-1- غريب أمر هؤلاء يظنون بغباء أن الإعلام يقوم على (طق الحنك) وادعاء المعرفة والاستعراض بالمعلومات. وآخرون من دونهم يتشبثون بالنظريات الإعلامية القديمة. نظريات الحرب الباردة وما قبل ثورة المعلومات والاتصالات. انهم يقفون في محطة كيرت ليوين عالم النفس النمساوي صاحب نظرية (حارس البوابة). النظرية التي تجاوزها القطار والتهمتها عقارب الساعة وتبول عليها القط! نظرية مقص الرقيب، القائمة على نشر ما يتوافق مع المصلحة وحجب ما يضر بها. الإعلام علم وفن وحساب، ما تقوله صورة مصور هاوٍ تعجز عن قوله طوال المقالات. الكلمة توزن بميزان الذهب وتفحص بالاشعة السينية، بإمكان كلمة واحدة أن تصبح معتقلا أبدياً لقائلها طوال وجوده في العمل العام! ما أسوأ أن تكون أضر بنفسك من أعدائك! -2- تعجبني الحوارات التلفزيونية التي يجريها صديقنا الطاهر حسن التوم، الطاهر (أب جلحات) يحضر لحواراته على طريقة الاستعداد للامتحانات، ويتعامل مع كل حلقة بأفق العلماء وحماس المبتدئين. يوثق للتاريخ ويخاطب قضايا الراهن ويستشرف مع ضيوفه ما هو في ظهر الغيب. لذا أصبحت الكثير من حواراته مشروع كتب تحمل المثير، المفيد، الخطر! كثيرة هي الأسئلة التي تنتظر اجابات لا تأتي! -3- لم أكن أتمنى أن ينتقل المحاور المبدع خالد ساتي من (صالة التحرير) بفضائية أم درمان إلى أي مكان آخر. ألف المشاهدون خالد بطلته السمراء وحضوره البهي في قناة أم درمان. خلقوا علاقة معه تتجاوز زمن البرنامج. أجمل ما فعله خالد أنه اكتشف عبر فقرة (المواطن الصحفي) موهبة كثير من المواطنين في مدن السودان واريافه. مواطنون بارعون في التحليل والرصد وتدوين الملاحظات وتقديم المقترحات. أشعر بما يعانيه زميلنا المثابر عبد الباقي الظافر من حرج، بجلوسه على مقعد صمم على مقاس آخر! -4- مياه النيل تغمر القنوات الفضائية المصرية هذه الأيام، وتطفو على سطحها كل الصحف التي تصدر في القاهرة! ولمصر تجربة سيئة الذكر في المباراة التي أقيمت بالخرطوم بين مصر والجزائر. وقتها استخدم الإعلام المصري ذخيرة شتائمية تجاه الجزائر لا تزال آثارها باقية في النفوس إلى اليوم، ولم يسلم السودان من شظايا تلك المعركة. ما بين الحكومات من خلافات يمكن أن يذوب في جلسة دبلوماسية أو مصافحة دافئة بين الرؤساء. وما بين الشعوب يظل راسخاً في الذاكرة الجماعية تتوارثه الأجيال وتزيد عليه! وكبار القوم يقولون (البدخل البطون ما بغسلو الصابون)! -5- دون سابق مقدمات أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزوجته ليودميلا ، أنهما تطلقا بعد زواج دام 30 سنة. أحزنني سبب الطلاق حينما قالت ليودميلا "كان بالفعل القرار مشتركا. لقد انتهى زواجنا لأننا لم نكن نلتقي". وتابعت: "فلاديمير غارق في عمله وكبرت ماريا وكاترينا ولكل واحدة حياتها الخاصة، تبين أن لكل واحد منا حياته، وأنا لا أحب الحياة العامة". سنوات ال KGB)) وسمت ملامح بوتين بصرامة قاسية. وجاءت عليها سنوات الحكم لتجفف ماء الابتسامة من وجهه. لم يفلح أي مصور في العالم في اصياد ابتسامة واحدة من على وجه بوتين. معذورة ليودميلا.. الوجوه التي تفقد المقدرة على الابتسامة لن تفلح في منح الفرح للآخرين! -أخيراً- حسين خوجلي يرفع ذراعيه إلى أعلى و يسأل الحلنقي- في غير براءة- عن أغنية (العنبة): لو مغالطنا ما مصدقنا أسأل العنبة الرامية فوق بيتنا خاينة يا دنيا وظالمة يا دنيا قاسية يا دنيا وظالمة يا دنيا العذاب ضقنا والشقا وعشنا الله يغفر ليك من ضياع ريدنا قلنا نتصبر لا لا ما بنقدر قلنا الصبر قاسي والمحبة قدر. (انت يا حلنقي ..صحي عندكم شجرة عنب في بيتكم)، وتنفجر ضحكة داوية بغرفة البوني بقرية اللعوتة.