لو زار الرئيس المصري محمد مرسي الخرطوم في أول جولاته لقال بعضهم مرسي لديه مرشدان ... أحدهما في مصر والثاني في السودان. ولو زار السودان قبل قطر أو بعدها لقالوا إن هنالك تنسيقا سودانيا قطريا إخوانيا ضد الريادة المصرية ... ولو زار السودان قبل الصين أو بعدها لتحدث الأمريكان من وراء المحيط عن الحلف الشرير بين التنين الصيني والغيلان الإسلامية. في كل الأحوال (مش حا نخلص!) من الدعاية اللئيمة ضد الخرطوموالقاهرة. ولو تأخرت زيارة مرسي بعد كل هذا لا نقسم الناس إلى فريقين ... فريق يقول هذا تمويه مدروس بعناية وفريق يقول مرسي لم يحترم السودان. ذات (اللت والعجن) يظهر في كل حدث يتصل بالعلاقات السودانية المصرية ... عندما اعتقلت الخرطوم شيماء عادل لامت القوى السياسية المصرية مرسى على عدم قطع العلاقات واستدعاء السفير وتدشين حملة ضد البشير ... وعندما طلب مرسي في لقاء أديس على هامش القمة الأفريقية إطلاق سراح شيماء واستجاب البشير وأمر بتسليمها له على الفور في خط الرجعة من اديس أبابا إلى القاهرة قال بعضهم كيف يتوسل رئيس مصر لعمر البشير؟ ... وقال آخرون الأمر مطبوخ في مطبخ إخواني مشترك ... وضاعت القضية الأساسية وهي لصالح من جاءت شيماء عادل ... وماذا كانت تعمل في السودان؟! هل قدمت لتغطي أحداث الانتفاضة الشعبية؟ ... أين هي الانتفاضة؟ وهل ينتظر السودانيون خبيرا أجنبيا في الثورات والانتفاضات؟! وهل تمتلك شيماء عادل الخبرة الكافية لمساعدة السودانيين على الثورة على عمر البشير؟! ذات (اللت والعجن) سيظهر في كل الملفات وسيتنافس الفلول في مصر وبعض المعارضين في السودان وبعض المتربصين الدوليين في كل ما يمكن أن يربك حسابات القاهرةوالخرطوم. القضايا العالقة بين البلدين هي من قدر الله الذي لا فكاك منه ولكن فليعتبر الناس بالدول الكبرى المحترمة وكيف تتصرف في قضاياها العالقة ... هنالك أربع مناطق متنازع عليها بين أمريكا وكندا ... هنالك جزيرة يرفرف عليها العلم الكندي على بعد كيلومترات من بوسطون ... وما أدراك ما بوسطون ... شرارة التحرير الأمريكي ورمز الثورة على المستعمر البريطاني في (حادثة حفل الشاي 1773) ولكن هذه الجزيرة أمريكية بموجب الدستور والخارطة التي تدرسها المناهج في المدارس الأمريكية. هنالك 200 حالة خلاف حدودي دولية ولكن التي تشكل صراعا نشطا 13 حالة ... والتي تشكل حربا أربع حالات ... المتربصون يريدون أن تكون قضية حلايب هي الحالة الخامسة دوليا ... أو على أسوأ تقدير الحالة الرابعة عشرة. مرحبا بالرئيس محمد مرسي في بلاده ... مرحبا به بين أهله في السودان ... إنها زيارة فلاح مصري لفلاح سوداني ... مهندس مصري لضابط سوداني ... زيارة محمد لعمر ... أصدقاء وأشقاء كتب الله عليهم مسئولية حكم البلدين ... ليسوا هم أول من يحكم هذين البلدين ولن يكونا آخر من يحكم هذين البلدين. الأمر يتعلق بمصالح الشعبين وليس الحكومتين أو الجماعتين ... أفيقوا أيها المتآمرون.