أمس الأول ذهب مقرر المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة عبدالله أوبشار إلى قسم الشرطة ببورتسودان وصاحبه موكبًا كبيرًا من أبناء إقليم الشرق وانتظروا حتى خروجه ، ما اعتبره أعضاء المجلس أكبر دليل علىأن الرجل موجودًا ببورتسودان، وليس خارجها أو متخفيا ، وكذبوا الإعلان الذي تم نشره عبر بعض الصحف بأن أوبشار متهم هارب، معتبرين أن القصد منه تشويه صورته، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية التي تحفظ سمعته وكرامته . قضية شرق السودان تم طرحها منذ العام 1958م، وكان ذلك بحضور رئيس الوزراء وقتها عبدالله خليل، ولم تستجب الحكومات المتعاقبة إلى المطالب،وفي 1994م حدث تمرد على حكومة الإنقاذ وحمل بعض أبناء الإقليم السلاح لتنفيذ مطالبهم، وفي العام 2005م بعد اتفاق نيفاشا ثار أبناء الشرق مرة أخرى ، إلى ان تم توقيع اتفاق أسمرا في العام 2006م . ومنذ ذلك الوقت يعتقد أبناء إقليم شرق السودان أن الاتفاق لم يتم تنفيذ إلاجزء يسير منه، بما فيه ملف الترتيبات الأمنية، وبعد ثورة ديسمبر المجيدة رفضت بعض مكونات الإقليم مسار شرق السودان في اتفاق جوبا، وتم عقد مؤتمر سنكات في أكتوبر 2020م بحضور عدد من أعضاء مجلس السيادة، عدد من الوزراء، وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات من بينها إتاحة منبر تفاوضي لتنفيذ مقررات مؤتمر سنكات، وهذا لم يحدث خلال الثلاث سنوات الماضية. تاريخ الانفصال : الامين السياسي للمجلس الاعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة سيد أبوآمنه ، قال إن التصعيد الحالي في شرق السودان نتيجة للمطالبة المتكرر وهي إلغاء مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام ، وإيجاد منبر تفاوضي داخل الإقليم . وقال نحن نريد أن يذهب الشرق الى تحقيق مطالبة تحت جناح الدولة السودانية، ولكن الحكومة تريده أن يذهب الى اتجاه الانفصال ، ولا نرى حل ثالث . وأضاف : لا نريد الانفصال ، لكن إذا وقعت الخرطوم الاتفاق النهائي بين المجلس المركزي للحرية والتغيير والمكون العسكري دون إيجاد حلول لمشاكل الشرق سيكون هذا توقيت الانفصال ، وتابع :يئسنا من (شحدة) حقوقنا ل67 سنة ماذا نفعل ؟ سلكنا كل الطرق ولم يبقَ حل سوى انفصال الاقليم ،مستدركًا: الآن بالفعل وصلنا الى مرحلة الانفصال . سنبني دولتنا: ورفض أبوآمنة الاتهامات التي يسوقها البعض تجاههم وهي التحريض على الدولة او تهديد أمنها ، وقال الآن لا توجد دولة بل يحكمها رئيس بعثة يونتامس فولكر بيرتس ، وتساءل عندما طالب جنوب السودان بتقرير المصير هل كان يحرض شعبه؟ ولماذا مُنح النيل الازرق ودارفور حكما اقليميا ؟ وقال نحن لدينا حقوق ومايُقوله (الخرطوميون) ضدنا لا يعنينا ولا نهتم به ، لدينا تحالفات مع اقليم الشمال والاوسط وسنبني عليها دولتنا ولن تقوم علىإثنية أو قبلية . رد فعل : وامس الاول اغلق محتجون الطريق القومي عند منطقة الشاحنات ، كرد فعل لاعلان السلطات مقرر المجلس الاعلى للبجا والعموديات المستقلة عبدالله أوبشار متهمًا هاربًا، وفيما بعد استجاب المحتجون لطلب قيادات المجلس بفتح الطريق . واشار أوبشار في تصريح صحفي الى ان الغرض من اعلان أوبشار متهمًا هاربًا هو الإرهاب والتهديد والتشهير ، وإسكات الناس