عندما تعاقد المريخ مع طاقم تدريب مصري بقيادة المدرب حسام البدري ذكر السيد جمال الوالي رئيس النادي إن القصد من هذه الخطوة نقل تجربة الأهلي المصري والعمل بكل اللوائح التي تحكم فريق الكرة .. وأكد أن المجلس سيمنح المدرب كل الصلاحيات دون تدخل حتى يحقق المريخ أحلام جماهيره والاستفادة من السلبيات التي صاحبت الأجهزة الفنية والإدارية في الفترات السابقة، وأضاعت كل الجهود. وبالفعل كانت البداية رائعة للمدرب حسام البدري الذي أحدث نقلة كبيرة وهو يفرض الانضباط على اللاعبين في السلوك والمظهر وانعكس ذلك على مستوى الفريق داخل الملعب في الدورة الأولى التي حقق فيها انجازاً عظيماً وهو يحقق الانتصارات في كل المباريات عدا آخر مباراة أمام الأهلي رغم أنه كان الأفضل وخسرها بسبب الضغط النفسي الذي تسبب فيه الإعلام المريخي وهو يطالب اللاعبين بالفوز بالعلامة الكاملة للدورة الأولى . ولكن واجه حسام البدري في الدورة الثانية الكثير من المشاكل بسبب عدم التزام دائرة الكرة ومجلس الإدارة بالقرارات التي أصدرها في حق بعض اللاعبين الذين خرجوا عن الانضباط وعلى رأسهم الثنائي بلة جابر وموسى الزومة الذين وجدوا حماية للأسف من بعض الإداريين وتعرض لحملة إعلامية من بعض كتاب المريخ بعد أن وصفه بعضهم بأنه ممرن وليس مدرباً وأن ماحققه مع الأهلي هو جهد مانويل جوزيه فكانت هذه واحدة من أسباب قرار حسام بالرحيل رغم إصرار رئيس المريخ وعدد من العقلاء على تجديد العقد. وبالتالي أقول للذين سألوني لماذا نجح حسام مع الأهلي وقاده للقب رغم المشاكل الكثيرة التي يعاني منها وعلى رأسها توقف النشاط والمشاكل التي فجرها الاولتراس والاتهامات التي تعرض لها رئيس النادي وأوصلته للحبس أن الأسباب هي أن حسام وجد من يسانده في فرض الانضباط والسبب أن للأهلي مبادئ لايمكن التنازل عنها ويكفي أن أشير إلى قرار إيقاف كابتن الفريق وأفضل لاعب في مصر أبوتريكة الذي رفض المشاركة في مباراة السوبر فصدر قرار بإيقافه وسحب شارة الكابتنية منه مع غرامة خمسمائة ألف جنيه مصري فالتزم الجميع بالقرار ولم يتدخل أحد وشاهدنا أمس الأول أبوتريكة يدخل في منتصف الشوط الثاني بتبديل تكتيكي وحرم من استلام الكأس. لهذه الأسباب نجح البدري وفاز الأهلي وخرج المريخ أمام فريق متواضع وفقد الدوري الممتاز لأن فريقه يفتقد لانضباط اللاعبين تساعدهم دائرة الكرة وأضرب مثلاً بخبر نشرته إحدى الصحف يفيد بأن أحد ضباط شرطة الحركة قام بنزع التظليل من سيارات اللاعبين الموجودة في فندق المعسكر فقامت الدائرة بالاتصال بمدير الشرطة فاعادها لهم . تخيلوا فريق أمامه مباراة حاسمة تتطلب التركيز يسمح للاعبين باحضار سياراتهم للمعسكر والذهاب بها إلى التمارين بدلاً من تخصيص أتوبيس كما كان يحدث في السابق حتى يتم خلق فريق الأسرة الواحدة ولن ينصلح الحال إن لم يجد المريخ من يفرض الانضباط.