أوصى المؤتمر العلمي العالمي رقم (32) لجمعية اختصاصي طب الباطن، الذي اختتم أعماله مؤخراً بالخرطوم، بأهمية التعاون والتكاتف في هذه المرحلة الحرجة، لأنه مسؤولية الجميع، كما دعا وزير الصحة الاتحادي د.هيثم محمد إبراهيم، في الجلسة الافتتاحية، إلى التكاتف لتقوية النظام الصحي بالسودان، واصفاً إياه في ظل التعقيدات الحالية التي تمر بها البلاد (بالكبوة).. وأشار د.هيثم محمد إبراهيم، في حديثه أثناء مخاطبته المؤتمر العلمي العالمي الثاني والثلاثين، الذي نظمته جمعية اختصاصيي الطب الباطن السودانية، الذي انطلقت فعاليته بقاعة الصداقة بالخرطوم، أشار إلى التحديات التي تواجه البلاد من ناحية الجودة الصحية، قائلا: "نجد أنفسنا بعيدين"، منوهاً في الوقت نفسه إلى هجرة الكوادر الطبية، والمشاكل الصحية التي تواجه الولايات في الآونة الأخيرة، وتابع: "رغم ذلك السودان قطع شوطاً كبيراً في السيطرة على النظام الصحي"، موضحاً أن السودان ما يزال بخير من خلال إنتاجه للكادر البشري الطبي ومواصفات مواكبة رغم كل ذلك، وانتشارهم على مستوى العالم من خلال بصمتهم الواضحة في كل المجالات والتخصصات، بيد أنه لفت إلى بروز بعض الحالات المرضية خاصة في مناطق التعدين العشوائي مثل الضمور والشلل، موضحاً أن بعض الحالات بدأت تظهر في جبل عامر، في الوقت ذاته قلل من حجم مسؤولية وزارته نحو مقاومة ومواجهة الأوضاع الصحية لوحدها، بل يحتاج إلى تضافر مشترك، معتبراً أن الطب الباطن هو المسؤول الأول في المنظومة العلاجية بالكامل، وطالب بضرورة تفعيل برتوكول لاستغلال الموارد برؤية علمية من أجل حوكمة النظام الصحي. وأكد هيثم أن الجهات التي يمكن الرجوع إليها تتمثل في المجالس الاستشارية عبر (26) مجلساً استشارياً، لافتاً إلى أنها تعتبر بوابة لتنفيذ البرتوكولات، وأوضح أنها ساعدت في كثير من المعالجات الصحية، بجانب بوابات فرعية أخرى، وذكر أن الخدمات الصحية لدى كثير من القوات النظامية استردت قبل أشهر لتبعية وزارة الصحة، للإسهام في توحيد الجهود وحاكمية قطاع الصحة، وعضد على أن الأمن الصحي يعتبر السوق نمرة (3) عالمياً، بعد السلاح والمخدرات، وصنفه بالأمن القومي، كما كشف عن انتشار الأوبئة في عدد (12) ولاية بدلاً عن ولاية واحدة في السابق، وقطع بأن الوضع السياسي أثر على الأوضاع الصحية، وثمن جهود شركاء الصحة العالمية من بينها منظمة الصحة العالمية في دعم القطاع الصحي، وأكد قدرة وزارته على معالجة مشاكل الأطباء وتفعيل نظم التدريب وتغطية الحاجة، عبر مجلس التخصصات، وشدد على ضرورة تشجيع صناعة الدواء في السودان، ومراجعة البرتوكول بالعمل البحثي والعلمي من أجل توفير المعلومات الآمنة في القطاع الصحي، كما دعا وزارة التعليم العالي وكل المؤسسات الصحية لوضع آلية عمل مشتركة تلتزم مع أداء جمعية اختصاصي الطب الباطني السودانية. بينما وصف رئيس جمعية الطب الباطني، البروفيسور عمر زائد بركة، تجربة الأطباء منذ العام 2018 وحتى تاريخه بالمريرة، مترحماً على أرواح أطباء السودان الذين فارقوا الحياة، مؤكداً أن الجمعية تأسست في العام 1966. من جانبه أرجع رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، بروفيسور حمد الترابي، تأخير قيام المؤتمر العلمي العالمي لجمعية طب الباطنية السودانية لظروف وباء كورونا، بجانب العديد من المشكلات العامة بالبلاد التي عقدت من قيام المؤتمر ل(4) سنوات، وحدد العديد من المشاكل التي تواجه الجمعية متمثلة في صحة المواطن، ممارسة المهنة، التدريب، الرعاية الصحية، ورش العمل، لافتاً إلى تقديم (45) ورقة علمية قدمت شفاهة في السابق، مؤكداً أن الهدف منها تشجيع الطلاب وتحفيزهم والمشاركة في المؤتمرات بعد اختيارهم لتسع أوراق عمل كأعمال فائزة. يذكر أن المؤتمر قد كرم عدداً من الرواد الذين ساهموا في هذا الحقل.