أكد رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، مضيَّ حزبه في العمل لإقامة نظام جديد، وجدد تمسكهم بتغيير النظام عبر الوسائل السلمية، مشدداً أن أي محاولة لإسقاط النظام بالقوة سوف تأتي بنتائج عكسية، قائلاً إن الخياريْن الوحيديْن هما: انتفاضة مدنية قومية، أو المائدة المستديرة من أجل نظام جديد. في وقت قاطع فيه المهدي المعارضين من أنصار حزبه، الذين رددوا شعارات مناهضة للحكومة أثناء حديثه، وقال مخاطباً إياهم (أهدوا.. إنتو جيتوا لتسمعوني ما علشان أسمعكم)، وأضاف: (ده طريقنا والما عاجبو الباب يفوِّت جمل). وبعث المهدي خلال مخاطبته اللقاء الحاشد للأنصار بميدان الخليفة أمس، برسائل للحكومة وتحالف المعارضة والجبهة الثورية، ونصح الحكومة بأن ربع قرن مما سمّاه بالفشل، كافية لفتح صفحة جديدة والاستماع لصوت العقل بتكوين الحكومة القومية، وقال: "إن السودان يعاني من سوء حال في كل المجالات ما (لو رأيناه في المنام فزعنا)، إنه كابوس يقظة جعل بلادنا في مجال الدول الفاشلة، وفي مجال التعدي على حقوق الإنسان". وأشار إلى أن هذا الفشل المحيط يجعل رحيل النظام الذي يحكم السودان واجباً وطنياً، وحمل المؤتمر الوطني مسؤولية ما آلت إليه البلاد. ووجه المهدي رسالة لرئيس الجمهورية قائلاً: "أخي الرئيس لا تستمع للأصوات التي تقول بأنه ليست هناك معارضة، خصوصاً من أحزاب الزينة التي تريدك أن تجرها، ولا تستمع لأحاديث (مسيلمة الكذاب)، فالمعارضة الآن على أشدها، وعليك أن تنتهز الفرصة التاريخية لكي تكون رئيساً وفاقياً". وأضاف: "في يد الرئيس البشير أن يدرك مدى تدهور الأوضاع ومدى اتساع المعارضة بأطياف مختلفة، ودوره الذي سوف يحفظه له الشعب والتاريخ، وهو أن يدعو ممثلي القوى السياسية الحقيقيين للاتفاق على برنامج قومي لخلاص الوطن على نحو ما اقترحنا، لينفذه رئيس وفاقي يقود حكماً قومياً لفترة انتقالية إلى أن يوضع الدستور وتجرى انتخابات عامة". وأكد المهدي استعدادهم لإيجاد مخرج آمن للوطن يكفل له مخرجاً آمناً، والحصول على مباركة الأسرة الدولية للخطة الوطنية السودانية. وقال: "إن بعض الجهات تهزأ بمبادراتنا، ولكنها في كثير من الأحيان كانت صائبة (قلنا الديمقراطية راجحة عائدة، وقلنا إنه بعد الحرب الباردة بين الشرق والغرب سوف تكون المواجهة بين شمال العالم وجنوبه، وقد كان، قلنا إن اتفاقية السلام لن تحقق مقاصدها بينما انخدع بها الآخرون، وصحَّ ما قلناه). اختلفت دولتا السودان حول ما يدفع للخدمات عن البرميل، واقترحنا رقماً هو الذي أبرم عليه الاتفاق". وقال المهدي إن الجبهة الثورية لها مطالب مشروعة في إزالة مظالم جهوية وفي سودان عريض يسع الجميع. وأضاف: "اعلموا أن محاولة إسقاط النظام بالقوة إما فشلت أو نجحت، إن فشلت فسوف تعطي النظام مبرر بقاء، وإن نجحت فسوف تواجهون استقطاباً جديداً يعمم الحرب الأهلية"، داعياً إياهم بالتحالف من أجل حل سياسي قومي ديمقراطي وسائل تحقيقه القوة الناعمة. وأعلن الإمام استعداده للتحالف مع الجبهة الثورية، شريطة وضع السلاح والعمل من أجل تسوية سياسية سلمية، في إطار وحدة السودان. فيما دعا تحالف المعارضة بضرورة إقامة ورشة تحدد نقائص التجربة السياسية وتعيد ترتيب بيتها. وهاجم المهدي بشدة بعض مناصريه أثناء مقاطعتهم لخطابه مرددين شعار (الشعب يريد إسقاط النظام)، قائلاً: "هذا طريقنا ولن نسمح لأحد باختطاف حزبنا وتوجيهنا لتحقيق أجندته الخاصة"، وطالب المحتشدين بالوقوف أمام من يحاولون جرهم إلى طريق (الهلاك)، الذين وصفهم بالمخربين الذين يعملون كمخالب قط لقوى أجنبية، والذين يجب عزلهم. ووجه جماهير حزبه بالاستعداد لدعوة النظام الجديد واستحقاقات العمل، وطالب الإمام بعدم تحميل حزبه جريرة أخطاء بعض الذين كانوا فيه، وإنهم فارقوا خط الحزب دون أن يسمِّهم.