** تلقيت اتصالاً وتعقيباً حول زاوية (الفصل التاسع)، وهي الزاوية التي تناولت مغبة المخاطر التربوية في حال مد مرحلة الأساس إلى تسع سنوات، حسب توصية مؤتمر التعليم .. قلت، فيما قلت: إن الدكتور المعتصم عبد الرحيم هو صاحب فكرة إضافة هذه السنة التاسعة في مرحلة الأساس، بحيث تكون تعويضاً عن السنة المفقودة منذ إلغاء المرحلة المتوسطة (بجرة قلم بلا تفكير)، وإعادة هذه السنة بحيث تكون التاسعة في الأساس اعتراف بخطأ صريح بخطأ (الإلغاء والدمج).. ثم ذكرت، في تلك الزاوية، الآثار التربوية السالبة حين تجمع طفلاً في السادسة من عمره مع صبي في الخامسة عشر - أو السادسة عشر- من عمره في فناء مدرسة، علماً أن السواد الأعظم من مدارس الريف لا تزال (مختلطة).. واقترحت - لمن يهمهم أمر التربية والتعليم - أن يعيدوا سلالمنا التعليمية ومدارسها إلى حيث كانت حسب النظم التربوية والتعليمية القويمة ( 4/ 4/4) أو (6/3/3)..!! ** على كلٍّ، اتصل السيد محمد أحمد أبوكلابيش..عفواً، فليعذرنا أبوكلابيش على لقب السيد إن كان يحمل لقباً علمياً (دكتوراة مثلاً)، إذ إن نيل المسؤولين للقب الدكتوراة - بالذات الفخرية - صار أسهل من نيل لاعبي الدافوري للبطاقات الحمراء والصفراء، ربما نالها الرجل ولم يظهرها إعلامياً، وإن لم ينلها فليسع إليها، (ما فيش حد أحسن من حد)، ويجب أن يكون كل السادة المسؤولين سواسية أمام الدكتوراة (وخاصة الفخرية).. وبالمناسبة، إذا تعذر نيل الدكتوراة الفخرية أو العلمية حسب القواعد العلمية المعروفة، فنقترح - للحكومة - استحداث مجالات أخرى لنيلها، بحيث تكون مجالات مواكبة لواقع الحال، على سبيل المثال (دكتوراة في تردي الخدمات، دكتوراة في الاعتداء على المال العام، دكتوراة في السفر والنقاهة، دكتوراة في نزع أراضي الناس، دكتوراة في مواسير وعود الحملة الانتخابية)، وهكذا سوف يصبح كل الولاة - ومن والاهم بالسمع والطاعة - من حملة الدكتوراة..!! ** المهم، ندخل في الموضوع، اتصل أبوكلابيش موضحاً بالنص: (أنا، وليس المعتصم عبد الرحيم، صاحب فكرة إضافة الفصل التاسع بمرحلة الأساس.. كنت وزيراً للتربية، وكان المعتصم وكيلاً، فدرست وبحثت ثم توصلت إلى ضرورة إضافة هذا العام لمرحلة الأساس، ولم يكن الوكيل المعتصم إلا مبشراً الناس بفكرتي عبر وسائل الإعلام.. وهي فكرة جيدة، ويمكن تجنب الأثار السالبة التي ذكرتها ببناء أسوار عالية بين فصول السنوات الأولية (من أولى لحد سادسة) وفصول السنوات الأخيرة (من سابعة لحد تاسعة)، هذه الأسوار تعزل التلاميذ الصغار عن التلاميذ الكبار، وكذلك بتعيين وكيلين بكل مدرسة، بحيث يكون أحدهما مسؤولاً عن الفصول الأولية والآخر مسؤولاً عن فصول السنوات الأخيرة، وذلك لمنع احتكاك التلاميذ الصغار والكبار - واختلاطهم مع بعض - في مكاتب الإدارة .. أنا صاحب هذه الفكرة، وكان المعتصم يتحدث بلساني ولسان الوزارة.. ورغم أن المؤتمر الأخير تبنى فكرتي وأجازها، لم يدعُني للمشاركة، وهذا ليس مهماً، فالمهم هذه فكرتي وهي جيدة لو تم تنفيذها حسب الخطة التي وضعتها)، هكذا تحدث الوزير السابق بالتربية والتعليم، محمد أحمد أبوكلابيش ..!! ** وعليه، فإن ثمة أمر يستدعي التوضيح وهو- حسب حديث أبوكلابيش- أن الوكيل المعتصم ظل يعلن عن فكرة الفصل التاسع - منذ العام 2009- إنابة عن الوزير أبوكلابيش صاحب الفكرة، وهذا الأمر لم يعد يهم غير الوكيل السابق الذي لم يكن ينسب الفكرة لصاحبها طوال السنوات الفائتة، هذا إن كانت إضافة الفصل التاسع تصلح بأن تسمى (فكرة)..نعم، للأسف، رغم شرح وتوضيح أبوكلابيش، إضافة سنة تاسعة لمرحلة الأساس ليست (فكرة).. ابحثوا لها عن وصف آخر غير (الفكرة).. فالأفكار- وخاصة المراد بها إصلاح الحال العام- دائما ما تكون ناضجة ونافعة وخالية من التوجسات والمخاوف لأنها دائما ما تكون خلاصة تجارب الآخرين ودراسات الخبراء والعلماء ..!! ** وللأسف مقترح الفصل التاسع مرفوض من قبل السواد الأعظم من خبراء وعلماء التربية والتعليم، ولقد كتبوا وحذروا كثيراً.. والأسوار المشار إليها في مقترح الفصل التاسع محاولة لذر الرماد على العيون.. إن كانت بين فصول المدرسة أسوار، وكذلك بكل مدرسة وكيلين، فلماذا لا يكون الفصل نهائياً وجذرياً بحيث تعود مرحلة الأساس كما كانت (ست سنوات)، وتعود المرحلة المتوسطة كما كانت (ثلاث سنوات) ..؟..مقترح أبوكلابيش لم يفعل شيئاً غير (تفسير الماء بالماء)، وليس حلاً لهذه القضية، فالمقترح محض دمج لتلاميذ مرحلتي الأساس والمتوسطة في (مدرسة واحدة).. وهكذا تغطي الحكومات الولائية على عمليات بيعها - واستغلالها المشين - لمدارس المتوسطة في السنوات الفائتة.. نعم، فالكل يعترف بخطأ السلم التعليمي الراهن، والكل يتمنى للعودة إلى السلم السابق (6/ 3/3)، ولكن للأسف (مافي مدارس) .. باعوها أو استغلوها لأغراض أخرى، بدليل أن المقر الحالي لوزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، والكائن بالخرطوم بحري، كان قبل إلغاء المرحلة المتوسطة (مدرسة الشعبية المتوسطة بنين).. هذا أوضحَ أو فضحُ نموذج لما آل إليه حال (مدارس الوسطى) ..هذا غير مئات المدارس التي تحولت أسوارها وساحاتها إلى (مطاعم وكافتريات ومغالق وصوالين حلاقة وغيرها).. مؤتمر التعليم، بتوصية الفصل التاسع، ( تستر على الولاة) و ( فضح التربية والتعليم) ..!!