بصوت مسكون بالحزن والعبارات المخنوقة تحدث والد الفقيد عبد الله طه محمد ل(السوداني) أمس، وقال: اتصل على صديق ابني الراحل الذي كان برفقته في السيارة عند الساعة الثانية من صباح الجمعة، ليخبرني بأن حسام تعرض لحادث وهو طريح الفراش بالمستشفى. وكشف طه عن أنه بمجرد تحركه صوب المستشفى، حتى عاود صديق ابنه الاتصال حاملا خبر رحيل حسام. ليصمت وتموت في جوفه الكلمات من ثم يواصل بعبرة تطعن في الحلق: واصلت طريقي إلى المستشفى والتقيت بصديقه الذي أخبرني بتفاصيل الحادث، وتدور حول أن دورية الارتكاز التابعة لأركويت عملت على إيقافهم، إلا أنهم رفضوا الوقوف، مبررا تصرفهم بأن دوريات الارتكاز درجت على ابتزازهم حسب حديث والد الفقيد الذي قال إن حسام كان عائدا من المطار برفقه صديقه الذي كان في وداع أحد أقربائه. مشهد ثانٍ.. السلطات تُعزِّي قبل أن يكمل والد حسام حديثه استأذن لاستقبال وفد من السلطات الرسمية التي جاءت لأداء واجب العزاء في الفقيد، وألقوا على مسامع الحاضرين كلمة تخفف عنهم الحزن الذي سكن الأفئدة، لافتين إلى أن المصاب جلل وأن الفقد واحد، وأنها إرادة الله وما أصاب المرحوم ما هو إلا قضاء وقدر، وغادر الوفد بعد حدوث بعض التوترات التي حدثت من قبل الشباب أقرباء الفقيد. مشهد ثالث.. سرادق العزاء داخل سرداق عزاء النساء كان الوضع مختلفاً تماماً، فلا صوت يعلو غير صوت النواح. (السوداني) أدَّت واجب العزاء مع والدة الفقيد الملكومة التي اعتذرت والدموع تملأ وجهها عن الحديث، قاطعة بأنه لا شيء يقال فجرحها أعمق من الحديث.. في ذات الاتجاه سارت شقيقته شذى التي اعتذرت هي الأخرى وهي تلتقط أنفاسها من بين شهقات البكاء. قفاز الحديث التقطته عمة الفقيد بدرية سيد أحمد التي امتدحت أخلاق المرحوم الذي وصفته بالبشوش، لافتة إلى انه تبقى له شهر من التخرج من الكلية الأردنية التي يدرس بها تقنية معلومات، مؤكدة أن حسام محبوب من الجميع ولم تتمالك نفسها وانخرطت في موجة بكاء، غادرت على أثرها (السوداني) المكان وفي العين دمعة لن تجف ووجعة لا يداويها الزمن. مشهد رابع.. الشكر للسلطات قبيل المغادرة النهائية، تحدث عم المرحوم عبد العظيم طه الذي شكر قيادات الشرطة على حضورهم، مؤكدا أنهم سيمضون في إجراءاتهم القانونية. فيما تحدث بحسرة وألم شقيقه الأكبر محمد الذي جاء صبيحه الجمعة إلى الخرطوم، إذ كان موجودا خارج الولاية قائلا إن صديق حسام ما يزال محبوسا لدى الشرطة وأنهم بانتظار أن يقول الحق كلمته.