لماذا هذا التجمع الرباعي؟ لا شك أن الوضع الآن في دول جنوب الصحراء خاصة الساحل ما بين السودان وتشادوالنيجر محل اهتمام هذه الدول.. فالفراغ الأمني الحاصل في هذه الحدود أصبح ملاذا آمناً للحركات الإرهابية وتجارة البشر والمجرمين وتجارة وتهريب السلاح والمخدرات، وممارسات تتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية والأعمال غير المشروعة، وبالتالي وإيمانا من هذه الدول الأربع (السودان النيجر ليبيا وتشاد) ذات الحدود المشتركة والمتضررة من هذه الأوضاع، تمت الدعوة لاجتماع عاجل، الأول كان في نيامي ومن بعده بشهر عقد في تشاد والآن الثالث في الخرطوم. ماذا ناقشتم في اجتماع الخرطوم؟ موضوعات عدة، ولكن الموضوع الرئيسي كان للتوقيع على اتفاق عدلي وقضائي يسمح بتبادل المجرمين والخارجين عن القانون في هذه الدول الأربع. إذن سترحلون الليبيين من السجون السودانية؟ بالتأكيد، بعد المصادقة على الاتفاقية وتفعيلها، سوف نبدأ تبادل المجرمين وكل دولة من الدول الأربع ستقوم بعملية التبادل فيما بيننا. وماذا بشأن الاتفاق على غرفة عمليات مشتركة بين تلك الدول؟ نعم تم الاتفاق على قوى مشتركة تدير عملياتها عبر غرفة، إلا أن النقاش حولها أرجأ إلى الشهر المقبل بعد أن كلفت بهذه المهمة، لجنة لتنسيق والمتابعة، وهي معنية بالتداول حول هيكلة الغرفة وقيادتها وتكوينها وعددها وعضويتها، ونتوقع أن تكون نافذة بعد شهرين لتبدأ مهامها. هل ستُنفَّذ عمليات في عمق أي دولة؟ نعم معنية بتنفيذ "عمليات" داخل أي دولة، تكوين تلك القوى المشتركة سيكون بالتوازي في العدد والعتاد، وقيادة الغرفة أو العمليات ستكون متداولة ما بين الدول الأربع. وفي تقديري هي خطوة مهمة، ولكن لا ننسى أن ظاهرة الإرهاب عالمية ونتحدث عن قضايا المهاجرين غير الشرعيين وتجارة البشر لذلك على المجتمع الدولي أن يتحمل معنا هذه المسؤولية، وليبيا لم تكن يوما دولة "مقصد أو منشأة هي دولة معبر من الجنوب إلى الشمال، وبالتالي المتضرر رقم واحد الأول من هذه المواضيع هى ليبيا، لذا فالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية تحتم على كل الدول المحيطة بليبيا وجيران ليبيا التي تخرج منها هذه الهجرات أن تقف وتتحمل المسؤولية وأن تحمي حدودها، فمسؤولية حماية حدود السودان هم السودانيين. هشاشة الوضع الأمني في ليبيا الآن لا يسمح لها وحدها بالتصدي لهذه الظاهرة "الإرهاب والهجرات" والحد منها، الدول المستقرة هي "تشاد، السودان، النيجر" لا بد لهذه الدول أن تتوحد في سبيل أن تضبط حدودها على الأقل. على الرغم من أننا نرى أن حدود السودان هي حدود ليبيا وهناك تواصل وهجرة من الشمال إلى الجنوب وتصاهر. والحدود هي مصطنعة ولكن الوضع الراهن ونتيجة العولمة التي حدثت أن نضبط حدودنا بالدرجة الأولى تستقر أوضاعنا حتى لا تصبح بلادنا مرتعاً لهذه الجماعات الإرهابية والحد من تحركاتها بسبب هشاشة الوضع الأمني وضعف القوات الموجودة على الحدود، كلها عوامل خلقت أوضاعا مناسبة لتك الجماعات التي صارت تمارس فيها أنشطتها. هل هي بديل للقوات السودانية التشادية المشتركة؟ الآن الأمر تحول إلى اتفاق رباعي بدلا عن الثنائي.. ففي السابق كانت بين السودان وتشاد لجنة التنسيق والمتابعة التي تكونت في اجتماع الخرطوم وسيبدأ التنفيذ على الأرض فورا بعد الاتفاق على التفاصيل التي ذكرتها سابقا وتسمية قائد القوة. ما تزال الحركات المسلحة السودانية تنشط و تقاتل مع بعض الأطراف الليبية؟ نحن نعتقد، وبعيدا عن المسميات بوجود مرتزقة يتحركون في هذه المنطقة "الرخوة" للاسترزاق ولتقوية أنفسهم ووجودهم يشكل خطرا على "الكل" ليس على السودان أو ليبيا بل على الدول الأربع، وإذا تنامت هذه المجموعات المسلحة دون وضع حد لها يكون الوضع خطر جداً على الجميع. المقصود هو ليس محاصرتها في المكان الموجودة فيه وإن خطرها لا يتجاوز محيط وجودها.. أبداً هذه مجموعات تنمو وتترعرع وتقوى وبالتالي "مشروعها" يكبر يومياً وبالتالي الخطر سيُداهم الجميع. حالياً ليبيا صارت سوقاً عالمياً للسلاح؟ طبيعي، شيء طبيعي، أي دولة يصبح فيها فراغ أمني تحصل مثل هذه الأشياء، ما حدث في ليبيا حدث في الكثير من دول العالم، نحن الآن نبحث على استقرار في ليبيا، لكن طالما الحدود مفتوحة وطالما الدول جيراننا لم يساعدونا في "ضبط حدودها". السؤال هو من أين يأتي إلينا المرتزقة؟ قطعاً تأتينا إما من السودان أو تشاد أو النيجر، هؤلاء يتحركون في هذه الحدود لم ينزلوا من "السماء"!! هناك عصاباتٌ ليبيَّة تنشط في خطف وابتزاز الأجانب وتعمل مع جماعات ليبية؟ هذا يختلف عن "الارتزاق"، هؤلاء مجموعات خارجة عن القانون، نعم هم ليبيون استغلوا الأوضاع في ليبيا وضعف القانون وضعف مؤسسات الدولة وهو نشاط موجودٌ في الكثير من دول العالم. ربما موجود في السودان وحتى في أمريكا، ولكن نحن نتحدث عن أناس وافدين من الخارج مرتزقة يعملون لصالح أطراف ليبية معينة ومحددة. هؤلاء المرتزقة لديهم مشاريع أخرى بعيدة الأمد، وجدوا في الأوضاع التي تعيشها ليبيا مساحة ليكونوا فيها أنفسهم بصورة جيدة، وإذ تم إغلاق هذه البقعة يمكن أن ينتقلوا إلى فراغ آخر موجود. هل أعداد من تسميهم "المرتزقة" السودانية كبيرة؟ للأسف ليست لديَّ إحصاءات عن عددهم، ولكنهم موجودون، والأطراف الليبية التي تتقاتل مع بعضها البعض يلجأ عددٌ منها للاستعانة بأطراف خارجية للاستقواء به مقابل "المال". في المقابل، ليبيا صارت حاضنة للحركات المتطرفة؟ أنا قلت إن ظاهرة الإرهاب عالمية، وبالتالي على الجميع أن يتحمل مسؤولياته من خلال التنسيق والدعم. الدواعش ممن كانوا موجودين في سرت انتقلوا إلى جنوب ليبيا، يمكن أن يعدوا أنفسهم ويمكن أن يكون لهم مشاريع أخرى، والمنطقة التي انتقلوا منها كانت تحت سيطرتهم. الآن هم في الحدود ويمكن أن ينتقلوا إلى منطقة أخرى، يعني لا يجب أن نفرح أنهم في ليبيا، ربما ينتقلون بكل بساطة غداً إلى أي دولة من دول الجوار وبالتالي يجب أن نكون مستعدين لذلك بكل الإمكانيات، لم تكن ليبيا يوما مصدرة للإرهاب، ليست في دينينا أو ثقافتنا مثل هذه الممارسات. هل عدد السودانيين في تلك الحركات كبير؟ ربما يكون كبيراً، ليس لدي إحصاء بذلك ولكن هي حركات تضم أفراداً من شتى دول العالم. الوضع الآن في ليبيا وجهود التسوية؟ نحن في ليبيا نسعى لحل الأزمة سياسيا مع كل الأطراف الليبية، حكومة الوفاق ليست طرفاً في المشكلة بل أتت باسم الليبيِّين لذلك سميت حكومة وفاق، وبالتالي علينا أن "نمد" أيدينا إلى الكل، وأنا على قناعة بأن ليبيا لن تستقر إلا بوحدة الليبيِّين كافة وتوحيد مؤسساتهم، الآن هنالك خطوات جادة تُجرى لتسوية الأزمة ما بين الفرقاء وتسير في اتجاهات عدة وعلى رأسها توحيد الجيوش الليبية وأعمال الدمج والتسريح. تدفق السلاح الليبي للسودان؟ هذه عملية واضحة تدفق السلاح مسؤولية السودان، وعليهم أن يغلقوا حدودهم وكذلك النيجر.. ليبيا والليبيون لم يكونوا يوماً مصدراً للسلاح، لدينا الآن مشكلة ونحن "ملهيُّون" بها، من يصدرون السلاح معروفون من هذه الدول "تجار ومافيا"، والسؤال من يسهل عملية دخول هذه الأسلحة لبلدانهم؟ نعم الليبي تاجر والسلاح موجود في ليبيا لكنه غير مسؤول، أين يذهب، إلى السودان أو إلى دولة أخرى؟ هذه مسؤولية الدول، نحن نتحدث بمنطق الدول نحن نقول إن السودان أثّر علينا وهناك ممارسات خاطئة أو في النيجر. إذن هي دعوة لإغلاق الحدود المُشتركة؟ أبداً، نحن لن نسمح بإغلاق الحدود أو نطالب بذلك، ولكن نحمل المسؤولية الدولة المستقرة عندما كنا دولة مستقرة لم توجد تجارة سلاح