الكمساري والطلاب...حكاية (الشحمة والنار).! الخرطوم: سمية بشير نقاش حاد بين الكمساري والطالب في المركبة العامة, الكمساري يأمر الطالب بدفع القيمه كاملة، أو يقوم بإبراز بطاقة ترحيل (سارية المفعول), والطالب يرفض إبراز بطاقته ويقول للكمساري بلهجة ساخرة: (يعني اللبس اللابسو دا ماشي اتصور بيهو)..؟..ليثور الكمساري ويغضب قبل أن يطلب من السائق التوقف عند أقرب قسم للشرطة، لكن و(كالعادة) يتدخل بعض الركاب لاحتواء الموقف وذلك بسداد قيمة مقعد الطالب، وهذا المشهد تحديداً ظل من المشاهد المكررة داخل المركبات العامة للحد الذي جعل البعض يطلقون على تلك العلاقة – مابين الكمساري والطالب - علاقة (الشحمة بالنار)..(السوداني) حاولت الاقتراب أكثر من الطرفين وخرجت بالحصيلة التالية: قصة بلا نهاية: الطالب الجامعي فتح الرحمن خلف الله يقول ل(السوداني) إن المشكلات بين الطالب والكمساري لا توجد لها نهاية, ويعتبر أن الطالب له الحق في أن يتواصل داخل المركبة بنصف القيمة, ويضيف قائلاً :( إن المشكلة تبدأ عندما يشترط عليه الكمساري أن يجلس في أماكن محددة في السيارة)، ويقول: (هذه بؤرة الخلاف بينهما بالاضافة لتحديد البعض لنسبة وجود معينة للطلاب داخل المركبة). لفت أنظار: الكمساري محمد عبدالعظيم –العامل بخط الثورة أمدرمان- يقول ل(السوداني) إن الطالب ينظر للكمساري بعين الأستخفاف والاستحقار, ويتعامل مع أي كلمة تخرج منه وإن كانت صحيحة بأنها (فارغة)، ويعتبر محمد أن الطالب الذي يحاول تطوير الخلاف مع الكمساري (مجرد تماماً من الاحترام) ويضيف: (بعض الطلاب يزيدون في النقاش مع الكمساري للفت أنظار الطالبات بغرض إبراز العضلات ويسمي هذا ب(ظاهرة التخلف والرجعية).! ضعف الإيراد: ويواصل في الحديث الطالب الجامعي محمد التوم ويقول: (أن واحدة من أسباب النقاش بين الطالب والكمساري هي أن الطالب يرفض طريقة حديث الكمساري برفع صوته في الحديث أمام الركاب)، ويعتبر محمد التوم أن الكمساري هو الذي يتعدى على حدود الطالب بمطالبته لتحديد كمية الطلاب داخل الحافلة ويوصف هذا بالطمع لكي لا يتسبب الطالب له بخسائر في نسبة الإيراد. تحيل الكمساري: الموظف عمار إبراهيم-الموظف بالقطاع العام- يقول ل(السوداني) إن الاشتباكات التي تدور بين الطالب والكمساري سببها الأول هو جزئية إبراز بطاقات الترحيل، وتأتي المشكلة الأكبر عند أنتهاء صلاحية هذه البطاقة وتزيد عندما يبرز له الطالب البطاقة الجامعية بدلاً عن بطاقة الترحيل..! أين الحل..؟ الباحث الاجتماعي محمد الخليل أحمد يقول ل(السوداني) إن التواصل المجتمعي عبر جزيئيات المجتمع السوداني المختلفة يتسم بالكثير من الضبابية، ويحتاج لإرشادات عاجلة جداً، ويضيف أن مسألة التشاحن المستمر مابين الكمساري والطلاب هو نتيجة طبيعية لحالة عدم الوعي بدور كل من الطرفين بمهام الآخر، بالإضافة إلى إسهام عنصر (الكبرياء) في ازدياد وقع المشكلة، ويقول: (الطالب يرفض أن يستجيب لطلب الكمساري بالرغم من توفر كافة الحلول لديه..والكمساري ينظر للطالب على إنه شخصية استغلالية ليس إلا..وهذه من أهم المشاكل التي يجب أن تعالج في البداية)، ويضيف: (التوعية مهمة جداً في هذا الخصوص..والإدراك بتقديم كل طرف لخدمات للمجتمع عبر عمله يساهم كثيراً في التقليل من فرص اندلاع المشادات إلى جانب الإدراك بأن المركبات العامة ليست هي المكان المناسب لافتعال الخلافات، خصوصاً أن هنالك العديد من الأطراف لاعلاقة لها بالموضوع مما يصنف الأمر ضمن التعدي على حريات وخصوصيات الغير وهنا تتفاقم المشكلة أكبر).!