وقال إن المشكلات التي واجهت الإنقاذ في بداياتها هي هجرة الأطباء والكوادر النادرة، واستدعى الأمر عقد جلسة خاصة بمجلس الوزراء لمناقشته، لافتا إلى أن الاجتماع خرج بتوصية بأن يتم حظر سفر الكوادر الطبية، لكن تم التراجع عنها لأن الحظر يعتبر عقوبة ولا يمكن معاقبتهم دون غيرهم، وقال: "تم اتخاذ قرار بالتوسع في هذه الكوادر لأنها مرغوبة في العالم"، مشيراً إلى التوسع في التعليم الطبي بعد أن كان القبول في جميع كليات الطب قبل الإنقاذ كان (350) طالبا سنويا والآن القبول تجاوز ال (9) آلاف في كليات الطب أما في مجال المهن الطبية فبلغ (30) ألفا سنويا، مؤكدا أن العدد في زيادة مستمرة. البشير قال إن إنشاء مجلس التخصصات الطبية كان من أكبر المعارك التي خاضتها الإنقاذ، وأضاف أن بروفيسور عبد الرحمن موسي هو الشخص الوحيد الذي وقف معه رغم الضغوط التي واجهها من معارضين لذلك القرار بحجة أن قيام المجلس سيؤدي إلى تدمير العمل الطبي في السودان، لافتا إلى أن عبد الرحمن رد للمعارضين بقوله: (إني أبايع الرئيس على السمع والطاعة ما لم أؤمر بمعصية)، وقال إن المجلس تخرج منه (6) آلاف اختصاصي بالإضافة لتدريب (8) آلاف اختصاصي، مشيرا إلى أن خريجي المجلس من الكوادر المرغوبة في الخارج. توطين العلاج رئيس الجمهورية أكد أنه تم عمل برامج مهمة لتوطين العلاج بالداخل، وقال: (الآن أقول بالصوت العالي ما محتاج مريض يسافر للخارج للعلاج إلا إذا عندو قرشين تلاتة أو لديه رغبة في العلاج بالخارج)، وحكى قصه لأحد معارفه يريد أن يغادر السودان لإعطاء ابنه المريض جرعة العلاج الكيماوي بتكلفة تبلغ (1000) دولار، وقال له إن الدولة التي تريد أن تذهب إليها لا تصنع العلاج وهي تستورده من نفس الدولة التي يستورد منها السودان العلاج، لكن الفرق أن السودان يقدم العلاج مجانا وتلك الدولة تأخذ منك (1000) دولار. وقال البشير: "البعض يرى أن العلاج المجاني ما نافع ولازم يدفعوا قروش للعلاج"، لافتاً إلى أن الدولة ستستمر في تقديم العلاج المجاني والتوسع في مجال التأمين الصحي للوصول إلى مراتب متقدمة ومن ثم يمكن دمج العلاج المجاني في التأمين الصحي لضمان تغطية شاملة للمواطنين. البشير شدد على أن مستشفيات الخرطوم هي مستشفيات السودان، وقال أن قرار أيلولة المستشفيات للولاية يحتاج لبلدوز وجاء إليه كبار الأطباء بالسودان وكلهم أجمعوا على مأمون حميدة، وأضاف: مأمون هو الوزير الوحيد الذي عينته في حكومة الولايات وكانت النظرة صائبة، مشيرا إلى أن مأمون لا يأخذ مرتبا من الحكومة ولا سيارة ولا نثرية سفر، مؤكدا أن مأمون لا يحتاج أن تعطيه الوظيفة اسما لأن اسمه معروف. مستشفيات ومراكز من جانبه أكد والي الخرطوم الفريق أول هاشم محمد عثمان اهتمام ورعاية رئيس الجمهورية لأمر الصحة، مشيرا إلى أن نسبة تنفيذ الخارطة الصحية بالولاية بلغت (97%)، وقال إن خدمة العلاج المجاني تمثل (50%) من ميزانية وزارة الصحة، مشيرا إلى وجود (6) مستشفيات