دشن رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير، امس توسعة ميناء بورتسودان لاستقبال السفن العالمية العملاقة. وصف وكلاء خطوط بحرية عالمية تدشين المرحلة الأولى لمحطة الحاويات الجديدة في ميناء بورتسودان بأنها نقلة نوعية للاقتصاد السوداني ويجعل من ميناء بورتسودان الأول في إفريقيا لاستقبال السفن والصادرات والواردات من حول العالم خاصة بعد اكتمال شبكات السكك الحديدية بدول الجوار مثل تشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، مشيرين إلى أن محطة الحاويات الجديدة، التي بلغت تكلفتها نحو 140 مليون يورو، رفعت طاقة ميناء بورتسودان لاستقبال السفن العالمية العملاقة والتي كانت ترسو في السابق في الدول المجاورة، ثم تنقل الحاويات بسفن أخرى للميناء، مما يرفع التكلفة في النقل والترحيل، وبالتالي ارتفاع تكلفة البضائع والسلع المستوردة في الداخل. وقال محمد إبراهيم محمد رئيس مجلس إدارة شركة سامورين؛ وكلاء الخطوط البحرية لكل من الصين واليابان والسعودية في تصريح لمركز الصحاف الدولي للإعلام، إن المربط الجديد للحاويات تميز بالأعماق العالية، مما يمكن معه إحضار بواخر كبيرة الحجم من مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن شركاتهم في السابق كانت ترسو بسفنها في الموانىء المجاورة في السعودية والأردن وجيبوتي، ثم تأتي بها إلى بورتسودان مما يرفع تكلفة الشحن والتفريغ والمناولة وغيرها من الرسوم التي تفرضها الموانىء على التجارة العالمية عبر النقل البحري. ودعا السيد محمد إلى الأخذ بنظام النافذة الواحدة في الأعمال المينائية والتي تلتزم الهيئة أمام الشركات بجدول زمني محدد لتفريغ أو شحن الحاويات ومواعيد رسو البواخر، وذلك باعتبار أن الشركات العالمية لديها برنامج وجدول يتطلب تحديد هذه النافذة، مؤكداً على أهمية مراجعة التكلفة حتى تسوق هذه الخدمات ليصبح السودان معبراً دوليا، مشيدا بقيادة والعاملين في هيئة الموانىء البحرية لإكمالهم هذا الإنجاز الرائع على أكمل وجه. وكان السيد جلال شلية المدير العام لهيئة الموانئ البحرية قد صرح أخيرا بأن محطة الحاويات الجديدة تأتي في إطار المشاريع التنموية وخطة الموانئ حتى العام 2020 والخطة الخمسية للدولة، والتي تستهدف إحداث التطوير وترقية الخدمات المينائية وتعزيز القدرات التنافسية والتحول للموانئ التي تستطيع استقطاب شركات الملاحة العالمية، حيث تتيح المحطة الجديدة للسودان منافسة تلك الموانئ في ظل اتفاقية التجارة العالمية، والتي تتطلب الاستعداد من حيث توفير الإمكانات اللازمة ورفع كفاءة التشغيل، مشيرا إلى أن الخطة تستهدف التوسع الأفقي والرأسي من خلال العديد من المشاريع الهامة مثل مشروع الحاويات الجديدة، الذي يهدف إلى اسناد ودعم لعمليات مناولة الحاويات ومواجهة التصاعد المضطرد في تداولها وتقديم خدمات مينائية لسفن الخطوط المنتظمة وغير المنتظمة، وذلك عبر جذبها من خلال عمليات أنشطة إضافية مثل الترانزيت والمسافنة، بجانب دور المحطة في تحسين معايير الأداء، وإضافة ساحات تخزين بسعات أكبر ودعم الأنشطة اللوجستية المصاحبة، وتمكين الميناء الجنوبي في بورتسودان من مقابلة الطلب المتوقع على خدماتها. يذكر أن محطة الحاويات القديمة تستوعب سفن ذات حمولة لا تتجاوز 40 ألف طن ويتم نقل أكثر من 90 في المائة من الحاويات القادمة إلى السودان عبر موانئ دول الجوار، مما ترتب عليه ارتفاع تكلفة النقل والترحيل مقارنة بالموانىء المنافسة، حيث تضمن المحطة الجديدة توفير الامكانات لاستقبال السفن مباشرة إلى ميناء بورتسودان مما يساهم في تخفيض تكلفة النقل والترحيل.(mother ships).