أصبح ساوثهامبتون الإنجليزي، الذي يقوده الأرجنتيني ماوريسيو بوكويتينو، الحصان الأسود لل"بريميير ليج" هذا الموسم حيث يحتل في الوقت الحالي المركز الثالث في الدوري الممتاز لكرة القدم متفوقا على تشيلسي ومانشستر يونايتد. وعقب الفوز الواضح الذي حققه ساوثهامبتون على هال سيتي أمس الأول في الجولة الحادية عشر من الدوري بنتيجة 4-1 أكد فريق "القديسين" أنه مفاجأة هذا الموسم بالمركز المتقدم الذي يحتله حتى هذه اللحظة على غير المراتب المتأخرة في جدول البطولة التي اعتادت عليها جماهيره. بعد هذا الانتصار أصبح رصيد ساوثهامبتون 22 نقطة في المركز الثالث بفارق نقطة عن ليفربول صاحب المركز الثاني وثلاث عن أرسنال صاحب الصدارة ومتفوقا على تشيلسي الرابع بنقطة واحدة ومانشستر يونايتد الخامس بنقطتين. ويعتبر العمل الذي قام به مدرب إسبانيول السابق بمثابة مفتاح نجاح "القديسين" حتى الآن حيث ارتكز فريقه على الناشئين دون أي أسماء كبيرة سوى المهاجم الدولي ريكي لامبرت. تحت قيادة بوكيتينو ، اكتسب الفريق عوامل مهمة أهمها اللعب السريع والصلابة الدفاعية واتقان الهجمات المرتدة. يقول الأرجنتيني "أعتقد أن هذا النادي كان رائدا في مسألة تأهيل اللاعبين الشباب وجلبهم إلى الدوري الممتاز ، نرغب في الاستمرار بهذا الأمر مستقبلا وتدعيم نواة اللاعبين الذين تم تشكيلهم في أكاديمية النادي". وكان البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد السابق وتشيلسي الإنجليزي الحالي هو الذي نصح بوكيتينو بقبول عرض ساوثهامبتون وخوض تجربة البريمير لييج وها هو حتى الآن يتفوق عليه. حينها قال مورينيو لبوكيتينو "في إنجلترا تلعب أفضل كرة قدم في العالم" ، ومنذ هذا الحين نجح المدرب الأرجنتيني بالقيام بثورة مع أبناء ملعب سانت ماري وزيادة حماسهم وتقليل عيوبهم. كان "القديسون" أنهوا الموسم الماضي في المركز الرابع عشر بالدوري الإنجليزي الممتاز ب41 نقطة، ولكنهم في النسخة الحالية بجعبتهم 22 نقطة في موسم نجحوا خلاله في الفوز على ليفربول صاحب مركز الوصافة حتى الآن في ملعب آنفيلد بهدف نظيف والتعادل أيضا مع مانشستر يونايتد بهدف لمثله. خلال الموسم الحالي فاز ساوثهامبتون مع بوكيتينو بست لقاءات وتعادل في أربعة وخسر مباراة واحدة أمام نورويتش ، في الجولة الثالثة، وسجل 15 هدفا فيما استقبل مرماه خمسة فقط. هذا الأداء الرائع دفع المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، روي هودسون للاشادة به ، بل وأنه بخلاف لامبرت ولاعب الوسط آدم لالانا ، قام أيضا باستدعاء المهاجم الشاب جاي رودريجز لوديتي تشيلي وألمانيا يومي 15 و19 من الشهر الجاري. وخلال عمر النادي البالغ 127 عاما فإنه عاش الكثير من اللحظات المرة التي شملت هبوطه لدوري الدرجة الثالثة في 2009 عقب تعرضه للافلاس ، ولكن هذا الموسم يبدو أن الأمور تسير على أفضل وجه، ولكن وحدها الأيام فقط من ستقرر اذا ما كان سيستمر على نفس المنوال لبقية الموسم ليثبت أحقيته بلقب ال"حصان الأسود" أم أن الأمر مجرد تألق عابر لهذا الفريق.
