بعد تعيينها سفيرة لواشنطن بالأممالمتحدة سامنتا باور.. البديل المر ترجمة: سحر أحمد انتقد تقرير حديث بموقع (أمريكان بور) قرار الإدارة الأمريكية تعيين المستشارة السابقة للرئيس الأمريكي وخبيرة الإبادة الجماعية سامنتا باور سفيرة للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة خلفا لسوزان رايس التي ستتولى منصب مستشار الأمن القومي خلفا لتوم دونيلون، واعتبر التقرير أن تصريحات باور غير الموفقة بشأن السودان وروندا والعراق تكشف الى حد كبير سوء السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما وسوء تقديره لموظفيه. خيار غير موفق ويرى الكاتب الأمريكي دولاند دوقلاس أن باور خيار غير موفق وشخصية "فظيعة" على حد وصفه، مضيفا أن باور المرشحة لتكون ممثلا للولايات المتحدة خلفا لرايس والقادمة من مقاطعة دوبلين كانت مستشارا لأوباما لفترة طويلة وهي صحفية سابقة حازت على جائزة "بوليتزر" عن كتابها الذي تناول السياسة الخارجية للولايات المتحدة والإبادة الجماعية وتعمل بروفسيرا بجامعة هارفارد، خلال السنوات الماضية كسبت سمعة واسعة بأنها ناشطة ومدافعة عن حقوق الإنسان ومعاون سياسي صريح، مشيرا الى أن باور أضطرت لتقديم استقالتها من حملة أوباما في العام 2008 عقب ساعات من وصفها منافسة أوباما هيلاري كلينتون ب"مسخ". وأشار دوقلاس الى مقال سابق لباور نشر بصحيفة "ذي نيويورك تايمز" بعنوان "تذكروا روندا ولكن انجزوا شيئا حيال السودان"، أشارت فيه باور لارتكاب فظائع بمنطقة دارفور وانتقدت الإدارة الأمريكية لإضاعتها الكثير من الوقت في إثبات وجود إبادة جماعية ومراوغتها طويلا في استخدام مصطلح الإبادة الجماعية بدلا عن استخدام مواردها في إيقاف ما يحدث في دارفور. ومضي تقرير آخر بصحيفة (واشنطون فري بيكون) في ذات الاتجاه وانتقد اختيار أوباما لباور معتبرا أن باور أحرجت الولاياتالمتحدة بتصريحاتها أكثر من مرة، وأشار التقرير الى أن باور طالبت السلطة الأمريكية بالاعتذار للعالم لإخفاقها في تعزيز الشفافية مع الدول الخارجية، وقالت باور إن الدول الخارجية تنظر للخلف قبل أن تتمكن من المضي قدما وأن اعتذار الولاياتالمتحدة سيؤكد على أن الإدارة الأمريكية لا تنتهج نهج سلفها، وأوردت الصحيفة تصريحات لباور في العام 2002 طالبت فيها الولاياتالمتحدة بعدم إهدار بلايين الدولارات في دعم الجيش الإسرائيلي واستخدام هذه الأموال في بناء دولة فلسطينية – التصريحات – التي أثارت غضب اللوبي الإسرائيلي في واشنطون، وأشارت الصحيفة الى وصف باور هيلاري كلينتون بالمسخ في حوار مع صحيفة "سكوتش" والتي اضطرتها لتقديم استقالتها من حملة أوباما، وأخذت الصحيفة على باوار انتقاداتها اللاذعة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب فشل حملته الانتخابية كمرشح للحزب الديمقراطي في العام 2004 . وتوقعت صحيفة (الجي مينير) اليهودية التي تصدر بواشنطون أن السؤال المحوري الذي ستواجهه باوار في جلسة الاستماع بالكونغرس الأمريكي سيكون حول قضية دارفور وتصريحاتها السابقة وكيف يمكن للمشرعين الحكم على سجلها في مكافحة الإبادة الجماعية في حين أن الوكالة الحكومية التي كانت تترأسها العام الماضي لم يخصص لها مكاتب وليس لها رقم هاتف أو بريد إلكتروني ولا يوجد في سجلها أي إنجاز للإيفاء بالتزاماتها التي قطعتها بشأن قضية دارفور وقضايا أخرى حول العالم. خلط الأوراق فى وقت اعتبر البعض أن ما حدث من شأنه خلط أوراق