أبيي.. ليل طويل ونهار دامي!! تقرير: أحمد دقش هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته في السابعة من مساء أمس الأول وصل وفد من أعيان قبيلة المسيرية إلى منطقة أبيي وكان غرضهم التحدث مع قادة دينكا نوك للسماح لأبقارهم حتى تعبر بأمان إلى مرعاها وموضع الماء الذي ألفته واعتادت عليه لمئات السنوات دون مهددات، وبعد دخول تلك المجموعة إلى قلب المدينة بدت في الاتجاه الآخر من جانب دينكا نوك تحركات لمجموعة من الشباب وصفوا من الجانبين بأنهم متفلتون قاموا بإطلاق النار في اتجاه السوق وقاموا بمحاولة لحرق المسجد الذي يقع بقلب المدينة، ولكن القوات التابعة للبعثة الأممية (يونيسفا) تصدت لتلك الممجموعة ومنعتها من تحقيق أهدافها ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر من دينكا نوك، بينما قامت قوات اليونيسفا (القوات الإثيوبية) بتأمين وفد أعيان المسيرية والتحفظ عليهم منذ ليل أمس الأول بمقرها (مباني الأممالمتحدة) وحمايتهم. فرض هيبة صراخ أبيي هذه المرة سببه الدماء التي سالت على أراضيها والتي ربما تكون مهراً ومدخلاً لحل المشكلة بشكل نهائي، وفي الوقت الذي تحركت فيه قوات الدفاع الشعبي من منطقة المجلد والمناطق الأخرى صوب أبيي بعد اجتماع مطول تم من خلاله مناقشة التفاصيل والتوافق على ضرورة الدخول إلى قلب أبيي لإخراج وفد الأعيان الذين أوفدوا من قبل المسيرية (عمد ومشائخ) للتفاوض من دينكا نوك، ولكن في الأثناء التي تتحرك فيها قوات الدفاع الشعبي صوب أبيي كانت القوات الاثيوبية قد سيطرت على الموقف وفرضت هيبتها على الأرض وأعادت الأمور إلى طبيعتها. الضابط الأساسي ببعثة الأممالمتحدة بأبيي (يونيسفا) ريتكوكا قالت في حديثها ل(السوداني) عقب نهاية الأحداث إن الوضع في أبيي هادئ وأن القوات الدولية قامت بتأمين المدينة بما في ذلك المسجد وسوق أبيي، وأكدت أن الأوضاع هادئة وأضافت "لكنها تبقى غير قابلة للتوقع"، وذهبت ريتكوكا الى الحديث بتفصيل أكثر وقالت إن بعض قادة المسيرية حضروا إلى مدينة أبيي ليلاً، وأن البعثة الدولية يونيسفا قامت بحمايتهم طوال الليل، وأضافت "اليوم تحدثوا مع قائدة البعثة ورجعوا إلى المجلد بصحبة قوات مسلحة من البعثة"، وأكدت عدم تلقيهم تقارير عن وجود مجموعات دخلت أو حاولت الدخول إلى مدينة أبيي بسلاح سواء من المسيرية أو الدينكا، وقالت إن القوات تؤمن كل مداخل المدينة ومخارجها لضمان عدم دخول أي مجموعات مسلحة، وأضافت "رئيس البعثة تحادث مع قادة الطرفين لمناقشة الحالة والوضع والسماع لمخاوفهم وكل القضايا". أوامر رئاسية يبدو أن رغبة كبيرة عند قادة البلدين تمضي في اتجاه التسوية السلمية لقضية أبيي، ولكن في اتجاه آخر تعمل مجموعات على حل القضية عبر طرق أخرى، حيث وضعها الرئيس البشير ضمن خطابه الذي ألقاه من عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض إبان زيارته التي قام بها طلباً للاستشفاء، حيث أكد سودانية المنطقة وعدم التفريط فيها، وأنها ستظل أرضاً سودانية، وفي المقابل أصدر رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت قراراً بقبول المرشحين الثلاثة الذين سمتهم دولة السودان لتقلد المناصب التشريعية والتنفيذية، توطئة لتشكيل الإدارة المؤقتة للمنطقة بعد أن رفض ترشيحهم فى وقت سابق، وقال رئيس لجنة المراقبة المشتركة من جانب دولة الجنوب د. لوكا بيونق إن جوبا أبلغت رسمياً الآلية الرفيعة المستوى التابعة للاتحاد الإفريقى برئاسة ثابو أمبيكي بقبول قوائم المرشحين السودانيين، فيما أكد رئيس لجنة المراقبة من جانب السودان الخير الفهيم إبلاغ نظيره الجنوبي بقبول المرشحين الثلاثة، وقال إن القرار سيخضع للدراسة عقب الاجتماع مع الرئيس عمر البشير وأجهزة المؤتمر الوطني ولجنة الإشراف.