك الحادثة في إعفاء وكيل وزارة الخارجية من منصبه. وقتها قال المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين الكباشي إنّ وزارة الخارجية السودانية أصدرت بيانًا عن الإعداد لزيارة وفد قطري إلى البلاد دون التشاور مع المجلس ودون علمه. ملفات الزيارة ويمضي اللواء أمين مجذوب في حديثه ل(السوداني) مشيرًا إلى أن لدولة قطر أدوارا كبيرة وثمينة في سلام دارفور، حيثُ رعت اتفاقية الدوحة للسلام وقامت ببناء قرى نموذجية وعملت على إنشاء بنك دارفور برأس مال قُدّر مليار دولار. وحول الزيارة وأجندتها أوضح مجذوب أن الزيارة سبقتها زيارة تمهيدية لنائب رئيس مجلس السيادة السوداني ووفد رفيع مهد إلى إعادة العلاقات التاريخية. وأضاف: أهم أجندة الزيارة إعادة العلاقات بين الدولتين، ولا توجد ملفات بها خلافات وأنما التأكيد على العلاقات بين البلدين، وزيادة الاستثمارات القطرية في السودان، الأبواب مفتوحة الآن أمام إقامة علاقات تخدم مصلحة البلدين. وتابع: في تقديري ستفتح الزيارة المجال أمام الاستثمارات القطرية وعودة العمالة السودانية وتتويج كل الأنشطة الخاصة باتفاقية السلام في الدوحة، وبنك دارفور للأعمار، هناك استثمارات قطرية ضخمة اقتصادية واجتماعية، وعلاقات عسكرية متينة، واستثمارات في شرق السودان، وإعمار ميناء سواكن بالمشاركة مع الحكومة التركية. زيارة حميدتي عند زيارة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، ولقائه بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد في يناير بحث اللقاء العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها ، بجانب التطورات الإقليمية والدولية لاسيما تطورات الأوضاع في السودان والوضع على الحدود السودانية الإثيوبية. وبحسب تقارير وقتها قدم حميدتي للمسؤولين في قطر عرضًا عن الوضع في السودان والتحديات التي يواجهها على ضوء الخلافات مع إثيوبيا. وقال حميدتي وقتها في تغريدة لهُ بتويتر: إنّ زيارته للعاصمة القطريةالدوحة تأكيد على عمق العلاقة بين البلدين، ولتعزيز التعاون المُشترك في المجالات كافة لصالح الشعبين وشعوب المنطقة. يذكر أن هذه الزيارة وقتها أتت ضمن حملة دبلوماسية للسودان لتوضيح موقفه للدول العربية والافريقية حول مفاوضات سد النهضة والتوتر الحدودي مع إثيوبيا.