عن التطرق للمظالم التاريخية بالاقليم ، مؤكدًا أنه لم يهرب ولم يخف نفسه ، وقال لم تتصل به أي جهة أو يتلقى استدعاءات من السلطات بشأن البلاغ قبل الإعلان عنه في الصحف . يذكر أن اغلاق الطريق القومي الخرطومبورتسودان كان من الوسائل التي استخدمت لإسقاط حكومة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك ، احتجاجًا من مجلس البجاعلىعدم الغاء مسار الشرق باتفاق جوبا للسلام ، ومااسموه انتهاج سياسة الاقصاء والتهميش لقضايا الاقليم . مهام واختصاصات : ديسمبر العام الماضي أصدر رئيس مجلس السيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، قرارا يقضي بتشكيل لجنة عليا لحل قضايا شرق السودان برئاسة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو. وتم تعيين 3 من أعضاء مجلس السيادة في اللجنة، وتم تحديد مهام واختصاصات اللجنة في اتخاذ التدابير اللازمة بشأن إيجاد الحلول للوضع في شرق السودان،ومخاطبة جذور الأزمة والوصول إلى توافق يحقق الاستقرار، وتوحيد رؤية جميع مكونات الشرق للوصول إلى اتفاق يضمن تنفيذ المطلوبات التي تؤسس إلى تحقيق تنمية واستقرار وسلام دائم في الشرق، إلى جانب التنسيق والتواصل مع كافة الجهات للمساعدة في التوافق بين الأطراف المختلفة. أوبشار وترك : الخلافات في شرق السودان أصبحت بين مجلس البجا من جهة وبين قيادات المجلس فيما بينها من جهة أخرى، وأصبح ترك يقود مجموعة، ومجموعة أخرى بقيادة إبراهيم أدروب وأوبشار وتعتقد أن ترك أصبح مع المكون العسكري وابتعد عن قضايا الاقليم ، وأن 70% من أعضاء المجلس يعملون مستشارين لأعضاء بمجلس السيادة ، وهذا أدىإلى انشقاق المجلس . ورغم أن رئيس وزراء حكومة النظام السابق محمد طاهر إيلا قاد مبادرة إلى رأب الصدع وعودة المجموعة المنشقة من المجلس والتمسك بعقد مؤتمر سنكات ، إلا أنها لم تصمد وانهارت بمجرد الإعلان عنها ، ومايزال الطرفان بعيدان عن بعضهما ، ولعل هذه من المشاكل التي شغلت مواطني الإقليم مؤخرًا ، ولم يكن مستبعدًا أن تتطور. حكومة الخرطوم : نوفمبر الماضي أعلن المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة رفضه الاعتراف بحكومة الخرطوم ، ولا باسم سلطة أو مؤسسة أو إدارة مركزية أخرى قبل التوصل الى اتفاق بين سلطة الإقليم وحكومة السودان . وأشار إلىأن مجلس البجا هو السلطة السيادية المعترف بها لدى شعب الإقليم، لافتًا إلىأن اللجنة السيادية لتقرير المصير هي الحكومة الوزارية والتنفيذية للاقليم الى حين قيام سلطة تداولية دائمة . لكن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، محمد الأمين ترك، تبرأ من المطالبة بحق تقرير المصير، وقال إن البيان الذي يطالب بفصل الإقليم وتشكيل حكومة مؤقتة لايمثلهم،وقال نحن بريئون منه. وأضاف ترك في تصريحات إعلامية، إن البيان يمثل كاتبه فقط وصدر من صفحة "فيس" ليس لها قواعد على أرض الواقع، وتابع نحن من نمثل المجلس الشرعي لكافة قوميات البجا. وطالب كاتبه بتشكيل حكومته وفصل الإقليم إذا استطاع. ترك رفض الأمر رغم أنه قال في سبتمبر العام الماضي أنه سيعلن دولة شرق السودان إذا لم تستجب حكومة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك لمطالبهم من بينها إلغاء مسار شرق السودان باتفاق جوبا للسلام .