هاتفني أحد الأصدقاء الأعزاء مشيرا إلى مداخلاتي على الفيسبوك والتي جنحت إلى أن السبب الجوهري في "سيناريو عزل مرسي" هو الضائقة الإقتصادية وهو سبب لن يزول بعزل مرسي وربما يتفاقم ويؤدي إلى سيناريو مشابه ضد الوضع الجديد. أمدني الصديق بروابط لتقارير غربية كثيرة مالت لهذا التفسير وقالت حرفيا إن المنقلبين على مرسي سيفيقون من نشوة النصر قريبا ويصطدمون بالواقع المؤلم... وهنالك أيضا تقرير من الإيكونوميست يبريء مرسي من بعض أسباب هذه الضائقة ويلقي بها على المعارضة الحالية وهذا تلخيص له: (وأشار التقرير إلى أن المصريين الذين يشعرون بالقلق يهرعون إلى تخزين المواد الضرورية، مع نقص البنزين والسولار، وهو ما اضطر الناس للوقوف في طوابير طويلة وتعطيل حركة المرور، كما حذرت السفارات الأجنبية في مصر مواطنيها من تجنب بؤر التوتر المحتملة. ويشير التقرير إلى الصعوبات التي واجهت مرسي خلال العام الأول لحكمه، حيث عمل الكثيرون ممن لم يصوتوا له طوال الوقت على إنهاء حكم جماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس، وتضم "الدولة العميقة "والأجهزة الأمنية والمدنية التي تعود لعهد مبارك والتي ظلت عقودا تقمع التيار الإسلامي. وذكر التقرير أن رجال الأعمال الأقوياء الذين استفادوا في ظل حكم مبارك أيضا يحملون الضغائن ضد مرسي وينعكس ذلك بلا هوادة في وسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص) وهذه مداخلاتي على الفيسبوك: في تقديري... القوى المناوئة للإخوان خسرت كثيرا ومنحت الإخوان قوة إضافية... لو كانت راهنت على مشاريع نفع عام في فترة ما تبقى من رئاسة مرسي وتغلغلت في المجتمع مثلما فعل الإخوان سنين مبارك... ولو كانوا تمهلوا قليلا لتآكل الإخوان واختلف مرسي مع مكتب الإرشاد... لقد كان بمقدورهم إحداث هزة في جسم الإخوان ولكنهم حبذوا الطرق المختصرة والصعود السريع... وبعده السقوط السريع..! سيبدأ التعاطف الشعبي مع مرسي غدا... سينشغل الشعب باتهام الحكومة الجديدة ويطالبها بتوفير لقمة العيش وحقوق العمال وتقاوي المزارعين ومع اول موجة غلاء تبدأ المظاهرات صغيرة وتكبر... وتبدأ المعارضة (أنصار الحكومة المؤقتة بعد بيان الجيش) في الاختلاف وينسلخ الشباب منها ويطالبون بإنهاء حكم العسكر بأعجل ما تيسر حتى لا تسرق الثورة مرتين وينزلون الشارع... عندها ستظهر الصورة الجديدة لمرسي.. رئيس منتخب رفض التفريط في شرعيته الديموقراطية ورفض التخويف من العساكر... مرسي عندما كان حاكما كان من السهل جدا إثارة المشاعر ضده بسبب الضائقة المعيشية ولكن بعد الانقلاب عليه هنالك حاكم آخر وصورة قبيحة أخرى تشغل الناس. في تقديري أن الانتخابات المبكرة لن تقوم لأنها لن تكون لصالح القوى (الديموقراطية!) التي أيدت هذا الانقلاب.