مرجعية و(16) مستشفى تخصصيا و(8) مستشفيات ريفية، مؤكدا أنه ستتم إضافة مستشفيات أخرى بشرق النيل والعيلفون والصالحة، لافتا إلى وجود (76) مستشفاً خاصاً، فيما بلغ عدد المراكز الحكومية (243) مركزا وأكثر من (50) مركزا قيد الإنشاء وأكثر من (100) شفخانه بالاضافة إلى (200) مركزا صحيا يتبع للمنظمات وتشرف عليه وزارة الصحة وأكثر من (70) مركزا خاصا. تباهٍ وتباكٍ وزير الصحة بالخرطوم مأمون حميدة قال إن الصحفيين يقولون إنني أتباهى بالإنجازات الصحية، لكني أتباهى بالخدمات الصحية ولا أمتن على المواطن فنحن (خُدامه)، وأضاف: "لكن نحن في عالم ذابت فيه الحقيقة وظهر فيه الزيف ولا بد أن نحكي عن التطور الصحي الذي شهدته الولاية"، مشيرا إلى أن عدد المستشفيات بالولاية (54) مستشفى وبلغ عدد العاملين بها (6.600) كادر. حميدة قال إن الخدمات الصحية قُطبين: الأول هو الرعاية الصحية وقد اكتملت تماما، أما الثاني فهو الحوادث والطوارئ وستكتمل هذا العام بافتتاح حوادث الطوارئ بمستشفى أم ضوابان. وقال إن "الناس يرددون أننا قمنا بتجفيف المركز لصالح الأطراف وهذا خطأ لأننا لم نجفف أي مستشفى لكن تم إنشاء مستشفيات للأطراف وتم تحويل مستشفيات المركز إلى مرجعية تخصصيه"، لافتا إلى أن مستشفى الخرطوم الآن جاهز للافتتاح وأنشئ داخله عدد من المستشفيات التخصصية منها مستشفى الأمراض النفسية وعلاج الإدمان والناسور والأطفال. وقال إن حوادث مستشفى الخرطوم التي يتباكى عليها البعض أصبحت حوادث للأورام السرطانية، وتابع: (نحن مع التنمية والإعمار وصوتنا مع صوت العقلاء ضد التخريب في البلاد )، لافتا إلى أن مستشفى جبرة يعتبر ضمن منظومة مستشفيات الولاية التي تصل بهذا المستشفى إلى 54 مستشفى، وقال إن المستشفى جاء إنفاذا للخارطة الصحية التي بدأت في 2011م وسميت الإصلاح الصحي بالولاية، مؤكدا أنه مستشفى متخصص في الحوادث والطوارئ وهو مفهوم جديد. مشيرا إلى أنه في العام 2011م كان عدد الأسرّة (6) للعناية المكثفة والآن بلغ عددها (664) سريرا، مشيرا إلى زيادة أعداد أطباء الطوارئ والحوادث من طبيب واحد إلى (21) طبيبا. وزير الصحة بالخرطوم أكد أن فكرة الطوارئ والإصابات نمت في الطب الحديث وهي تعنى بإنقاذ الإنسان من أي طارئ ويتعدى حوادث الطرق إلى الحوادث المرضية مثل الذبحة الصدرية والجلطة بالرئة، مشيرا إلى أن المستشفى يتميز بأنه يُعني بالزمن لأن هناك نافذة زمنية تبدأ من إصابة المريض ووصوله لمدخل الخدمة وعلاجة تحدد هل سيخرج المريض من المستشفى معافى أم لا، وقال إن المستشفى تتوفر بها الموجات الصوتية والأشعة الثابتة والمتحركة ويحتوي كذلك على جهاز الأشعة المقطعية لتحديد جميع الجلطات والنزيف بالمخ وغيره، بالإضافة للقسطرة القلبية، مشيرا إلى أنه يضم (43) سرير عناية مكثفة، لافتا إلى أنه تم تدريب الكوادر الطبية العاملة الآن بالمستشفى منذ العام الماضي، مؤكدا توفر الخدمة بمستشفيات الولاية وهي ليس مباني فقط.