حول الموضوع ابتدر الحديث ل(كوكتيل) الحاج أحمد الصافي قائلاً: (نحنا في شبابنا عندما جئنا إلى الخرطوم لم يكن لدينا أقارب كثيرون والموجودين من الأهل ظرفهم لا يسمح بالإقامة معهم نسبة لضيق المكان فأصبح لا يوجد خيار إلا أن نجتمع ومجموعة من الشباب لإيجار سكن داخل إحدى الأحياء ويكون دفع المال (شيرينغ) وكنا عايشين في أمان الله، وكان بنات الجيران بيخدمونا بعد خروجنا من المنزل ويقوموا بعمليات النظافة والغسيل واستمر الحال كذلك حتى تسهلت الأمور وتزوجنا وحتى ذلك التاريخ لم يصدر منا ما يشوِّه سمعتنا، لكن على ما يبدو الزمن اختلف كثيراً بسبب تمدد بعض الأجانب الذكور من جنسيات ودول مختلفة وبعضهم أخلاقهم سيئة ويحملون عادات وتقاليد لا تشبهنا كسودانيين، بجانب الانتشار المكثف للمخدرات داخل الأحياء وهو الأمر الذي أصبح يقلقنا كأولياء أمور ونتمنى أن نجد العلاج العاجل). (3) من جانبه قال الموظف حسين جابر بصوت فيه الكثير من الحدة: (أولاً أنا أرفض رفضاً تاماً أن يجاورني (عزابة أجانب) في الحي الذي أقطن فيه، لأنني لدي بنات في سن الزواج وأخاف عليهن)، وواصل: (قبيل مدة بدر تصرف غير جميل ومسيء للأخلاق من شاب (أجنبي) كان يسكن بجوارنا؛ إذ تحرش بابنتي الصغرى وتم ضبطه في اللحظات الأخيرة قبل أن تقع الكارثة، فقمنا بطرده ومن معه من المنزل إلى غير رجعة بالتضامن مع أهل الحي الذي يخافون أيضاً على شرف أسرهم، فيما قمنا بمطالبة صاحب المنزل بإيجاره لأسرة". (4) فيما أوضحت الموظفة شاذلية مضوي قائلة: (لقد اختلفت المفاهيم مما كانت عليه في السابق، حيث لم يكن هناك تخوف من (العزابة) في الحي والذين كنا نعتبرهم أولادنا وإخواننا بحكم التربية السليمة - أي قبل أن تدخل علينا الجريمة المقننة من الخارج والتي جعلت البعض ينفتحون على جرائم لم تكن معروفة للسودانيين" مبينة: "الآن أصبحت بيوت (العزابة) يقطنها أجانب من جنس وبلد لا نعرف لهم أصلاً ولا فصلا، ولا ندري ماهية أخلاقهم لذلك من حقنا أن نخاف حتى نصون عرضنا و(الخواف ربى عيالو)". (5) على ذات السياق، كان لابد من استصحاب وجهة نظر الطرف الآخر مثار الخلاف أنفسهم، فكان أن تحدث إليَّ الطالب الجامعي مروان فتحي من سوريا فقال بعد أن صمت لدقائق: "ظروف الحياة أجبرتنا للسكن بعيداً عن أسرنا مع مجموعة من الشباب ويطلق علينا في الحي (العزابة) وهو أمر عادي بالنسبة لنا، لكن ما يقلقنا ويجعلنا نعيش في حالة من التوتر عندما ينظر إلينا البعض بنظرة فيها الكثير من الخوف والحذر باعتبار أن (العزابة) مهدد أسري خطير لهم، في الوقت الذي نحرص فيه على سمعتنا بأن نتعامل بكل احترام وأدب كما تربينا لأن لدينا الأخوات والأمهات الذين نخاف عليهم وعلى سمعتهم، وأتمنى أن تتغير تلك النظرة السالبة لأن صاحب الأخلاق السيئة يتواجد في أي زمان ومكان وليس لدى فئة بعينها".