السياسة الخارجية الأميركية، وربما تغيير النهج إزاء روسيا وفي الملف السوري، أعلن البيت الأبيض استقالة مستشار الأمن القومي توم دونيلون، وتعيين المندوبة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس مكانه. وستخلف رايس في الأممالمتحدة، سامنتا باور، وهي مساعدة سابقة في البيت الأبيض وأستاذة في جامعة هارفرد، معروفة بدفاعها عن التدخل الإنساني، فيما يُرجّح تولي السفيرة في القاهرة آن باترسون منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى. استقالة دونيلون التي أعلنها البيت الأبيض أمس، أتت أبكر من المتوقع، للمستشار الذي تولى منصبه أواخر 2010، ويعود إليه الدور الأبرز في تحويل اهتمام الولاياتالمتحدة نحو آسيا، وتحسين علاقاتها مع الصين، ومع روسيا التي زارها مراراً. لكن خروج دونيلون وإبداله برايس، يغيّران المعادلة، إذ أن الأخيرة معروفة بمواجهتها ونبرتها الحادة أحياناً، ضد روسيا في أروقة مجلس الأمن، وستؤمّن حضوراً أميركياً أكثر قوة في الملفات الشائكة مع موسكو، خصوصاً الحرب في سورية. كما يُعرف عن رايس قربها من الرئيس باراك أوباما، ومرافقتها له منذ استعداده عام 2006 لمغادرة مجلس الشيوخ وخوض انتخابات الرئاسة، فيما كانت علاقة أوباما مع دونيلون أكثر إدارية. وفي ديسمبر الماضي، سحبت رايس ترشحّها لتولي وزارة الخارجية، بعدما واجهت معارضة قوية من الجمهوريين، بسبب تصريحات أدلت بها بعد الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، في 11 سبتمبر 2012. وسيساهم تعيين سامنتا باور خلفاً لرايس لدى الأممالمتحدة، في تعزيز النبرة الأميركية في ملفات الشرق الأوسط، إذ أنها من الوجوه الدولية الأكثر دفاعاً عن قضايا التدخل الإنساني، وبرز اسمها في التحضير لحرب البوسنة، ثم في السودان وقضية دارفور. كما كانت أحد أبرز مستشاري أوباما في البيت الأبيض، دفاعاً عن التدخل العسكري في ليبيا. باور التي حازت عام 2003 جائزة «بوليتزر» عن كتاب ناقش أسلوب تعامل الولاياتالمتحدة مع حروب الإبادة في القرن العشرين، كانت استقالت من الحملة الانتخابية لأوباما، خلال منافسته هيلاري كلينتون على ترشيح الحزب الديموقراطي عام 2008، بعدما وصفتها بأنها «مسخ». وأكدت مصادر موثوقة ل(الحياة) اللندنية أن آن باترسون تتصدّر أسماء المرشحين لتولي منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، خلفاً لإليزابيت جونز. وباترسون من الشخصيات القريبة من أوباما، وأدت دوراً محورياً عام 2005 في تسهيل تمرير إجراءات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مجلس الأمن، قبل انتقالها إلى باكستان ومصر سفيرة لبلادها، حيث أشرفت على مراحل شديدة التعقيد ونجحت في إرساء السياسة الأميركية هناك. ويترافق صعود باترسون مع استعداد السفير لدى سورية روبرت فورد للتخلي عن منصبه. وسيعيد تعيين باترسون، النبض للخارجية الأميركية في الشرق الأدنى، إذ اضمحلّ بعد رحيل جيفري فيلتمان عام 2012. وتعطي هذه التعيينات زخماً جديداً للإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، بعد تراجع ملحوظ في الحضور والتأثير في السنوات الماضية. كما تمنح البيت الأبيض قدرة أكبر في الإشراف على هذه السياسة، في الولاية الثانية لأوباما، نظراً إلى قرب رايس منه وتمكّنها في الملفات الإقليمية المتشعبة، أكثر من دونيلون. ولا يحتاج تعيين رايس إلى موافقة مجلس الشيوخ، فيما يتطلب تعيين باور موافقة الكونغرس.