سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
(كوكتيل) تعيد آخر حوار أجرته مع الفنان أبوعبيدة حسن قال إنّه لا يعرف أنّ الفنانين يُردِّدون أغنياته لأنّه لا يمتلك (تلفزيوناً)..! الفنان أبو عبيدة حسن: أنا مُهَدّد بالطرد من المنزل.. و(العين بصيرة والإيد قصيرة)!
تصوير: نزار عباس الفنان أبو عبيدة حسن من الفنانين الذين وضعوا بصمتهم في خارطة أغنية الطمبور بأغنياته وألحانه في وقت كانت قد ازدحمت في الساحة الفنية بعمالقة الغناء أمثال الفنان عثمان حسين وأبو عركي البخيت ومحمد وردي وآخرين، إلا أنه استطاع أن يثبت وجوده.. وُلد أبو عبيدة حسن بالولاية الشمالية، إلا أنّه استقر في الخرطوم وبدأ العمل في مهنة النجارة المُسلّحة مواصلاً مسيرته الفنية، ومرّت سنوات عمره الزاخرة بالإبداع والمليئة بالمواجع وذلك عندما مرض ومكث بالمستشفى فترة طويلة فغاب عن الساحة الفنية قبل أن يُغادر المستشفى في العام 2009 ليجد أنّ أراضيه في الساحة قد فُقدت، وكان تأثير المرض عليه واضحاً، حيث أفقده القدرة على عزف العُود لِعِلةٍ أصابت أصابع يديه، أشهر أغنياته (ما رضيناها ليك.. يا النسيتنا وما زرتنا.. عقد الجواهر.. إنتي تبري من الألم …إلخ) التي يُردِّدها عدد من الفنانين. (كوكتيل) حرصت على زيارته في منزله حيث يسكن وزوجته بمدينة أمدرمان بعد الوعكة الصحية الأخيرة التي ألّمت به فكان هذا الحوار الملئ بالمواجع والآلام…. *بدايةً.. أستاذ أبو عبيدة حسن حدِّثنا عن صحتك وأحوالك؟ صَمَتَ طويلاً قبل أن يجيب قائلاً: (كما ترين يا ابنتي الحال يُغني عن السؤال، فأنا أعاني منذ سنوات طويلة من المرض الذي أنهك جسدي حتى أصبحت أتوكأ على عصاة وأُعاني من عدم الوفاء واهتمام الآخرين بشخصي). *من ناحية صحية.. مِِمّ تشكو حالياً؟ أشكو من آلام مبرحة في أقدامي حتى أصبحت لا أستطيع الحركة سوى التحرك خطوات بسيطة جداً ولكن عبر المتوازي، كما لا زلت أعاني من جفاف الأصابع الذي منعني العزف منذ سنوات طويلة، بجانب مشاكل في البصر حتى أصبحت لا أرى إلا (طشاشاً) وبصعوبة شديدة. *هل جرّبت العلاج؟ العلاج لا يتوقّف وهناك من دعموني مادياً، ولكن في ظل الظروف المعيشية الحالية وغلاء الدواء أصبحت لا أستطيع حتى توفير رسوم مقابلة الطبيب لأنّ (العين بصيرة والإيد قصيرة) وأنا عاطلٌ عن العمل تماماً. *لقد زاملت مجموعة كبيرة من الفنانين.. أين هم الآن من محنتك؟ لقد انقطع الغالبية العظمى منهم في التواصل معي ولم أجد الوفاء سوى من القلة الذين لم ينسوا العلاقة التي جمعتنا، من بينهم الفنان كمال ترباس الذي ظل يسأل عني على الدوام ويدعمني مادياً ومعنوياً وآخرون. *قلت إنّك عاطلٌ عن العمل.. كيف تتمكّن من سداد إيجار المنزل الذي تسكن فيه؟ أنا غير مُؤجِّر للمنزل المُتواضع الذي أسكن فيه الآن، إنّما مُقيمٌ فيه بالمَجّان لحراسته والحمد لله سترني فترةَ طويلةَ، إلا أنّني الآن مُهَدّدٌ بالطرد من صاحب المنزل الذي أمهلني أياماً فقط للخُرُوج منه ولا أدري إلى أية جهة سأذهب بعدها، لأنّني لا أملك منزلاً ولا مالاً للإيجار. *أين صندوق دعم المُبدعين من حالتك؟ (الله أعلم)… *هناك عَدَدٌ من الفنانين يُردِّدون أغنياتك عبر قنواتٍ مُختلفةٍ.. هل يوفونك حقوقك المادية؟ أبداً.. حتى الآن لم يَأتِ فنانٌ يردِّد أغنياتي بطرق بابي لمنحي حقي المادي في ترديد الأغنية. *ألم تُحاول مُلاحقتهم لاسترداد حقك؟ ضحك وقال: (كيف ألاحقهم وأنا لا أملك تلفزيوناً لأعرف القناة التي بثت الأغنية أو الفنان الذي يتغنّى بها، إلا أنّ بعض الأشخاص يهاتفوني بأنّ (فلاناً يغنِّي غُناك في التلفزيون)، وأنا أقول لهم إذا كان لديهم ضميرٌ كان على الأقل يزوروني وَيَتَفَقّدُوا أحوالي. *ما هي رسالتك الأخيرة قبل الختام؟ الآن أشعر بالندم والأسف الشديدين لعدم الاحترام والتقدير الذي وجدته كفنانٍ قدّم للساحة الفنية الكثير، لذلك أُناشد عبر صحيفتكم المُحترمة، الدولة والقائمين على أمر الفنون في بلادي بأن ينقذوني من الطرد للشارع من المَنزل الذي أسكن فيه حالياً وذلك بتوفير منزلٍ صغيرٍ يسترني ويقيني شَرّ السُّؤال والذلة.