وبكل وضوح ! أوجد الله (الذكاء الفطري) لتسهيل حياة الإنسان من أجل العبادة فقط.. وأوجد الإنسان (الذكاء الاصطناعي) (AI) لتسهيل حياة الأنسان من أجل الاستهلاك فقط!.. ولكن!.. إذا كان الله (يدبر بحكمة).. وكان الإنسان (يفكر بذكاء).. فكيف نصف (مقدرات) الحواسيب الذكية إذن؟ فى أفضل الأحوال هو ليس ذكاءً بل مقدرات مبرمجة أو (مكتسبة) عن طريق التعلم الذاتى للبرمجيات استدراكاً وليس وعيًا! مثلها مثل الشياطين تسترق السمع وتستنبط ما لاتفهم وتخبر الإنسان بما لايعرف او يستطيع!.. والشياطين أمم (طيبة وشريرة) لاتعترف بالحدود ونجدها في أي مكان.. لا نراها.. ولكننا نتعامل معها دون ان ندرك.. وننسى مع ذلك أن مهمتها الرئيسة هي (الغواية).. وكذلك الخوارزميات الذكية! بعضها خبيث وبعضها حميد.. بعضها يدخلنا النار وبعضها يدخلنا الجنة وما اكثر اهل النار من المسلمين ولان الأمر يتعلق فقط بتقنية (تبادل) المعلومات بذكاء مصطنع (AI) نجد ان هذا التبادل يتم بشكلين: الأول: يتم بين (برمجيات تشغيل) و (آلة مستشعرات) وهو الشكل الحميد ( الأتمتة البرمجية الآلية).. وهذه كالزواج لمن استطاع اليه سبيلا! ولكن يجب علينا أن نصل لسن البلوغ والنضوج التقني اولاً لنطلب يد هذه التقنيات!.. هذه التقنيات الذكية الرائعة نجدها في خطوط الإنتاج المتقدمة وغرف العمليات المتطورة وفي المساكن والطرق والمنشآت العسكرية الحديثة و….. و.. ولكنها تحتاج لبنية تقنية معقدة.. وجاهزية رقمية عالية.. ومقدرات بشرية متطورة للغاية.. فهل يملك السودان حقًا هذه المكونات؟ أم ان الأمر لا يتعدى أحلام (حشاش بدقينتو)!.. هذه التقنيات (حكر) للثورة الصناعية الكبرى للدول المتقدمة وهي أدوات الحرب الصناعية المستعرة بين هذه الدول الآن وليس من بينها حتى الدول العربية الغنية جداً مثل دول الخليج رغم الامكانيات والخبرات المتوفرة!! ونحن بعيدون عن كل ذلك.. نحن في مرحلة ان تحتفل وزارة ب(آلة تصوير مستندات) وأن يجتمع أهم رجالات الدولة من اجل تدشين (موقع الكتروني) خالي من المعلومات! وما زلنا محتفلين ب(أورنيك 15) (net.) وكأنه الإعجاز في الإنجاز ! ولكننا نقول: نعم السودان مؤهل جداً ويملك خبرات عالية ولكن للأسف ليس على مستوى الادارة الحكومية.. والأمل هو في تلك الخبرات الواعدة والقطاع الخاص المتطور! والثاني: يتم بين (برمجيات تشغيل ذكية) والانسان (المستهلك) وهو أهم أدوات (العولمة) التي نعيشها اليوم في مجتمعاتنا المحافظة والمعزولة!.. وهدف هذه التقنية الذكية هنا هو فقط التسويق..،الربح.. ثم الاحتكار! نعم التسويق لكل شيء!! اهمها تسويق نمط عالمي موحد للتفكير والاستهلاك باستخدام كل الطرق والوسائل النفسية والاجتماعية لتحديد وتوحيد الرغبات الاستهلاكية في كل العالم.. وهذه قد طرقت أبوابنا منذ سنوات دون ان نعي ذلك جيدًا وهي الأخطر في مردودها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والحضاري لدولة عريقة ومحافظة مثل السودان! فنحن فرحون مندفعون بالعولمة ولا نعرف أن السم في الدسم ولا نميز بين (الغث والسمين) وهذا جزء من المؤامرة الذكية.. ولكن دولة واعية مثل المانيا الاتحادية ترفض أن يستهلك مواطنوها المنتجات الغذائية ال(big size)..لمردودها الصحي والاقتصادي السيئ فوضعت أسس ومعايير تعبئة غذائية تضمن الاستقرار الصحي والاقتصادي للمستهلك الألماني.. نفس الدولة تحذر الدول النامية مثل السودان من التخلي عن الخيارات المحلية في نمط الاستهلاك والوقوع في فخ الاستهلاك الاحتكاري لماركات سلع غالية بمفهوم (قدر ظروفك) (small sizes )!…وترك الخيارات والمنتجات المحلية لصالح الشركات الاحتكارية الكبرى. هذه الشركات تدفع الأموال الباهظة لتمويل دراسات التسويق في كل العالم وتستخدم لذلك كل الوسائل النفسية والاحتياجات الاجتماعية و التأثيرات العصبية المؤثرة في عملية الشراء ودراسة أنماط التفكير الاستهلاكي وفن مقاربة وتوحيد الأذواق والايحاءات الذكية المبرمجة للعملية التسويقية وحتى ال(حلال) أصبح اليوم ماركة تجارية تجاوزت القيم والحدود الدينية لتصبح نمط استهلاك وليس تعاليم دينية وذلك بفضل التسويق الذكي والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في التحليل والمراقبة الذكية لأنماط الاستهلاك وكيفية التعامل معها والتأثير عليها… على مستوى الأفراد والمجتمعات في كل أنحاء ألعالم! فالذكاء الاصطناعي المستخدم هنا لايقوم بدراسة (الاحتياجات) بل بدراسة (الرغبات) بعد توحيدها ومقاربتها بمفهوم (العولمة) لإنتاج وتسويق كل شيء.. نعم كل شيء.. وحتى (الثورات) أصبحت ذكية! وبكل وضوح! + برلين